شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين فرنسا ميتران.. وإسرائيل
وأسميها (فرنسا ميتران)، لأن علاقة فرنسا بإسرائيل، قد أخذت اتجاهاً فيه من محاولة الخروج من الطوق الذي ضربه الرئيس الراحل شارل ديجول وتابعه بومبيدو، وجيسكار ديستان، حول علاقة فرنسا بإسرائيل، إلى التقارب، واستعادة روابط الثقة التي تصل إلى حد التعامل مع جشع التسلّح والتسليح الإسرائيلي، الذي لا تجهل فرنسا بالذات، كما لا تجهل غيرها من الدول الأوروبية، أنه لا يستهدف إلاّ الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط.
في تاريخ العلاقة بين فرنسا وإسرائيل، أن مفاعلات إسرائيل النووية، التي لم يعد هناك شك، في أنها كانت الأساس في نجاحها في صنع القنبلة الذرية، التي لا تهدد أحداً أو دولاً سوى الدول العربية.. إن هذه المفاعلات، كانت منحة من فرنسا في عهد (جي مولييه)..
وقد انطوت صفحة (جي مولييه)، أو صفحة العلاقات بين فرنسا وإسرائيل بالموقف العظيم الذي وقفه شارل ديجول، عندما أعلن الحظر على بيع السلاح الفرنسي، كمواجهة سافرة وحادة لسياستها العدوانية.. ومعلوم أن عدوان إسرائيل، كان دائماً على العرب، وعلى الأراضي العربية مما لا يعني شيئاً أقل من أن ديجول قد وقف - في أوروبا كلّها - ضد هذا العدوان، ولا تفسير للموقف إلاّ أنه دعم للحق العربي، ورؤية واقعية وعادلة لهذا الحق.
فإذا صحّت الأنباء القائلة، إن فرنسا ميتران قد وقّعت عقداً مع إسرائيل للتعاون في المجال النووي، وبمقتضى هذا العقد، ستزود فرنسا إسرائيل بمفاعلين نووين جديدين، فإن أكثر من علامة استفهام - في الجامبو - لا بد أن ترتفع، في مسار العلاقات بين الدول العربية وفرنسا.. وهي علاقات تعلم فرنسا أنها الرابحة في محاولة إنمائها وتطويرها وإن كسر حدة البطالة في مصانعها الكبرى، إنما يعتمد في الدرجة الأولى على علاقاتها الوديّة مع الدول العربية، وهي علاقات كان من أسباب نموها، دعمها لموقف العراق في حربه مع إيران بالأسلحة المتطورة، ومنها صواريخ الأكزوست.
وما يستوقف النظر في أخبار الاتفاق، على تزويد إسرائيل بالمفاعلين النوويين أن هذه قد رفضت - وبصراحة واستهتار - التعهد لفرنسا بعدم ضرب المفاعل النووي الذي يعتزم العراق بناءه، تحت رعاية فرنسا، وإلى الحد الذي قال فيه شارون (إذا حاول العراق بناء مفاعل نووي جديد، فستقوم إسرائيل بقصفه وتدميره).
إشارة الاستفهام (بحجم الجامبو)، لا بد أن تظل مرتفعة، على مدى مراحل تطور العلاقة بين فرنسا ميتران وإسرائيل، وعلى الأخص حين يكون من مقومات هذه العلاقة، تزويدها بالأسلحة التي لم تعد تحتاج إسرائيل منها إلاّ المفاعليين النوويين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :621  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.