شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يهود أثيوبيا
حلم إسرائيل الذي لا تزال تعيشه، قبل، وبعد تواطؤها مع الاستعمار، على اغتصاب الأرض في فلسطين المحتلة، وتشريد الفلسطينيين منها، هو (إسرائيل الكبرى) بشعار مرفوع دائماً ومرسخ في ضمير كل عنصر من عناصر تكوينها البشري الملفق، وهو (أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات) وعلى ضوء هذا الشعار، الذي يأخذ مضمون العقيدة الراسخة في نفوس هذه العناصر البشرية في إسرائيل، ظلت هذه الدولة - كما يشاء لها الاستعمار أن تسمى - تغتصب من الأرض، كل شبر تصل إليه يدها، وقد أتاح الاستعمار لهذه اليد أن تصل إلى ما وصلت إليه في الأرض المحتلة قبل عام 1967 وبعده وحتى اليوم.
ولا نأتي بجديد إذا قلنا إنها لا تغتصب الأرض، إلا على حساب تشريد أصحابها الشرعيين، وإلا لتملأها بعد ذلك، بمن تستقدمهم بوسائلها من رعايا الدول الأخرى من اليهود.
وآخر ما أزيح عنه الستار في إسرائيل نفسها، هذه العملية المنكرة، التي قامت بها بوسائلها، الملتوية، وبدعم دول معينة لا حاجة بنا لذكرها، وهي انتزاع عشرة آلاف شخص من يهود أثيوبيا من موطنهم، ونقلهم بما يسمى جسراً جوياً إلى إسرائيل..
بغض النظر عن منطق العملية، وقانونيتها، وعن المزاعم التي تروج لها عن سريتها إلى الحد الذي يجعل حكومة أثيوبيا، ترفع صوت الاحتجاج والرفض لها.. بغض النظر عن كل ذلك فإن ما تنطوي عليه العملية في مداها القريب والبعيد، هو ملء الأراضي المغتصبة والمستوطنات المقامة عليها بالعناصر اليهودية التي تعمل إسرائيل على استقدامها، بينما أصحاب الأرض.. يعيشون مشردين تحت كل نجم في جميع أقطار الأرض.
والذين انتزعتهم إسرائيل من يهود أثيوبيا، ونقلتهم على جسر جوي إلى إسرائيل ويزيد عددهم بين أطفال ورجال ونساء على عشرة آلاف، هم في الواقع شريحة فقط من ألوف.. أو مئات ألوف تستقدمهم من الاتحاد السوفياتي، ومن بعض دول أوروبا الشرقية.. تعمل على توطينهم وإسكانهم في المستوطنات التي أقامتها على الأرض المغتصبة. وإذا كان يهود أثيوبيا، يعطون إسرائيل فرصة الدعاية، لمستواها الحضاري المزعوم مقارناً بذلك النموذج البغيض من التخلف، والضعف، والانحلال، والمرض والجوع الذي يعانيه المنتزعون من يهود أثيوبيا، فإن أولئك الذين تستقدمهم من الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية يعطونها مستويات من الخبرة، إذ يجيئونها، وقد أتموا مراحل التعليم، جاهزين للمشاركة في عمليات الاغتصاب.
ومن هذا المنظور، نرى أن إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، حين ترفع شعاراً، تتحقق فعلاً، وعملياً.. وعلى ضوء برامج مدروسة، لا تزال تنفذ منذ قامت فكرة وجود إسرائيل..
والسؤال الذي يطرح نفسه.. هو.. متى يواجه العالم العربي مسؤولياته نحو الأرض التي اغتصبت.. ويمكن أن تغتصب.. ونحو الشعب الفلسطيني الذي لا يزال مشرداً في الآفاق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :666  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج