شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نموذج رائع لوعي الفتاة السعودية
تعيش الفتاة في المملكة العربية السعودية تفاعلات الحياة، وحركة متغيراتها المتلاحقة، ليس في مجتمعها فقط، بل في المجتمع العربي خاصة، بل والعالمي عامة. وهي تثبت بذلك أنها كأختها في العالم العربي، قد استطاعت أن تكتشف ذاتها، وأن تدرك مسؤوليتها نحو تفاعلات الحياة من حولها، وأن تلاحق حركة متغيراتها، فتسهم بما يسعها أن تسهم به من عطاء، فيه مشاعر الرغبة المتوافرة، في أن يتحقق للإنسان العربي حلمه الكبير، في تجاوز المعوقات والمثبطات، التي ظلت تعرقل مسيرته نحو حياة تتوافر فيها العزّة والكرامة في رحاب العقيدة الإسلامية السمحة، التي قررت كرامة الإنسان، في قول الله سبحانه: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (الإسراء، الآية: 70).
وتتميّز الفتاة في المملكة عن الفتى وذلك - بطبيعة نشأتها وتربيتها الإسلامية - بأنها قليلة الالتفات أو الاهتمام بما يشغل الفتى... ولذلك فهي في الغالب صديقة مخلصة للكتاب... ولا شك في أنها لا تنسى، أن أول كلمة نزل بها الوحي على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، هي اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. (العلق، الآية: 1 - 4)... ومن هنا كانت الظاهرة التي لا تزال تسترعي انتباه مختلف شرائح المجتمع، ومنها رجال التربية والتعليم في مختلف المراحل، وهي تفوّق الفتاة، في النتائج، التي تسفر عنها الاختبارات في أكثر الأعوام... وصداقة الفتاة للكتاب وطّد علاقتها بالثقافة والفكر، وكانت المفارقة بينها وبين الفتى، في أن النجوم الذين يتعلق بهم الفتى ويتهافت على أخبارهم، هم نجوم الكرة أو الطرب والغناء، بينما النجوم الذين تتعلّق بهم الفتاة، وتعكف على ملاحقة عطائهم، هم نجوم الثقافة والفكر... فهي تتابع بإخلاص، ما يصدر من أعمالهم من كتب ومؤلّفات، وما تنشره الصحف والمجلات، لهم من فنون الشعر والنثر، وما يدور في الساحة من حوار حول قضايا فكرية قد تشغلها ولا تجد ما يمنع أن تسهم فيها بالرأي الصائب السليم.
ولعلّ أهم ما تدرك الفتاة في المملكة، أنه يجب أن يكون الهدف في حياة الإنسان العربي، هو تجاوز حاضره المشحون بالمعوّقات، إلى مستقبل (القوة) التي نعلم أن العدو، ومعه الدول التي زرعتْه في الأرض العربية، لا تخشى ولا تتحسّب لخطر: كما تتحسّب لها، وهي (وحدة الأمة العربية)... الوحدة التي كانت وستظل تقاومها الإمبريالية الغاشمة، لأنها لم تنس قط، أن العرب والمسلمين يوم كانوا يرفعون راية التوحيد وينطلقون تحت ظلالها، استطاعوا أن يرفعوا هذه الراية على تخوم الأرض في قارات العالم القديم، من أوروبا، وحتى الصين... حيث كانت شعوب هذه القارات تسمع (الله أكبر) ترتفع عالية داعية إلى عبادة الواحد الأحد، لا معبود سواه، ولا خضوع إلا لحكمه، ولا ركوع أو سجود إلا له، جل جلاله، وفي ذلك خلاص الإنسان من عبودته للطغاة والطغيان، وانطلاقه حراً يتمتّع بالعدل والمساواة ونعمة الإخاء في الله، الكل أخوة، والكل سواء في ساحة حكم الله.
والأميرة الآنسة سماهر ابنة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود حين تطرح في ساحة نضال الأحرار عطاءَ مشاعرِها ونبضَ قلبِها، نموذجٌ كريم للفتاة في ميعة الصبا، تنسى الحياة المخملية التي توفّرها لها بيئتها وبيتها الكريم، لتعيش مشاعر وأحاسيس أطفال الحجارة... أبناء شهداء القمع والطغيان، أبناء الأرض التي اهتزّت ثائرةً على يد الغصب والقهر والاحتلال... الأرض التي ترفض وجود المسخ الذي زرعته فيها قوى الاستعمار الغاشم... الأرض التي أراد الله سبحانه فأحيا فيها عظام الأجداد الذين عاشوا ودفنوا فيها منذ ألوف السنين... بل عظام الشهداء الذين سقطوا في ميادين البطولة والفداء، لتكون في أيدي الأطفال، حجارةً من سجيل. هؤلاء الأطفال الذين يواجهون رصاص الجبناء الأنذال من قوات الأعداء، بهذه الحجارة... بعظام الأجداد وعظام الشهداء، اذهلوا العالم، وزلزلوا ضميره، لأنهم ولدوا، وفتحوا عيونهم على واقع الاحتلال... على هذا الجبان الإسرائيلي، الذي ينكر وجود فلسطين والفلسطينيين... ولدوا وعاشوا سني الرضاع، وهم لا يعرفون أن الأرض أرض آبائهم وأجدادهم عبر القرون، وأن هذا المسخ الإسرائيلي، يعيش فيها عدواً معتصباً... ولكنه الإلهام... وإرادة الله والعظام التي تفجّرت عنها الأرض حجارةً هي السلاح، تقذف به الأيدي الصغيرة الناعمة في مواجهة النار والرصاص... في مواجهة كلِّ القهر والقمع والجبروت... يوماً وراء يوم وشهراً وراء شهر، وعاماً بطوله يلحقه عام... لا هدنة ولا استسلام ولا نكسة ولا عار تراجع وانهزام... بلى... هذه الحجارة، هي عظام الآباء والأجداد أصحاب الأرض، أراد الله سبحانه فأحياها، في أيدي الأطفال... لتعيد إلى الأذهان التي نسيت، وإلى الضمائر التي عفت أو ماتت، أن فلسطين موجودة، وأن الفلسطينيين موجودون... وأن الغصب والعدوان، والقهر والطغيان، عجزَ وتهاوى أمام الحجارة تقذف بها أيدي الأطفال...
هذا العطاء تتقدم به الأميرة سماهر ابنة تركي بن عبد العزيز آل سعود، نموذج رائع لوعي الفتاة في المملكة العربية السعودية، ولإدراكها لمسؤوليتها نحو قضية الحق العربي، وقد آمنت أنه لن يضيع... وقد آن له أن يؤخذ ويسترد... ليس بالمدفع والرصاص وليس بالطائرات المقاتلة والصواريخ... وإنما بالحجر... بالحجر من أيدي الأطفال...
وبالحجر في أيدي الأطفال، اهتز ضمير العالم من أقصاه إلى أقصاه... وأصغي لأول مرة في تاريخ النضال لصوت الطفل الفلسطيني، يعلن بالحجارة... بالعظام التي أحياها الله من مرقدها في الأرض، فكانت هذه الحجارة التي سمعها العالم وهي تخرج من العدم... من براثن الضياع... ((دولة فلسطين))، تخرجها حقيقة تعترف بها دول العالم في الشرق والغرب، فتتحقق بذلك أعظمُ أعجوبة... معجزة في تاريخ الحروب في جميع الأزمان... معجزة أن يحقق الطفل... وبالحجر في يده، أعظم نصر في التاريخ.
أعظم نصر، ترتفع بالهتاف له، كلمة (الله أكبر) صادرة من قلوب مؤمنة بأن اليوم الذي تصلي فيه أولى القبلتين في ثالث الحرمين الشريفين، تحت ظلال راية التوحيد قد أصبح أقرب مما كان في أي يوم مضى... نصلي فيه... وفي أيدينا هؤلاء الأطفال الأبطال، نسمع منهم قصص المعجزة التي لم يسبق لها نظير في التاريخ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :649  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج