شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(الطيّارة) أفنان.. وتفتح الأذهان
بما كتبته ونشر في هذه الصحيفة عن أول (طيّارة) من بناتنا، أتيح لي أن أحصل على معلومات، أضافت في الواقع إلى مشاعر الفرحة، التي أحسست بها عندما اكتشفت أن طموح الآباء والأمهات عندنا - بل والأجداد أيضاً - لم يعد يقف منذ حدود يريد البعض أن تنتهض حصوناً وأسواراً. في وجه التطور والنمو والبناء، وإن طموح هؤلاء ونظرتهم البعيدة إلى المستقبل، وتصورهم الدقيق، لما سوف يتمخّض عنه من قدرة على صنع هذا المستقبل، كما يحلم به الحالمون، وكما يترقبه المؤمنون، بأن الحياة لن تقف عند الحصون والأسوار.. لا بد أن تتحرك.. ولا بد أن تنمو تلك (الثروة) التي قال عنها عاهلنا الحبيب، إنها هي الباقية.. إنها (الإنسان).
والذي أمتعني بالمعلومات، عن الآنسة (الطيّارة) ((أفنان))، هو والدها الذي عرفتُ أنه يحمل مؤهّل الدكتوراه في جغرافيا المدن من بريطانيا، وأن والدة أفنان التي لا أجد ما يمنع أن أقول إني توهّمت أنها غير سعودية.. إن الوالدة سعودية ومن بيت سعودي معروف، فلا سبيل هنا إلى أن نعزو، أو نتوهّم أن انطلاق ((أفنان)) إلى الأجواء، كان بتأثير الوالدة مثلاً كما يحدث أحياناً.
ثم، معلومة، أعترف بأنها أربكتني قليلاً، وهي اسم جد الطيّارة أفنان، وأعني والد الدكتور عبد الله، فإن المصدر الذي أخذت منه الخبر عنها، قال إنها (أفنان عبد الله منصور الشعيبي).. وليس في ذهني بهذا الاسم إلاّ صديقي الفريق منصور الشعيبي رحمه الله الذي ما زلت أحتفظ بهدية منه هي منفضة سجاير إنجليزية من الصيني فيها صورة، حصان من خيل الفروسية الإنجليزية.
ولكم كان مؤدّباً ورقيق الذوق والمشاعر، عندما اتصل بي الدكتور عبد الله والد ((أفنان)) ليخبرني، أن الفريق رحمه الله، هو ابن عم أبيه.. وليس كما توهمّت أنه أبوه.. وأن ابني العم يحملان نفس الاسم.. وكل منهما رجل عسكري، فوراثة الشجاعة والإقدام واردة بالنسبة لأفنان، ولكن بفارق ذكره الدكتور، بكثير من رقة الحس والأدب، وهو أن اسم والده منصور (الحمد الشعيبي).. وقد كان يرحمه الله من ضباط الأمن العام، وبرتبة مقدَّم، بينما صديقي اسمه (منصور العلي الشعيبي) وكان قائد حامية جدة برتبة فريق.
وأضاف الدكتور عبد الله، أنه لا يذكر هذا التصحيح لشيء سوى اعتزازه بأبيه الذي كان طموحه وإيمانه باقتحام حواجز المستقبل، وراء دراسته هو إلى أن حمل مؤهل الدكتوراه من إنجلترا.. ووراء حثّه الدائم على عدم الرضى بأقل من القمم، في مسيرة الأبناء نحو المستقبل المنشود.
وبأسلوبه الرقيق المهذّب اعتذر الدكتور عبد الله، عن حرصه على التصحيح، وأكّد أنه وجميع أفراد الأسرة يفخرون ويعتزون بالفريق منصور الشعيبي، فهو في مقام أبيهم، وله في نفوسهم مكانة رفيعة لا ينسونها ولا يتجاهلون أثرها بأية حال.
وعن الآنسة أفنان، قال إن طموحها في الطيران لا يقف عند حد، فهي تتطلع إلى أن تقود الطائرة النفاثة، ولعلّها سوف تصل إلى ذلك، في الصيف القادم، وهذا ما بشّرها به المدرّب الذي اختبرها، قبل إعطائها الرخصة، لأنّه شهد لها بأنها كانت أقدر وأبرع زملائها وزميلاتها في الهبوط.. والطيارون، في العالم، وعلى مختلف أنواع الطائرات يعتبرون البراعة والتميُّز أو التفوق في ((الهبوط))، الناعم.. وهذه حقيقة كثيراً ما فرّقت بها بين من يهبط بنا في الرحلات، فيزعجنا بخشونة الهبوط، والآخر الذي يهبط وينطلق في المدرّج ونحن نظن أنه لا يزال يطير.
وأضاف الدكتور عبد الله منصور الحمد الشعيبي، أن ابنته (أفنان)، طالبة في جامعة الملك سعود، في السنة الثانية - قسم الأدب الإنجليزي. وهي كما تقول لن تقنع بأقل من الدكتوراه.
مرة أخرى، أراني لا أملك، إلاّ التساؤل عن موقف الذين لا يزالون يصرون على إقامة الأسوار والحصون، وراء أو أمام، مسيرة الفتاة.. أمام (ثروتنا الباقية) وهي (الإنسان).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2642  التعليقات :1
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج