فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
أسماء الشوارع في جدة سمعت الكثير من الملاحظات الناقدة، وأحياناً الساخرة عن أسماء الشوارع في جدة. ولا أستبعد أن تتدفق ملاحظات مماثلة عن أسماء الشوارع في المدن والحواضر الأخرى وليس ذلك لأن الأسماء لا تنطبق أو تتلائم مع مسمياتها. وإنما لأن من هذه الأسماء كما قيل لي. ما يبدو كأن اختياره كان عشوائياً دون سابق تفكير. والمشكلة في أسماء الشوارع أو اسم أي شارع في أي بلد. هي في الاهتداء إليه عندما يحتاج المرء أن يزور صديقاً أو يقوم بمهمة أو يعالج مريضاً في مستوصف أو يحصل على دواء من صيدلية الخ. وبغض النظر عن الأسماء التي أطلقت على شوارع جدة من حيث انطباقها أو عدم انطباقها ومن حيث طرافتها إلى حد الإضحاك وإثارة السخرية فإن ما يلفت النظر فيها هو ضعف اهتمام الذين عهدت إليهم عملية التسمية، بالأعلام من رجال التأريخ، والأكابر من رجال التراث ومنهم العلماء والفقهاء والقضاة إلى جانب الشعراء والأدباء والنقاد. والمفروض في حواضرنا كلها أن نحيي ذكرى جميع هؤلاء بأن تسمى الشوارع بأسمائهم ومن طبيعة الاسم - أحياناً - أن يحمل المواطن على الاستعلام عن الشخصية وهذا في حد ذاته كسب ثقافي مرغوب. وهذا مع ملاحظة ما أعتبره على جانب عظيم من الأهمية. وهو ضرورة الاحتفاظ للأحياء والحواير القديمة بأسمائها دون تغيير من أي نوع لأن هذا يبقى لنا نكهة القديم وذكريات أيامه عند من يطيب لهم أن يعيشوا هذه الذكريات. وبالمناسبة أحب أن أذكر أن أول من فكر ولعلّه نفذ أيضاً فكرة تسميه شوارع جدة بأسماء الأعلام في التأريخ والأكابر من رجال التراث هو الأخ الأستاذ أحمد عبد الجبار عندما كان من موظفي ديوان نائب جلالة الملك ((الأمير فيصل)) يرحمه الله. وأذكر أني رأيت أيامها أسماء هؤلاء في لوحات لأكثر من شارع. وما دمنا لا نزال في بداية العملية ونحتاج إلى وقت طويل لاستقرار الأسماء في الأذهان فليس ما يمنع أن يعاد النظر في هذه الأسماء على ضوء هذه الملاحظات.. وأرجح أن فريقاً من أدبائنا لا يجدون ما يمنع أن يتطوعوا للمساعدة في عملية إعادة النظر هذه إن شاء الله.
طباعة تعليق  القراءات :636  التعليقات :0
صفحة 97 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج