شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
منفيون.. أم مجاهدون
أرجّح أن قسم الترجمة في جريدة الشرق الأوسط الغرّاء، حين يعنى بترجمة بعض المسمّيات التي تتداولها أخبار وكالات الأنباء باللغات الأجنبية، ومنها الإنجليزية والفرنسية - وهما اللغتان الأكثر تداولاً - يحرص على نوع من الدقة التي تحيد بالمسمّى عن معناه المألوف أو المتداول في اللغة العربية.
مثال ذلك - وباختصار - تسمية المجاهدين الأفغان، أو اللاجئين، أو الثوار، أو المغتربين، بـ (المنفيين).. وهي تسمية غريبة، وقد تكون ناتجة من حرفية الترجمة من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية ولكنّها تبتعد عن التسميات المتداولة.
قرأت ذلك في التقرير المنشور في الصفحة الخامسة من عدد يوم الجمعة 28/12/1984، عن المظاهرات التي قام بها أبناء الشعب الأفغاني، ومعهم بعض الطوائف الإسلامية في مختلف أقطار العالم الإسلامي.. وقد ترددت تسمية هؤلاء باسم (المنفيين) في أكثر من فقرة من فقرات التقرير.
والمنفي من الناس، هو على الأرجح، ذلك الذي يحكم بنفيه أو إبعاده من البلاد من مصدر له حق إصدار هذا الحكم، ولا أظن أن بين هؤلاء المتظاهرين من صدر عليه حكم بالنفي من سلطات الاحتلال السوفياتي أو من سلطات الحكم العميل في أفغانستان، والتسمية التي تنطبق عليهم، هي (المجاهدون) حتى وإن لم يكونوا في ميادين القتال، أو فلنقل (اللاجئون) أو (الثوار) أو بشيء من التسامح (المغتربون..) ولكن لا مجال لتسميتهم بالمنفيين.
لا أنسى بالطبع أن العزيزين السيدين هشام ومحمد حافظ، لا تفوتهما الملاحظة، وعلى الأخص بالنسبة لأفغانستان، التي يخوض شعبها واحدة من أشد المعارك ضراوة مع عدو لم يخجل قادته أن يستعرضوا عضلاتهم، وأسلحتهم، وشراسة أعمالهم العدوانية، على شعب مسلم، كل جريمته بالنسبة للإلحاد الماركسي أنه مسلم.. وأنه يرفض الحكم الماركسي، كما يرفض أن يفقد حرّيته وسيادته على أرضه وحقه المشروع في أن يكون سيد نفسه ومالك أمره وأن يختار برغبته نظام الحكم الذي يرتضيه.
وبعد.. فالتهنئة بنجاح الأخوين الكريمين على مستوى العالم، تصدر من القلب دائماً مع تمنيات المزيد من التوفيق إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :868  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج