شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تزوّج؟!.. وطلّق؟!
وماذا في ذلك مما يستحق الكتابة أو التعليق؟ جميع الرجال يمكن أن يتزوّجوا حين تتهيأ لهم الأسباب، والمسلمون لهم أن يتزوّجوا مرّات، وليس مرة واحدة، ولهم أن يجمعوا في عصمتهم أكثر من زوجة، إلى أربع زوجات.. ولهم - مع هذه الرخصة الواسعة التي قررتها الشريعة - أن يطلّقوا أيضاً.. أن يطلّقوا متى شاؤوا لسبب، أو بدون سبب من أي نوع.. ولا تحتاج هذه الحقيقة، إلى شواهد، أو قصص، أو أخبار.. لأن المجتمع عندنا، غاصٌّ، أو مزدحم بحوادث الطلاق، ولْنقل بالمطلّقات من النساء، في مختلف الأعمار، وابتداءً من تلك التي لا تزال في معية الصبا، وانتهاء عند التي دخلت مرحلة الشيخوخة، أو تكاد، يطلّقها زوجها وهي أم عياله. وقد يبدو كريماً فلا يحرمها من أولادها.. يتركهم لرعايتها، ليتزوج هو أخرى في ربيع العمر.. ونكتشف، أنه لم يترك العيال كرماً، أو حناناً، أو عطفاً، وإنما لينعم ببيت، ليس فيه المزعجات والمنغصّات والمشاكل، التي كان مصدرها العيال.. وقد تحمّلها طويلاً أيام العجز وقلة الحيلة.. ولكن بعد أن امتلأ الجيب، أو ارتفع الرصيد، أو تفتّحت أبواب الرزق - وبغض النظر عن الضوء الأخضر أو الأحمر عليها ومنها - بعد ذلك، فقد آن له أن يلتقط الأنفاس.. أن (يعيش)!! أن (يرى الدنيا) التي ظل لا يراها منذ تزوج تلك التي طلّقها، وحتى اليوم.
وليس لأحد - أياً كان - أن ينبس بكلمة، فيما أحلّه الله سبحانه بصريح النص في كتابه وسنّة نبيّه صلوات الله عليه.. ولكن يبقى أننا في - مجتمع - أصبح يغص بالمطلّقات، ونسبة كبيرة منهن في ميعة الصبا، وكان زواجهن أصلاً لأنّهن شابات أولاً، وجميلات ثانياً.. إننا لا نجهل، أو يجب أن لا نجهل، أن الزوج الذي يرضى بالزواج من (مطلّقة) أو (أرمل) نادر.. وإذا وجد، فالأرجح أن يكون ممّن تجاوزوا الخمسين من العمر، (وزهق) من العجوز التي عاشرته، وملأت بيته بالعيال.. فإذا ذُكرت له مطلّقة أو أرمل، وقيل له إنها شابة وجميلة، فما أسرع ما يُقبل على خطبتها، ومن شروطه، أنه متزوج.. وعنده عيال.. الخ..
وأتردد كثيراً، في أن أتساءل: ما هو مصير المطلّقات اللائي يغص بهن المجتمع؟ ما هو الواقع الذي يعايشْنه، وهن في هذه السن التي حرمها (الطلاق) من حقها، في حياة تعيشها كل شابة في سنها وجمالها؟ بل ما هي الأخطار التي يتعرّض لها هذا المجتمع، وهو يواجه ارتفاع نسبة حوادث الطلاق، التي يعزوها البعض إلى حالة الوفرة، ويعزوها آخرون إلى ما يظهر للزوج - بعد الزواج - من أن التي تزوّجها، ليست المرأة التي يمكن أن يتفاهم معها أو يعاشرها، لأن رؤيتها قبل التقدم لخطبتها، كانت مجرد (لمحة) لم تظهر شيئاً من طباعها، ومدى استجابتها لطبيعة حياته.. وما دام قادراً على أن يطلّقها، وفي نفس الوقت يستطيع أن يتزوّج غيرها، فما الذي يحتّم أو يفرض عليه الاستمرار في زوجية، ومع زوجة لا يجد حياته معها.
ممّا قيل لي في هذا الصدد، إن وزارة الشؤون الاجتماعية، تعرف (الوجه الآخر) من نتائج الطلاق، وجانباً قد يكون محدوداً جداً - من مشكلة المطلّقات، وأن في الوزارة أخصّائيين، يدرسون المشكلة، ويلتمسون لها الحلول.. وإني لأرجو، أن توفق الوزارة وأن يوفّق الدارسون فيها، كما أرجو أن لا يقتصر النظر، والتماس الحلول، والدراسة المسبقة على وزارة الشؤون الاجتماعية وحدها، إذ هناك أكثر من جهة تعرف وجوهاً أخرى للمشكلة ويهمّها قطعاً أن تسهم بالدراسة والتحليل، وتقديم الآراء التي تساعد على العلاج.. ولا أحتاج أن أقول، إن ذلك من أهم مسؤولياتنا نحو المجتمع.. نحو الوطن على أوسع نطاق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج