شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفالاشا ينتحرون في إسرائيل
في عدد (السانداي تايمس) الصادر في 14/4/1985، تقرير عن حياة (الفالاشا) الذين قامت إسرائيل بنقلهم وتهريبهم من أثيوبيا إلى إسرائيل فيما سمّته (عملية موسى)، التي تفاخر بها اليهود في أمريكا والعالم، وأهالوا عليها الكثير من عبارات الإعجاب والثناء على الذين قاموا بها، لأنّها (خلّصت) أبناء (اليهودية) من الاضطهاد والجوع والعذاب الذي كانوا يعانونه في إثيوبيا.
يقول التقرير في السانداي تايمس، إن (الفالاشا) ينتحرون، ويؤكّد عالم نفساني هو ميكائيل فيليبس من أسترالبا، وظّفته إسرائيل فيما يسمّى (مراكز الاستيعاب)، أن حوادث الانتحار، جديدة على سلوك (الفالاشا)، إذ لم يسبق أن لجأ إليها أحد منهم، في إثيوبيا.. أما في إسرائيل، فهو يعرف أن سبعة على الأقل قد انتحروا، ولم تعترف السلطات إلا بانتحار ثلاثة فقط.
والأسباب التي تجعل هؤلاء (الفالاشا) ينتحرون في إسرائيل، كثيرة يذكر فيليبس منها حقارة بؤس المساكن التي حشروا فيها. وحرمانهم من المعيشة مع طائفتهم ومجتمعهم، لأنّ إجراءات توطينهم في إسرئيل، حتمت، التفريق بينهم، وإرغامهم على المعيشة في مستوطنات متباعدة ومنتشرة في جميع أنحاء الأرض المحتلة، إلى جانب حملهم على التخلّي عن عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها عبر القرون.
ومن الأسباب، أن الشباب منهم أخذوا يتلقّون أوامر بالالتحاق بالجيش وكان من أسباب إقبالهم على الهجرة من إثيوبيا رفضهم لقانون التجنيد الإجباري فيها. ويقول فيليبس وهو نفسه يهودي - إن (الفالاشا)، كانوا يعتقدون أن إسرائيل، هي (الأرض المقدسة) التي كانوا يسمعون عنها في أخبار العهد القديم من (الإنجيل).. ولكن خاب ظنّهم حين وجدوا إسرائيل دولة تسود فيها (العلمانية) ونظم الحياة الحديثة، التي يرغمون على مجاراتها والتعامل معها، إضافة إلى محاولة إقناعهم بالإقلاع عن التزام طقوس العبادة التي نشأوا عليها.
أمّا أهم أسباب حالات العصاب والقلق والاكتئاب التي يعاني منها هؤلاء الذين استقدموا إلى إسرائيل وتم توزيعهم على ما يسمّى (مراكز الاستيعاب) من (الفالاشا)، فهي نظرة ومشاعر الاستعلاء التي يواجهونها من السكان البيض.. نظرات الاحتقار والاشمئزاز من مستواهم البدائي أو الفطري، بل ومن لونهم الأسود، الذي يقول فيليبس، إنه (التمييز العنصري) الذي كان الفالاشا يعانون منه في أثيوبيا، إذن كلمة (فالاشا) في اللغة الأمهرية، كانت تعني (الأغراب، الأجانب).
وينقل فيليبس عن يهودي هاجر من بروكلين في الولايات المتحدة، أنه قال: (لست أفهم غرض الحكومة من المجيء بهؤلاء (السود) إلى إسرائيل.. لقد هاجرت من أمريكا، لأتخلّص من السود..).
ويجيب المسؤولون في إسرائيل، عن ملاحظات فيليبس، وتفسيراته، بأن الفالاشا كان يمكن أن يواجهوا نفس المشاكل، في أي بلد علماني غربي.. مما يعني، أن إسرائيل واحدة من هذه البلدان العلمانية الغربية.. وأخيراً فإن الألوف من الفالاشا لا يملكون في النهاية إلاّ أن يعيشوا.. أو أن ينتحروا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :659  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.