شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عسير الجميلة.. كما يراها أميرها، خالد الفيصل بن عبد العزيز
استوقف نظري، في مجلة المدرسة الثانوية التجارية بالمدينة المنورة، مقال بقلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير. ألقى فيه سموه الكثير الساطع من الأضواء على المنطقة، بأسلوب ينبض بما يكشف عن عمق مشاعر الحب التي يكنّها للمنطقة وسكانها، مع استيعاب شامل ودقيق للعادات والتقاليد والمفاهيم والأعراف الاجتماعية ومنابعها في طبيعة المنطقة التي قال سموه إنها (تضم خمسة أنماط بيئية متباينة هي منطقة السهول والواحات الشرقية المتمثلة في وادي تربة، ووادي بيشة وترج، وهرجاب وخيبر الجنوب حيث تزدهر زراعة النخيل والحمضيات والحبوب، ثم قمم الجبال في غرب المنطقة وهي الأكثف سكاناً والأغنى بالمراكز الحضارية، ثم السفوح التي تتميز بشلاّلاتها وينابيعها وغاباتها ومزارع البن والموز والكادي والحبوب.. ثم منطقة السهول الساحلية الخ..) ولا يملك القارئ إلا الإعجاب بهذه النظرة الودود التي يتحدث فيها سموه عن أهالي المنطقة، وما طبعوا عليه من روح التعاون على حل أي مشكلة من المشاكل الاجتماعية الطارئة ممّا ينم عن فهم لدور المواطن الصالح إزاء مشاريع وخطط التنمية. ويلتفت سموه التفاتة إعجاب وتقدير بظاهرة الإيثار الشائعة في حياة السكان الاجتماعية بحيث تظل المصلحة العامة هي الهدف الأهم، الذي يتعاون على تحقيقه الجميع.
وبالنسبة لي شخصياً، يطيب لي أن أعترف، بأني ظللت إلى هذه الدقائق التي قضيتها في قراءة مقال سمو الأمير خالد عن المنطقة، أجهل كل شيء عن مشروع منتزه عسير الوطني الذي يقول سموه إنه يخدم السياحة الداخلية أو الوطنية، ويخدم البيئة والمحافظة عليها وإكثار الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالخطر وإعادة تنمية وتوطين بعض الأنواع المنقرضة من النبات والحيوان إلى موطنها الأصلي.. ثم (إدارة التطوير السياحي) التي عنيت وتعنى بتنمية وتطوير الخدمات السياحية، مما فتح الباب أمام الاستثمار السياحي، فانتشرت الفنادق ذات الخدمة الممتازة بحيث أصبح في المنطقة الآن، اثنا عشر فندقاً وعشرون استراحة على شاطئ البحر، إلى جانب المطاعم وخدمات النقل، والشقق المؤثثة والدارات والبيوت بالقرب من المواقع السياحية مع خدمات خمسة وعشرين فرعاً لمختلف البنوك تقدم التسهيلات المصرفية.
وكان سموه نموذجاً فذًّا، في التعبير عن مشاعر الحب التي يكنها لأهالي منطقة عسير، من موقعه القيادي الرفيع، حين قال: (جميع تلك المجالات الاستثمارية من قبل الأفراد والقطاع الخاص لم تكن لتتحقق في ظل الظروف المالية الصعبة، وفي ظل العزلة التي كانت تلف المنطقة نظراً لظروفها الطبيعية لو لم يتمتع الأهالي أنفسهم بروح التضافر والتكاتف والتضحية، ولو لم تتوافر لديهم العزيمة القوية التي تدفعهم للتطلع إلى الأفضل في ظل رعاية الدولة لهم).
وبعد.. فما أكثر وما أعظم الإنجاز، وما أروع الحصاد، في حياة المواطنين، في جميع ربوع المملكة.. وما أحوجنا إلى مثل هذه الأضواء تسطع، وتضيء لنرى حجم عطاء التنمية والتطوير على حقيقته التي يجب أن تظهر للعيان.
