شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لكي تزول إسرائيل عن الخريطة
ممّا أذكر أن (بن جوريون) - وهو كبير أبالسة إسرائيل، ومؤسسها ورئيس أول وزارة بعد الاعتراف بها - أفضي بمقولة لو أدركت مغزاها وحقيقتها الدول العربية، لوجدت الحافز الأقوى والأهم للخلاص من وجود هذا الكيان الغريب، في الجسم العربي، والطارئ الدخيل في الأرض العربية.
قال بن جوريون (تستطيع الدول العربية الدخول في حروب عديدة، حتى لو تتالت حروبهم.. أما إسرائيل يكفي أن تخسر حرباً واحدة لكي تزول من الخريطة).
وحين أذكر هذه المقولة، أذكر في نفس الوقت حرب عام 1967م التي خرجنا منها بتلك التي سميناها (نكسة) وكانت النكبة الكبرى التي لا نزال نعيش فواجعها حتى هذه اللحظة ولا نزال نتعثّر ونتساقط، كلمّا حاولنا إزالة آثارها.. لو أقول لنفسي، لو أننا صدقنا مع أنفسنا، في تلك الحرب، ولم نستسلم للعبث والاستهتار و(شغل العيال)، وانتصرنا كما ظللنا نتوهّم ونحن نسمع أكاذيب تساقط طائرات العدو بالعشرات والمئات، لصدقت مقولة بن جوريون، ولتمّت إزالة إسرائيل عن الخريطة فعلاً.
وكذلك الأمر في حرب عام 1973، التي تم لنا فيها أول انتصار تاريخي على إسرائيل بالعبور إلى الضفة الشرقية من قنال السويس، لو لم نكن نجهل خطر الثغرة، وخطر تفريغ الضفة الغربية من القوة التي تدافع عن المواقع التي يحتمل أن يتسلّل إليها العدو، وانطلقت القوات التي عبرت خط بارليف إلى غايتها، عبر الحدود الدولية بين مصر وفلسطين، لصدقت في هذه المرة أيضاً مقولة بن جوريون، ولتمت إزالة إسرائيل عن الخريطة.
واليوم، رغم ما نعلمه من القوة التي أصبحت تتمتع بها إسرائيل، بفضل الدعم غير المحدود الذي تمدها به الولايات المتحدة الأميركية، فإن مقولة بن جوريون، تظل احتمالاً غير بعيد، لو أن الدول العربية استطاعت أن تتفق على تحرّك شامل في توقيت مقرر وفي اتجاه إسرائيل من جميع الجهات في حدودها مع الدول العربية المجاورة، فإن إزالتها من الخريطة لن تكون من المستحيلات التي أصبحنا نرددها ونتعلّق بها كأمر مفروغ منه.
أعلم أن 99% من القراء، سيضحكون، وقد اتهم بالهذيان، ولكن كيف لا يهذي أي مخلوق يعيش الواقع المهين الذي أصبحنا نتجرّع غصصه، مع الكساح والعجز حتى عن الاتفاق على ما يتلاحق طرحه على الساحة العربية من مشاريع السلام.. ومنها ذلك المشروع الذي حظي بالإجماع الفريد في قمة فاس.
وبعد.. فإن مقولة بن جوريون حين لم نستفد منها نحن.. فقد أصبحت العقيدة الراسخة في ضمير كل فرد يهودي في العالم، ومنها تنطلق إسرائيل، في ترسيخ مطلب وجودها، بكل ما تصل إليه يدها.. وقد طالت إلى هذا الحد الذي يصيبنا بالشلل حتى عن التفكير في السبيل إلى السلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :788  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج