شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاستثمار الأعظم
أكثر ما يبهرنا، فنشعر بروعة الإنجاز وحجم ما تحقق من تطور ونمو في بلادنا، هذا العمران في المدن وحتى في القرى، ثم الاتصالات اللاسلكية، التي جعلتنا نشعر أن العالم كله ومن أقصاه إلى أقصاه، يستجيب للمسات إصبعنا.. نريد الاتصال بطوكيو مثلاً، فلا يكلفنا ذلك أكثر من أن نلمس أزرار الهاتف، لنسمع طوكيو، وكأنها في الغرفة المجاورة.. ونحتاج إلى إرسال مستند، أو مقال أو صورة أو خريطة فلا يكلفنا ذلك شيئاً أكثر من أن نلمس بإصبعنا أرقام المرسل إليه، وعبر جهاز (الفكسيميلي)، بين الطرفين، تكون المادة المرسلة هناك.. في هونولولو مثلاً.. وفي لحظات..
كل هذا رائع.. رائع جداً.. ولكن ما لا نشعر به، ونكاد نتجاوزه، أو نغفل عن التوقّف عنده، لأنه ليس، ممّا يتداخل أو يظهر في مسيرة حياتنا اليومية، هو في الواقع الأعظم، والأبعد أثراً وتأثيراً في معمار التطور الذي نهض في حياتنا، هو المستويات الرفيعة التي بلغها إنسان هذه الأرض، في تعامله مع تكنولوجيا العصر، في أحدث مراحل تطورها.
في الفترة التي قضيناها أمام شاشة التليفزيون، نشاهد حفل افتتاح مدينة الملك خالد رحمه الله في حفر الباطن، ومن فقرات الحفل الكبير، استعراض وحدات رمزية من قوات الجيش السعودي، ومنها وحدات من سلاح الطيران بأنواع من أحدث الطائرات وأكثرها تطوراً.. يقودها نسور الجو الأبطال من أبنائنا، إلى جانب المصفحات والدبابات، من أحدث ما أنتجته ترسانات السلاح في العالم، يقودها ويتعامل معها تلك العناصر الشابة من أبنائنا.. في هذه الفترة، أزيح لنا الستار عن الاستثمار الأهمّ، وعن مردود هذا الاستثمار في مسيرة تطور وهو مردود ثمين، وضخم، وحيوي، بكل معيار. إذ ليس أعظم ولا أهم من أن يقفز إنسان هذه الأرض، من السفح السحيق، إلى القمم الشاهقة، التي بلغها الطيار وفريق قيادة الدبابات والمصفّحات، بكل ما فيها من تقنية وتعقيد التطوير.
وبنظرة استشراف للمستقبل القريب والبعيد، رأيت أجيال الشباب من أبنائنا.. من أبناء الصحراء والجبال، والسهول والوديان، في شبه القارة العربية، يشقّون غياهب المجهول، ويقتحمون معاقل الأسرار في حضارة العصر، لنراهم في مقاعد القيادة والإبداع، ونرى شبه القارة بصحاريها وجبالها، وسهولها ووديانها، ترتفع على سواعدهم كوكباً يبهر العالم بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تسطع في الآفاق، فتفضي إليه بسرّها الأعظم.. سر قدرتها الأزلية على أن تعطي المؤمنين بها، والمجاهدين في سبيل إعلائها، والسائرين تحت ظلالها وعلى هداها جوائز السيادة والمجد والسلطان.
إن ما يتم في أجهزة قواتنا المسلّحة، بمختلف مهامّها ومسؤولياتها، من تربية وإعداد وتدريب وتعليم، مع ترسيخ عوامل ومشاعر المواطنة والانتماء في نفوس الأبناء، يعطينا جحافل قوة هي التي تدعم مسيرة البناء، وعليها بعد الله الاعتماد، ليس فقط في الدفاع عن كل ذرة رمل من تراب هذه الأرض، وإنما أيضاً في صروح التطور والنمو إلى ذلك المستوى الرفيع، الذي نحلم به، ولا بد أن نصل إليه بإذن الله في يوم جد قريب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج