شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور راشد الراجح ))
ثم ألقى المحتفى به معالي الدكتور راشد الراجح كلمته فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا وإمامنا محمد، وعلى آله وصحبه الغرِّ الميامين. اللهم علمنا علماً ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين.
- أصحاب السعادة أتقدم بالشكر لأستاذنا الأديب الكبير النابه الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، على رعايته وتكريمه لرجال الأدب والفكر والعلم، وإن كنت أقل منهم منزلة. فدوره الذي يقوم به دور بارز ملموس في الأوساط العلمية والفكرية والأدبية، فجمع هذه الوجوه الطيبة، في هذا اللقاء الكريم، في عروس البحر الأحمر، في جدة، هذه في حد ذاتها خطوة وخدمة للعلم وللأدب والفكر في بلادنا الحبيبة في المملكة العربية السعودية. فشكراً لسعادته على هذه الروح وعلى هذه الأريحية الطيبة، وأكثر الله من أمثاله الذين جمعوا بين المال والعلم، وسخروا المال لخدمة العلم. كما أشكره على دعوته الرقيقة وتشريفي بأن أكون ضيف هذه الاثنينية أو هذه الأمسية، في منزله العامر، وإن كنت لا زلت حقيقة في بداية الطريق. وعلى سبيل النكتة قال لي صديق عندما أخبرته أنني مدعو للاثنينية في منزل الشيخ عبد المقصود قال: جرت العادة أن الشيخ عبد المقصود يكرم الذين انتهت مهمتهم في أي عمل، فهل أحلت على التقاعد؟ فقلت ربما وهذا وفاء منه.. على أي حال بارك الله فيه وجزاه كل خير.
- كما أتقدم بجزيل الشكر لأساتذتي وإخواني، الذين شرفوني بما أفاضوا من حديث طيب وثناء لا أستحقه، وهم أصحاب السعادة: أستاذنا الأستاذ محمد حسين زيدان، وأستاذنا الأديب الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي، واللغوي الكبير أستاذنا الشيخ أبو تراب الظاهري، وأيضاً قد أجاد في قصيدته وفي البويتات التي غرد بها مشكوراً. كما أشكر أيضاً أستاذنا السيد علي فدعق على كلمته وأشكره أيضاً على صراحته، وسوف إن شاء الله أحاول أن أجيب قدر الإِمكان على بعض التساؤلات. كما أشكر ضيفنا وأستاذنا الدكتور مصطفى ناصف على حديثه الطيب، وأشكر جميع الحاضرين كبيراً وصغيراً، وإن كان لا صغير فيهم إلا في السن، فكلكم ولله الحمد تشكرون على هذه الروح الطيبة، وعلى تحملكم المصاعب من مكة أو من جدة للالتقاء بأخيكم وتشريفي بهذه الثقة.
- الحقيقة أن حديث الإِخوة دفعني إلى أشياء ما كنت أريد أن أتحدث عنها، ولكن الأستاذ جزاه الله خيراً، الأستاذ جبريل أبو ديه، الأخ الكريم الذي قدمني للإِخوان مشكوراً، بكلام لا أستحقه طلب مني أن أتحدث عن الجامعة، وطلب مني بعض الإِخوة أن أتحدث أيضاً عن طموحات أهل مكة وطموحات المواطنين بشكل عام حول مستقبل جامعة مكة ومستقبل التعليم بشكل عام.
- في هذه البلاد السعيدة، يسرني أن أقول.. أولاً بحمد الله وبحسن توفيقه سبع جامعات في المملكة العربية السعودية، قامت متتالية لتلبي حاجة ملحة بعد أن منَّ الله على هذه البلاد بنور العلم وطبعاً نور الهداية قبل ذلك، ونزول أول آية بقوله تبارك وتعـالـى إقرأ إلـى سيد الخلق وسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.. هناك في جبل حراء أو غار حراء نزلت هذه الآية على صفوة الخلق، عندما كانت الجاهلية.. جاهلية عمياء، وكانت تعيش الأمة في ضلالة وفي إسفاف وفي تدنٍ فكري، وخلقي، وحتى اقتصادي.. إلى حد ما.
- أنقذ الله البشرية بدعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومنذ ذلك الحين ومكة تؤدي رسالتها، نعرف دار الأرقـم، وما كـان يدور فيها من تلق للعلم. نعرف المسجـد الحرام عندما هُدِّمت الأصنام ومسح النبـي صلى الله عليه وسلم تلك الأوثان وتلك الأصنام، وقـال لا إله إلا الله محمد رسول الله. أصبحت مكة تحتضن العلماء والمفكرين والأدباء. لا أريد أن أطيل في هذا؛ فمكة والمدينة كلاهما تؤديان مهنة سامية، وتؤديان الدعوة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام على خير وجه.. منذ ما يزيد على 1400 سنة.
- المسجد الحرام هو أكثر من جامعة، كلنا قرأنا ما كتب عنه وما كان يكتبه المرحوم الأستاذ عبد الجبار كنت أتابع علماء في المسجد الحرام، وأظن بهذا العنوان أو شيء من هذا القبيل، وأيضاً الأستاذ محمد علي المغربـي أيضاً كان يكتب كتابة جيدة، وغيرهما ممن كتبوا وأجادوا.. لا أحد ينازع في إمامة المسجد الحرام في التدريس والتعليم والتربية والتثقيف، سواء في التخصصات الشرعية من تفسير، وعقيدة، وحديث، وفقه، وأصول فقه، ونحو وصرف، وعلم لغة وغير ذلك، حتى الفلك كان يدرس.
- فالمسجد الحرام كان جامعة بذاتها، وتخرج على أيدي علمائه أناس كثيرون، وكان يتشرف حتى العالم في بلاده، يتشرف إلى أن يأتي إلى مكة المكرمة ويتتلمذ على أحد شيوخها.. كان لي شرف.. لا أقول التتلمذ الكامل، ولكن حضور بعض حلقات السيد أمين كتبي رحمه الله، حيث كان يدرس شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وكنت أهيم بحب ألفية ابن مالك، فكان يدرس شرح ابن عقيل لها وكان رحمه الله موسوعة في اللغة وفي كثير من العلوم، وغيره من العلماء الأفاضل الذين من الصعب جداً أن ألم بأسمائهم، وبجهودهم التي كانوا يؤدونها.. انطلاقاً من هذه الرسالة للمسجد الحرام نشأت كلية الشريعة بمكة المكرمة، بأمر من الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، سنة تسع وستين وثلاث مئةٍ بعد الألف عندما أمر رحمه الله الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع رحمه الله، مدير المعارف في ذلك الوقت أن يفتتح كلية للشريعة، وأن يفتتح دارا للتوحيد في الطائف. كلية الشريعة في مكة، ودار التوحيد كانت في الطائف بجانب المعهد العلمي الذي كان أيضاً، أو المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة بجانب مدرسة الفلاح وغيرها من المدارس الأخرى التي كانت في جدة وفي مكة، وفي غيرها.
- باختصار هذه الكلية، كلية الشريعة التي أنشئت قبل 40 عاماً، كانت تؤدي رسالتها على خير وجه، تخرج فيها كثير من العلماء، وكثير من الرواد والمربين منهم على سبيل المثال: أستاذنا الشيخ حسن بن عبد الله آل شيخ وزير المعارف ووزير التعليم العالي في أيامه رحمه الله، والشيخ محمد بن جبير، والشيخ عبد العزيز المسند، وكثير من العلماء الذين لا تحضرني أسماؤهم في الوقت الحاضر. والكلية أدت دوراً كبيراً، وكانت أول دفعة تقريباً في حدود عشرة طلاب، أما الآن ففيها ما يزيد على 3000 طالب.
- عندما أنشئت جامعة الملك عبد العزيز كانت أهلية، ثـم أصبحت حكومية، ضمت إليها كلية الشريعة وكلية التربية أيضاً التي أنشئت في وقت لاحق، وكانت هاتان الكليتان تمثلان فرع جامعة الملك عبد العزيز في مكة المكرمة، وقد قامت هاتان الكليتان بدورهما في مكة المكرمة سواء بالتخصصات الشرعية أو العربية أو التربوية، أو حتى العلوم التطبيقية في كلية التربية في ذلك الوقت. وأدت الكليتان واجبهما فيما أعتقد على خير وجه. في عام 1401 للهجرة وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز طيب الله ثراه، أمر بافتتاح جامعة في مكة المكرمة تسمى بجامعة أم القرى، طبعاً فرح المواطنون بهذا وأهل مكة، وكل مواطن وكل مسلم فرح بهذا الخبر السار، وكانت فعلاً جامعة في وقتها، فكانت كلية الشريعة وكانت كلية التربية تؤديان نفس الدور الذي تؤديه أي جامعة.
