شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشجرة والمساحات الخضراء
طوال أكثر من عقد من السنين ظلت بلديات الحواضر الكبرى في المملكة حريصة على الشجرة والمساحات الخضراء في الشوارع وعلى امتداد الطرق والدروب إلى هذا الحد الذي كثيراً ما سمعت أن الوافدين إلينا يكادون لا يصدقون أن تصبح مدينة مثل جدة تتمتع بكل هذه الخضرة وبهذا العدد الكبير من الحدائق، إلى جانب الأشجار بأنواعها وألوانها تضيف إلى ما يسمى الكورنيش مشرفاً على البحر معاني من الجمال لا تقل عن مثيلاتها في البلدان المتقدمة ومنها - بشيء من المبالغة في - شواطىء رايتون بإنجلترا و(كان) و(نيس) في فرنسا.
وما تم في جدة على الأخص يعتبر إنجازاً مثالياً ونادر النظير لأنها مدينة لم تكن فيها إلا شجرة واحدة بالعدد منذ خمس وعشرين سنة.
هذا الإنجاز الرائع الذي استنفد الكثير الطائل من الجهد والأموال والخبرة وبواعث التذوق الفني يعتبر ادخاراً غالياً يجب أن نحافظ عليه وأن نلاحقه بالتنمية والتوسع والرعاية والصيانة مهما تكلفنا في ذلك من أموال وجهود.
وأعتقد أن المواطنين إلى جانب أجهزة البلدية مسؤولون عن المساهمة بالجهد والماء للحفاظ على هذا الإنجاز الذي كثيراً ما سمعت الناس يحسدوننا عليه.
ومسؤولية المواطنين عن المساهمة بالجهد والمال واجب قد يحتاج إلى برامج مدروسة للتوعية وترسيخ الإحساس في نفس كل مواطن بأن حياته ليست في بيته أو مكتبه فقط وإنما هي في المدينة كلها بل في المملكة من أقصاها إلى أقصاها. لا بد أن يشعر المواطن أن الشارع الذي ينطلق فيه بسيارته أو يمشي فيه على أقدامه وقد أصبحت تظلله الأشجار الباسقة وتضاحكه الأزهار والورود بألوانها وأريجها هو الإضافة التي لو فقدها بالإهمال وعدم المساهمة في العناية بها بالجهد والمال لعاد إلى ذلك العهد الذي يذكر الآباء أن الشوارع فيه كانت صحارى ومطبات ورمالاً سافيات وأنه حتى عندما يكون في بيته كان يعاني من أضعاف درجة الحرارة والرطوبة وزخات الغبار.
في جميع بلدان العالم الذي نسميه متقدماً يحرص المواطن حتى وهو في مرحلة الطفولة على أن يظل الشارع نظيفاً وتظل الشجرة نضرة وبساط العشب ممتداً نظيفاً يستطيع أن يعايشه وأن يستمتع به كما يعايش ويستمتع غرفة نومه وحديقة منزله... فما الفرق بيننا وبين هؤلاء، وهم بشر ونحن بشر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.