شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الذين يقتلون النبيين
منذ أيام استوقفني خبر في صفحة (صوت وصورة) من هذه الجريدة ((جريدة عكاظ))، نسب شخصية (سيرانو دي بارجراك) في قصة لكاتب فرنسي - ما زلت لا أذكر اسمه - كتبها باللغة العربية الأستاذ مصطفى صادق الرافعي.. نسبها إلى إحدى مسرحيات شكسبير. وذلك في خبر عن استعداد ممثل لعملية ماكياج، في أنفه، لأن سيرانو كان يعايش عقدة أنفه الذي يثير عليه سخرية الساخرين.. وقد علّقت على الخطأ، وعلّلت له بيني وبين نفسي، بأن المحرر الذي زوّد الصفحة بالخبر كان خالي الذهن من خلفيات عن شكسبير وعن قصة سيرانو، واكتفى بأن يستعمل ذكاءه، أو تقديره أو ظنّه الحسن الخ..
ولقائل أن يقول: (وما أهميّة خبر كهذا جاء في ذيل الصفحة، ليعنى بتصحيحه عزيز ضياء ولهذا وأمثاله أقول: (إن أي قارئ يعنى بقراءة أي صفحة، في أي جريدة، إنما يقرأها لأنّها جزء من هواياته واهتماماته، فلا يصح أن تعطيه الصفحة معلومات خاطئة، حتى وإن كانت عن ممثل أو مسرحية، أو عن فيلم أو مسلسل، ولا عذر لها في الخطأ، لأنها صفحة متخصصة تواجه أصحاب هذه الاهتمامات. بما يمتعهم ويضيف إلى معلوماتهم، بغض النظر عن فائدتها أو أهميتها.
ولا يختلف خبر قرأته منذ أيام في الأهرام، عن تمثيل مسرحية (سالومي)، وأن البطولة في المسرحية، للممثلة الفنانة (شهيرة)، والفنان (توفيق الدقن).. واستوقفني الخبر بأعظم وأبشع الأخطاء فيه وهو أن مؤلّف التمثيلية هو (محمد سلماوي)..
مسرحية (سالومي) تعتمد على أصل حادث وقع في أرض فلسطين يتلخّص في أن (سالومي) وهي أميرة يهودية، شابة رائعة الجمال، دفعتها أمّها إلى أن ترقص أمام عمّها، رقصة الغلالات السبع، التي تجيدها.. والتي رفضت أن ترقصها، إلاّ إذا قدموا لها رأس يوحنا المعمدان الذي كان سجيناً في جب في القصر، في طبق من فضّة.. وبعد حوار طويل بينها وبين عمّها عرض عليها فيه أن يتنازل عن كنوزه وذخائره والكثير من ممتلكاته لإثنائها عن طلبها الذي أصرّت عليه بعد أن أدّت الرقصة التي يطلبها، لم يجد مفراً من الوفاء بوعده وإجابة طلبها، فجاؤوها برأس يوحنا في طبق من فضة كما طلبت. وعندما قدموا لها هذا الرأس، أخذت تحاوره، ونفهم من الحوار أنها كانت تحبه، وأنه رفض غوايتها، وتمسّك بخلقه ودينه، فكان جزاؤه هذا المصير.
وظلّت قصة سلومي بعد ذلك، مادّة لأعمال فنيّة متنوّعة، في الرسم، والموسيقى والمسرح وكتب المسرحية بأسلوبه (أوسكار وايلد)، فكانت من أعظم أعماله المسرحية، وقد رفضت إنجلترا تمثيلها على مسارحها، ولكن (سارة برنار) أعظم ممثلة في عصرها مثّلتها في باريس فحققت نجاحاً صاعقاً أضافت إلى شهرة أوسكار وايلد، ومكانته المتميّزة ككاتب مسرحي، كما أضافت إلى شهرة (سارة برنار)، وقدرتها على تمثيل أدوار من هذا المستوى الكبير.
يجوز أن يكون (محمد سلماوي) الذي قال الخبر إنه مؤلّف المسرحية، قد اعتمد على الأصل التاريخي، فكتب سالومي بمعالجة جديدة، ولكن لا يصح أن يقال إنه مؤلّفها.
ولست أدري كيف يمكن أن تمثل (الفنانة شهيرة) دور سالومي، وهو دور يعتمد على رقصة معينة هي رقصة الغلالات السبع، أي أن من يمثلها، يجب أن تحسن الرقص، وأن تتدرب على رقصة يضع أصولها، متخصّص قادر على الابتكار.
وما قد يحسن أن أضيفه، هو أني نقلت إلى العربية مسرحية (وايلد)، مع مسرحيتين آخريين هما (الاسم الذي تحب) و(مروحة الليدي ووندرمير).. بل ذهبت إلى حد التفكير في إنتاجها تليفزيونياً، كمسرحية بعنوان (الذين يقتلون النبيين)، وهم اليهود بنص الآية الكريمة في القرآن الكريم.. وما زلت أفكر في ذلك، إذا أتيحت الظروف الملائمة..
وأنا في انتظار هذه الظروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :833  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.