- طبعاً عندما أنشئت الجامعة، وصدر الأمر بإنشاء الجامعة، كانت الدراسات بجامعة أم القرى محصورة على الدراسات العربية، والشرعية، والحضارية، والتاريخية، والتربوية، والعلمية في حدود التربية وحدود التدريس.
- طبعاً من واجبي كمسؤول أول في الجامعة، أن نحاول قدر الإِمكان أن نلبي حاجة المنطقة بإنشاء كليات أخرى، فتفرع عن هاتين الكليتين كليات.. مثلاً كلية الشريعة تفرع منها كليتان: كلية اللغة العربية، وكلية الدعوة وأصول الدين. ومن كلية التربية تفرعت كلية العلوم التطبيقية والهندسية، وكلية العلوم الاجتماعية. أيضاً أنشأنا في الطائف كلية للتربية، كذلك أنشئ معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإِسلامي.
- ولحاجة العالم الإِسلامي أو للمسلمين الذين لا ينطقون اللغة العربية ولا يتكلمون بها، افتتح في البداية مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ثم حول إلى معهد يمنح الآن درجة تعادل البكالوريوس في اللغة وفي التربية. فعلى هذا يكون أمامنا سبع كليات في الجامعة، ومعهدان.. كلية الشريعة والدراسات الإِسلامية - كلية التربية بمكة - كلية التربية بالطائف - كلية الدعوة وأصول الدين - كلية اللغة العربية - كلية العلوم الاجتماعية - كلية العلوم التطبيقية والهندسية.
- كان عدد الطلاب محصوراً في البداية، وكان أيضاً تعليم المرأة في فرع الجامعة بمكة قد أخذ نصيباً وافراً، فأنشئ فرع للطالبات في الزاهر، بأمر من الشيخ حسن رحمه الله. ولقلة أعضاء هيئة التدريس الرجال، أنشئت شبكة التليفزيون المغلقة، واستقدمنا من اليابان وغيرها أحدث أجهزة لنقل المحاضرات من بعض الأستوديوهات إلى الطالبات في حينها وقد بلغ والحمـد لله مـا يزيـد الآن على (5000 طالبة) في قسم الطالبات يتلقين العلم في جميع فروع المعرفة، هذا بجانب عدد الطلاب الذي يقارب (8000 طالب) أو يزيد قليلاً. فمجموع عدد طلاب الجامعة بعد أن كـان فـي حدود الـ (2000) عند بداية الجامعة، أصبح الآن حوالي (15000) طالب وطالبة.
- لا أريد أن أفتخر بجامعة أم القرى، بل يكفي أنها تحتضن أقدم كلية، وأنها أول من منح درجة البكالوريوس، وأول من منح درجة الماجستير، وأول من منح درجة الدكتوراة في المملكة العربية السعودية ألا وهي كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
- وأرجو أن لا يغضب الأستاذ علي فدعق فهذا شيء واقع، ما أقدر أغيره فـي التاريخ، فجامعة أم القرى قامت بدور كبير.. إنشاء سبع كليات في 5 سنوات أو 6 سنوات ليس بالأمر الهين، وفي جامعة أم القرى ما يقارب من 30 قسماً علمياً، جميع الأقسام تقريباً موجودة في الجامعة.
- فالدراسات الشرعية متوفرة، التاريخية، الحضارية، اللغوية، النحو، الصرف، النقد، البلاغة، التربية، علم النفس، المناهج، التربية الرياضية، التربية الفنية، هناك أيضاً العقيدة، القراءات، علم القراءات وخدمة القرآن الكريم، الثقافة الإِسلامية، الدعوة. أضف إلى ذلك اللغة الإِنجليزية، الجغرافيا، المعلومات والمكتبات، بجانب العلوم الطبيعية والتطبيقية: الفيزياء - الكيمياء - الأحياء - الرياضيات - العلوم الطبيعية، قسـم العمارة الإِسلامية، قسـم الميكانيكا، قسم الهندسة الكهربية والحاسبات، قسم الهندسة المدنية وغير ذلك من الأقسام الموجودة فعلاً في الوقت الحاضر، وكلها تمنح درجة البكالوريوس، وتمنح درجة الدكتوراة بعض الكليات، منها كلية الشريعة في جميع تخصصاتها، وكلية الدعوة في جميع تخصصاتها قريباً، وكلية اللغة العربية بجميع أقسامها.