* * *
تقدير أهميّة الإنجازات التي تتم في حياة المجتمع عندنا، وإدراك أبعاد أثرها وتأثيرها في تغيير خط مسيرتنا نحو المستقبل وقوة الدفع في هذه المسيرة وهي تتنامى مع كل إنجاز.. هذا التقدير الذي يكاد يكون غافياً إن لم يكن غائباً عن وعي الجماهير، لا يستغني، عن عمليات توعية مدروسة، لأن وضوح ملامح الواقع أو حتى تفاصيله، يخلق حافز التطلع إلى المزيد من جهة ويرسّخ الاقتناع بمصداقية الجهود التي تبذل والأموال التي تنفق في سبيل الوصول إلى هذه الإنجازات.
والإنجازات التي تمّت، وأصبح المواطنون ينعمون بعطائها وجدواها، كثيرة في الواقع وشاملة إلى الحد الذي جعلها تستوعب الكثير من مطلب التطور في مفهومه أو مضمونه الأرفع والأرقى والأفضل، الذي قد لا نبالغ إذا قلنا إنه - حين تحقق في فترة لم تتجاوز خمسة عشر عاماً - أكد أهم حقيقة لا بد أن يعيها وأن يدركها وأن يقدرها المواطن حق قدرها، وهي أن الجهد الذي بذل والإنفاق الذي تدفّق بسخاء، قد حقق وثبة يندر، بل قد يستحيل أن يتحقق مثلها، حتى في البلاد الأكثر تطوراً ونمواً.
وقد لا تتسع هذه الكلمة، للتذكير بهذا الكثير، ولكن أقرب الأمثلة، ويعد من أكثرها استحقاقاً لتقدير المواطن وإعجابه، حصول الخطوط الجوية العربية السعودية على شهادة تقدير دولية من منظمة الطيران الفيديرالية الأمريكية.. وهي شهادة ذات مضمون هو الذي أعتبره إنجازاً من أعظم الإنجازات التي حققها الجهد الذي بذل والإنفاق الذي تدفّق بسخاء.. وهذا المضمون، هو (اعتماد المنظمة للخطوط السعودية مركزاً للقيام بكافة عمليات الصيانة والإصلاح للطائرات، بما في ذلك الهياكل والمحركات والأجهزة المساندة والمراوح ومعدّات التفتيش، ومعدات السلامة في الطائرات).
ولندرك أهمية وعظمة هذا الإنجاز، لا بد أن نعود بالذاكرة، إلى تلك الأيام، التي كان إصلاح أي عطل في الطائرات، يستلزم، اللجوء إلى مراكز للصيانة في أمريكا، أو في المراكز الأخرى التي تعتمدها منظمة الطيران الفيديرالية الأمريكية.. فإذا وصلنا إلى الحد الذي تعتمد فيه الخطوط السعودية مركزاً، للقيام بكافة عمليات الصيانة، فإن ذلك لا يعني شيئاً أقل من أن الخطوط السعودية قد وثبت وثبة أخرى، أعتقد أنها الأوسع والأهم في مسيرة تطورها.
فإذا لم ننس - في نفس الوقت الذي نبتهج فيه بالوصول إلى هذا المستوى - أن الأيدي التي تقوم بعمليات الصيانة هذه، أيد سعودية، اكتسبت هذا المستوى المتطور من المهارة، في حقل يعتمد على التقنية في أدق مكوّناتها وأدائها، فإن من حقنا أن نعتزّ، وأن نشد على أيدي القيادات التي لا شك أنها كانت وسوف تظل وراء هذا الإنجاز الضخم والعظيم بكل معيار.
وإذا كان عاهلنا العظيم جلالة الملك فهد بن عبد العزيز، قد أشاد، حفظه الله ورعاه بالقدرات المتواجدة، وقال إنها تعكس التقدم في الحقل التقني، فإن لنا مع الاعتزاز بتقدير جلالته، أن نتمعّن بكثير من الوعي، قيمة الإنجاز.. وأن ندرك بوعي كافٍ، ما حققه الجهد الذي بذل، والإنفاق الذي تدفّق، فنحمد الله سبحانه على ما أغدق علينا من نعمة التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج