شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كنت أمام الدكتور طارق علي فدعق.. طالباً عجوزاً
بلى.. كنت أنا طالباً عجوزاً، أصغي إلى أول محاضرة يلقيها الدكتور الشاب، طارق علي فدعق ابن الصديق الكريم السيد علي فدعق في أحد مدرّجات كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز.. ومع أني لا أزال طالب علم - على مستوى من التبلّد والكسل والعجز والأعياء - فقد كان امتناني كبيراً للدكتور طارق فدعق، الذي أتاح لي فرصة العودة إلى مقعد الدراسة، وفي جامعة الملك عبد العزيز، التي قلت إنها المرة الأولى التي أستمع فيها إلى محاضرة يلقيها محاضر في هذه الجامعة، أحسست بالاعتزاز به وبمشاعر الفخر بأن أعيش ساعة طالباً أمام ابن من أبنائنا.
وأنا معني باكتشاف الحصيلة التي حققها خريجو جامعات أمريكا بالذات من القدرة على التعبير باللغة الإنجليزية، وقد أصبحت أعني بذلك نتيجة للمفاجآت المذهلة التي كثيراً ما فوجئت بها في بعض خريجي هذه الجامعات الذين تخونهم القدرة على التعبير، وعلى الأخص إذا تجاوز الحوار مستوى الحديث العابر والمعتاد في التعامل اليومي، ولا أخفي أني كنت أخشى أن ألحق الدكتور طارق بذلك البعض، خصوصاً وأنه يلقي محاضرته باللغة الإنجليزية وفي موضوع معيّن واسع الآفاق والاتجاهات، هو موضوع الإسكان. وانطلق الدكتور يحاضر، فينتقل من نقطة في موضوعه إلى النقطة التالية، وفي كل نقطة جديدة مصطلحات علمية وأرقام، ومحاولة للإيضاح والأشباع والإحاطة والربط بين النقطة وموضوع البحث.. وليس قراءة من نص مكتوب وإنما فيما يشبه الارتجال، إذ كان لا يلقي نظرة على الورقة، إلا في حدود متابعة النقاط في تسلسل البحث.
وعندما انتهى وبدأ الحوار بينه وبين أحد الأساتذة أو الزملاء، وفتح باب الأسئلة، طلبت الكلمة، فكان أول ما قلته، إن كثيراً من المصطلحات التي سمعتها من الدكتور طارق كانت أشبه بالرطانة بالنسبة لمعلوماتي المحدودة في الموضوع الذي تناولته المحاضرة..
وانتهى الوقت الذي امتد ما يقرب من ساعتين، دار فيه الحوار بين الدكتور طارق، وبيني ومعي الأستاذ الدّرهلي مدير فرع وزارة التخطيط في المنطقة الغربية.. وبعد الشاي الذي دعانا لتناوله الدكتور فاروق عبّاس مفتي عميد الكلية، غادرت مبنى الكلية، وفي نفسي من الإعجاب بالابن الدكتور طارق فدعق، بقدر ما فيها من الاقتناع، بأن مؤهّل الدكتوراه الذي يحمله هذا الشاب نوعية نعتز بها، ونتمنى أن يتزايد عددها، وأن تملأ الحياة ومرافقها من حولنا إذ هي التي يمكن أن نعلّق عليها الآمال الكبيرة، في المزيد من حركة الإنماء والتطوير.
أهنئ الصديق الأستاذ السيد علي فدعق بالدكتور طارق، وأهنئ جامعة الملك عبد العزيز، أو أي جامعة يحاضر فيها الدكتور طارق، في مستقبله المشرق الكريم إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :732  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.