- ولقد نوقش في جامعة أم القرى ما يزيد على 1600 رسالة ماجستير ودكتوراة، وطبعت الجامعة ما يقارب (50 كتاباً) وسوف يوزع عليكم إن شاء الله عدد بسيط جداً من مطبوعات الجامعة، بجانب النشاط الثقافي هناك، الذي يقام مساء كل يوم سبت في قاعة الشيخ حسن آل الشيخ بعد صلاة المغرب مباشرةً.
- وفي الطائف كلية للتربية بها 6 أقسام، قسم الدراسات الإِسلامية، وقسم اللغة العربية، وقسم العلوم التربوية، وقسم الأحياء، وقسم الرياضيات، وقسم اللغات الأجنبية. وهناك مراكز بالجامعة، مركز الحاسب الآلي.. ومركز الدراسات الإِسلامية المسائية، وهو مخصص للموظفين الذين يرغبون أن يواصلوا دراساتهم العليا.
- وهناك مناقشة مع الدكتور هاشم حريري عميد كلية التربية حول إنشاء برنامج للدراسات المسائية على سبيل التفرغ الجزئي للدراسات العليا لأن أساس الدراسات العليا عندنا كلها تتطلب التفرغ الكامل.
- وللجامعة مشاركات في ندوات، ومؤتمرات أقيمت داخل المملكة وخارجها، والجامعة عضو في اتحاد الجامعات العربية، وعضو في اتحاد جامعات الخليج، وعضو في اتحاد رابطة الجامعات الإِسلامية. ويزور الجامعة عدد كبير من العلماء الأفاضل كأساتذة زائرين لإِلقاء المحاضرات لفصل دراسي أو أقل أو أكثر، ثم يعودون لبلادهم. وتسهم الجامعة في المشاركة في بعض الأسابيع، كأسبوع المرور، والأسبوع الصحي. وأنا أعترف بأننا لـم نقـم بما يرضي، ولكننا نحاول قدر الإِمكان، والجامعة نشأت في ظروف كما تعلمون.. مالية حرجة، لكن على الرغم من ذلك علم الله، فإن خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيراً، وحكومته الرشيدة ما تقدمت الجامعة بطلب إلا ولقيت الترحيب والدعم والتأييد.
- هذه خلاصة أو موجز عن الجامعة، أما فيما يتعلق بالمدينة الجامعية الجديدة، فأستاذنا رضا عبيد يعرف أحسن مني. إن إنشاء مدينة جامعية ليس بالأمر الهين، فعندما أنشئت الجامعة كان المكان المقترح لها غير المكان الذي هي فيه الآن، بل لا يساوي 1/8 المساحة التي حصلت الجامعة عليها الآن، ولا يحقق طموحات أهل العاصمة المقدسة، ولا يحقق الرغبة التي نريدها أن تكون لجامعة أم القرى، لذلك عرضنا الأمر علي ولي الأمر جزاه الله خيراً، ووجه بالبحث عن مكان أوسع، وحصلت الجامعة والحمد لله على موقع قرب عرفات، وعلى طريق الطائف.. ويبعد حوالي عشرة أكيال من قلب مكة، وتشرفنا بأن تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس، ووجه بأن يبدأ بالعمل فوراً بحمد الله.
- الجامعة حاولت بقدر الإِمكان أن تسرع الخُطا، ولكن هناك قنوات لا بد أن يمر بها مثل هذه الأمور: وزارة المالية، وزارة التخطيط، وزارة التعليم العالي، وهناك لجان مشكلة تدرس الأمر على ضوء الواقـع، وعلى ضوء الطموحات، وعلى ضوء الموازنة بين الواقع والطموحات كما قلنا، وبحمد الله انتهت اللجنة وقدمت دراستها، واعتمد المبلغ ووقع العقد على شرف صاحب السمو أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة، الأمير سعود بن عبد المحسن قبل شهر ونصف تقريباً أو شهرين، وبدأت الشركات التضامنية السعودية والأجنبية قبل شهرين العمل بجد، ولكن ذلك قد يأخذ بعض الوقت، وكـل آت قريب إن شاء الله.
- وواقع الجامعة الذي تعيش فيه الآن مرضٍ لحد ما، نعم لا يحقق الرغبة التي نريدها، ولكن هناك دعم واهتمام بالجامعة، وهذه كلمة حق لا بد أن نقولها، ولا أنسى الجهد الكبير الذي يبذله أستاذ جامعة أم القرى سواء السعودي أو المتعاقد لنجاح العملية التربوية، ويعمل بالجامعة الآن من الإِخوة السعوديين الذين يحملون درجة الدكتوراة مائتان وستة دكاترة، وهذا خير كبير، ويبلغ مجموع الأكاديميين السعوديين (540) خمسمائة وأربعين أكاديمياً ما بين أستاذ، وأستاذ مشارك، وأستاذ مساعد، ومحاضر، ومعيد. هذا بجانب الإِخـوة المتعاقدين الذين يؤدون دوراً يشكرون عليه. بمعنى أن نسبة السعوديين الآن لمجموع الأكاديميين أصبحت حوالي 60% من أعضاء الهيئة الاكاديمية بالجامعة، بعد أن كانوا واحداً في المائة 1% أو 2%.
- هذه خطوة أعتقد أنها طيبة وموفقة، والخطة للابتعاث في جامعة أم القرى خطة مدروسة مبنية على الاحتياج، وبحمد الله طلابنا بدؤوا يعودون، ولنا من المبتعثين الآن ما يزيد على مائة (100 مبتعث) في أمريكا تقريباً، وفي بريطانيا حوالي (40 مبتعثاً) وفي غيرهما من بعض البلاد في مصر عدد محدود، ثلاثة أو أربعة، كل هؤلاء في مختلف التخصصات.. كل عام تأتي مجموعة وتسافر مجموعة أخرى. لا أنسى أن أقول نعم.. قد لا نستطيع أن نحقق كل الرغبات، لظروف معينة طبعاً لا بد من دراسة وتخطيط ووضع خطة للتعليم بشكل عام.
- وما يوضع في جامعة أم القرى هو مرتبط بالسياسة التعليمية العليا، التي يرأسها بالنيابة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وعلم الله عندما تقدمنا بإنشاء كلية طب مستشفى جامعي، ورفعنا الأمر لخادم الحرمين الشريفين، أصدر أمره بالموافقة على دراسته ضمن العناصر الرئيسة للمخطط العام للجامعة، ووافق عليه وهو الآن ضمن الخطة التي تشمل إنشاء مستشفى جامعي وكلية للطب وللعلوم الطبية. ومن تطلعات الجامعة إنشاء كلية للهندسة والعمارة، ولكن الدكتور رضا يعرف أن هذه الأمور مرتبطة بجهات لا بد أن تمر بها. وعلى أي حال فهناك خمسة أقسام موجودة لدينا لها علاقة بالهندسة، ولم يبقَ إلا أن تعلق اللوحة، وستبدأ الدفعة الأولى الدراسة بقسم العلوم الطبية العام القادم إن شاء الله، فكل شيء بأمر الله وبتوفيق الله، ورهين بتوجيهكم وبدعمكم وبتشجيعكم.
- مرةً أخرى لا أريد أن أطيل، ولكن أستاذنا الأستاذ عبد الفتاح أبا مدين طلب مني أن ألقي الضوء على نادي مكة الثقافي الأدبـي.. إن ما ذكرته عن المدينة الجامعية، قد لا يكون وافياً، وأحب أيضاً قبل أن أنتقل من الجامعة إلى النادي أن أقول بأن تعليم الطالبات يحظى باهتمام الجامعة، وأول طالبة حصلت على الدكتوراة من جامعة أم القرى كانت ولله الحمد في الدراسات الإِسلامية، وكما قلت فإن المحاضرات عن طريق الشبكة التليفزيونية المغلقة، وفي الموقع الجديد الذي مساحته أكثـر من (15.000.000) متر مربع في جزء في الحرم وجزء في الحل حيث يفصل وادي عرنه بين الجزأين، واتخذت جميع الاحتياطات للسيول وللأمطار وخلافه.
- والمدينة تتكون من ثلاثة أقسام أ، ب، جـ، فالقسم (أ) به بعض المرافق والإِدارة الطبية المساعدة، وذلك للإِسهام في خدمة الحجاج لأننا بجانب مزدلفة وبجنب عرفة.. أما القسم (ب) فسكنى الطالبات، أما القسم (جـ) ففيه الإِدارة، وفيه الكليات، وفيـه المساجد، والمدارس، والأسواق، والدفاع المدني. كل هذه وضعت في الخطة المقترحة، ونرجو إن شاء الله أن تكون في يوم من الأيام ماثلة للأعين، وما ذلك على الله بعزيز.
- أما النادي.. نادي مكة الثقافي، فالدكتور أو الأستاذ الكريم الشيخ عبد الفتاح أبو مدين يعرف مهمة الأندية والدور الذي تؤديه كما تعرفون أيضاً، وما طلبه السيد علي فدعق من تفرغي للجامعة، أنا أتفق معه، ولو كان بيدي لبقيت في الجامعة والجامعة أكبر مني بكثير.. ولكني ما أستطيع أن أقول شيئاً لأن الأمر طلب مني دون اختيار، فلا يسعني إلا أن أقول سمعاً وطاعة، وإنني لأرجو بعد انتهاء فترة تكليفي أن أعود إلى قواعدي سالماً إن شاء الله.
- نادي مكة الثقافي يقوم بدور رديف للجامعة، فهو منارة علمية كبقية الأندية الأدبية، نادي جدة، نادي الرياض، بقية الأندية الأخرى تؤدي دورها في خدمة العقيدة وخدمة اللغة وخدمة الأدب والفكر، وكل ما من شأنه تطوير وتنمية المجتمع فكرياً وأدبياً وعلمياً إلى آخره. يقوم النادي بعقد ندوات مختلفة، بعضها في الشؤون الصحية، بعضها فـي الأمور الأدبية، بعضها في الشؤون العلمية، بعضها له علاقة بالحج، بعضها له علاقة بأمور أخرى، كالصحافة. لكن رضا الجميع غاية لا تدرك.
- في عهد سلفي الأستاذ إبراهيم فودة، جزاه الله خيراً، أدّى النادي دوراً كبيراً أكثر مما يؤديه الآن، وطبعت مجموعة من الكتب حوالي (60 كتاباً) فيما أذكر، ونحن نحاول قدر الإِمكان أن يؤدي النادي دوره في مكة المكرمة، وعلى أي حال فأنا شخصياً أشكر أبناء مكة المكرمة، وأبناء الوطن السعودي، وأبناء الوطن العربـي والإِسلامي على تعاونهم في نجاح مهمة نادي مكة المكرمة، فما وجهت الدعوة لأي أخ كريم إلا وتجاوب معنا، ولكن أعتب قليلاً على أستاذنا الشيخ عبد المقصود الذي هو من مكة، ونرجو إن شاء الله أن يتحفنا وإخواننا المقيمون بجدة بزيارتهم ومشاركتهم في نادي مكة الثقافي الأدبـي، كما أن الواجب علينا يقضي بزيارة نادي جدة الأدبـي، والتعاون بيننا موجود، وأستاذنا عبد الفتاح جزاه الله خيراً، شرفنا في النادي، وشارك في ندوة من الندوات دار موضوعها حول رسالة الأندية الأدبية. لا أريد أن أطيل فهذه خلاصة لما طلب مني أن أقوله.. شاكراً ومعذراً لمضيفنا فـي هذه الأمسية على إتاحة هذه الفرصة، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
(( تعليق الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
ثم علق المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه على كلمة معالي الدكتور راشد الراجح، فقال:
- هذا تعقيب صغير، في الواقع لقد سبق أن كتبت لسلف معالي الدكتور راشد الراجح، الأستاذ الكبير إبراهيم فودة.. أرجو أن يتيح لنا الفرصة بالاجتماع بإخواننا في نادي مكة الأدبي، بتخصيص الأمسية بدلاً من يوم الاثنين والأحد لأي يوم من أيام الأسبوع، لأن يوم الأحد أصبح وقفاً على نادي جدة الأدبـي، ويوم الاثنين هو اليوم الذي نلتقي فيه هنا بالإِخوان الكرام.. وكان الحائل الذي يحول بيننا وبين مشاركة نادي مكة أمسياته أنها تقام يوم الاثنين، فالآن كما أرى أن الأمسيات أصبحت تقام في يوم غير يوم الاثنين ولذلك أعد وجمع كبير من إخواننا بأنه يسعدنا ويشرفنا أن نشارك نادي مكة الأدبـي ليس فقط بالحضور وإنما أيضاً لتتاح لنا الفرصة لاستضافة أي ضيف في نادي مكة الأدبـي، بحيث تتاح الفرصة لنادي جدة الأدبي للاحتفاء بضيفه، لأن ضيف نادي مكة الأدبـي في الواقع هو ضيف لنادي جدة الأدبي، كما هو ضيف لنا في أية اثنينية. بهذا تتاح لنا الفرصة مشتركين... ضيفنا يُضيِّف في النادي الأدبي في جدة ومكة، وهكذا.
- فنحن نشكر الدكتور راشد الراجح هذه الدعوة، ومما لا شك فيه فإن قراره بإقامة ندواته وأمسياته يوم الثلاثاء سيتيح لنا الفرصة جميعاً للاشتراك أيضاً.
 
(( تعليق السيد علي فدعق ))
كما علق السيد علي فدعق على كلمة المحتفى به فقال:
- أولاً أود أن أشكر معالي الدكتور راشد الراجح، على ما تفضل به من شرح كامل عن جامعة أم القرى إلا أنني طرحت سؤالاً من البداية وطرحه أيضاً الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، وهو: ما موقف جامعة أم القرى ليس فقط بالنسبة للتعليم الجامعي الذي تقوم به الجامعات السبع في المملكة، ولكن ما هو دورها، وهي في أرض الهداية؟ فإن لها دوراً مميزاً.. ما هو هذا الدور المميز الذي تقوم به جامعة أم القرى؟ أليس لها مخطط لهذا الدور؟ هذا السؤال طرحناه، ونود أن يتفضل الدكتور راشد الراجح بالإِجابة عليه، وشكراً.
 
ويرد معالي الدكتور راشد الراجح قائلاً:
- شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه على تعليقه الطيب، وعلى وعده الكريم بتشريف نادي مكة الثقافي بزيارته وحبه...
- وأحب أن أقول أن من أسباب تعديل موعد الندوات ومحاضرات النادي الثقافي الأدبي بمكة، هو رغبة الإِخوان بحيث لا يتعارض مع موعد نادي جدة، ولا يتعارض مع موعد الاثنينيَّة.
- أما فيما يتعلق بمميزات أو ميزة جامعة أم القرى، أعتقد أنه واضح جداً في برنامجها. فالجمع بين الدراسات الشرعية والدراسات العصرية ميزة جامعة أم القرى، وهي ميزة لا تجدها مع احترامي الكبير في بقية الجامعات، فلا تجد في جامعة غير جامعة أم القرى كلية شريعة، وكلية دعوة وأصول دين، بجانبها كلية علوم تطبيقية وهندسية.. هذه ميزة جامعة أم القرى، وفي اعتقادي أن الإِسلام أكبر من أن يكون في كلية شرعية بحتة، ولكنه شامل كل العلوم، وفروع المعرفة التي لا تتناقض ولا تختلف مع الفكر الإِسلامي. فجامعتنا ولله الحمد تهتم بترسيخ العقيدة الإِسلامية من الكتاب والسنة، وتهتم أيضاً بالدراسات الفقهية التي أثْرتْ تراثنا الإِسلامي العظيم، وتهتم بالدراسات اللغوية، والتربوية، والعصرية كالإِعلام بفروعه، والاقتصاد، والعمارة، كل هذه المناهج منطلقة من رسالة مكة ومن رسالة البيت الحرام، الذي في رأيي يستوعب كل هذه التخصصات، ولا يتناقض معها أبداً.
- فميزة جامعة أم القرى الجمع بين التخصصات الشرعية والعلوم العصرية، انطلاقاً من الدراسات الشرعية. ولا يعني هذا أن الجامعات الأخرى لا تسلك نفس الخط، بل كلها والحمد لله إسلامية تسير على نفس النسق، لكن جامعة أم القرى تلبي حاجة منطقة تمتد من مكة إلى الباحة إلى جيزان، إلى مناطق أخرى.. تعاوناً مع الجامعة الأم جامعة الملك عبد العزيز ولن تقتصر الجامعة على التخصصات القائمة فعلاً الآن، ولكننا نسعى إلى إيجاد كليات في المستقبل إن شاء الله حسب الحاجة، فهناك اقتراح بإنشاء كلية زراعة، وكلية علوم وإدارة، فمخططنا ولله الحمد أخذ بعين الاعتبار أن يكون قابلاً للتوسع مستقبلاً، سواء أكان هذا التوسع أفقياً أم رأسياً، شكراً.
 
(( فتح باب الحوار ))
ثم افتتح الأستاذ جبريل أبو دية الحوار بالسؤال التالي:
- قبل أن يبتعد بنا حديث الدكتور كثيراً عن النادي الأدبـي، ورغـم ما قدمه من اعتراف بقصور ما يقوم به النادي الأدبـي الآن، إلا أنه لا بد أن نوجه للدكتور راشد ونحن قد أعلنا مبكرين أنه ستكون هذه الليلة.. ليلة مصارحة، النادي الأدبـي في مكة المكرمة، لماذا يقصر فقط منبره على أساتذة جامعة أم القرى؟ لماذا لا يخرج إلى الخارج، إلى خارج مكة المكرمة، وليس خارج المملكة.. إلى الأدباء، والمفكرين. في الرياض.. في الجنوب... في الشمال.. في المنطقة الشرقية... بل وحتى في جدة؟ كثير من أمسيات النادي المختلفة سواء الشعرية أو النقدية أو الإِسلامية أو التربوية أو الاجتماعية، كلها تقتصر في غالبيتها على أساتذة جامعة أم القرى كما عودنا بصدر رحب، وبما صارحنا به بأنه يتقبل الصراحة سننتظر الإِجابة من الدكتور.
ورد معالي الدكتور راشد قائلاً:
- شكراً للأخ جبريل.. الأخ جبريل جزاه الله خيراً نقل شعور بعض الإِخوان، إن نادي مكة المكرمة يقتصر على أعضاء جامعة أم القرى، وهذه تهمة وآسف أن أقول إنها غير صحيحة، فجامعة أم القرى دورها محدود جداً في نادي مكة الثقافي، ولقد شارك كثير من الأساتذة من خارج مكة أمسيات النادي ومحاضراته وندواته، ومنهم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، والأستاذ عبد الله الحصِّين، والأستاذ نبيه الأنصاري، وكلهم من جدة، ومن الرياض الأستاذ عبد الله بن إدريس، ومن القصيم الدكتور حسن الهويمل، ومن أبها محمد عبد الله الحميد، ومن أكابر العلماء فضيلة الشيخ بن باز.
- على أنني أحب أن أقول إن مشاركة أساتذة جامعة الملك عبد العزيز أو جامعة أم القرى سواء.. ففي نادي جدة عدد من أساتذة جامعة الملك عبد العزيز، يحملون العضوية العاملة ولهم إسهامات طيبة، فلماذا التركيز على نادي مكة الثقافي فقط؟ وما دام النادي هو منبر فكر وثقافة وأدب، والجامعة معالم الفكر والثقافة والأدب، فما هي دواعي الخطر على عدم مشاركة أستاذ جامعة في نادي أدبي؟ أنا لا أرى في ذلك غضاضة أبداً، بل أرى أنه يجب أن تقوى الجسور بين الجامعات وبين المؤسسات العلمية والأدبية والفكرية الأخرى.
- في الفترة السابقة، كان هناك أساتذة من جامعة أم القرى لهم دور فعال في نادي مكة الثقافي، وكانوا أعضاء في مجلس الإِدارة، وكانت لهم ندوات فهل وجودي في النادي أثار هذه التهمة، وأن زوالها مرتبط بزوال صاحبها؟ إن كان ذلك فأرجو أن يكون قريباً.
(( تعقيب من السيد علي حسن فدعق ))
ثم عقب السيد علي حسن فدعق على كلمة معالي الدكتور راشد، بصدد ميزة جامعة أم القرى فيقول:
- أولاً شكراً جزيلاً وكثيراً لمعالي الدكتور راشد الراجح، وإذ أثبت لي أنه رجل على خلق متين، لم يتأثر من كلمتي وقابلها بصدر رحب، فشكراً له.. إنما الذي أريد قوله.. إن أملي كابن مكة هو أن تكون جامعة أم القرى رائدة في الجامعات في المملكة، لا سيما وأن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أعزه الله لم يبخل قط على الجامعات، في صرف أي مبلغ كان كبيراً أو صغيراً، ذلك لأنه وهو الذي وضع اللبنة الأولى للعلم والمعرفة في بلدنا أيام كان وزيراً للمعارف.
- وأكرر شكري للدكتور راشد على رحابة صدره وشرحه لي ولكم جميعاً عن حقيقة الجامعة شرحاً ميدانياً اقتنعت به، وأرجو أن يكون الدور أكبر من ذلك، وأكثر عمقاً... كذلك أريد أن أقول للسادة الكرام أيضاً لا تنسوا ثلاثائية الأستاذ محمد سعيد طيب، فهي ذات أثر كبير في مجتمعنا؛ وشكراً جزيلاً (1) .
ورد معالي الدكتور راشد بقوله:
- شكراً للسيد علي فدعق على تعليقه الطيب، وأعده إن شاء الله، أننا سوف نبذل قصارى جهودنا لتحقيق الأحلام والرغبات التي نؤمن بضرورة تحقيقها لخدمة العلم والثقافة والمعرفة، وأرجو أن يتحقق ذلك قريباً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :606  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج