شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يوم عرفات
المسلمون من حجاج بيت الله الحرام، اليوم، في عرفات. وعلى ألسنتهم، وفي أعماق قلوبهم وضمائرهم ووجدانهم تلك الضراعة المخلصة ترتفع بها أصواتهم وأكفهم إلى الله سبحانه، أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يشملهم بعفوه ورضاه... وبنفس مشاعر الإيمان والخشوع، يضرعون إليه سبحانه أن يلهم قادتَهم وأولي الأمر في بلدانهم، السبيل إلى اجتماع الكلمة، وأن يسدد خطاهم جميعاً في معالجة قضيتهم الكبرى، في هذه المرحلة من تاريخهم، وهي قضية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين... قضية الأرض العربية الإسلامية التي لا تزال ترسف في إغلال البطش والقمع والإرهاب، ولا تزال أعمال القتل غير المسؤول تصرع الشهداء والضحايا، من الصبية والصبايا والشبان، في مواجهة السلاح الذي قدّمته الأرض،... في مواجهة الحجر أو الحصوة، تقذفها الأيدي الصغيرة الناعمة فيكون جزاؤها القتل أو تكسير عظامِ الأيدي والسيقان أمام عين الأم أو الأب أو الجد العجوز... ولا حيلة للجميع ولا سبيل للنجاة... ولذلك فالإصرار على الكفاح، والاستمرار، في رمي الجنود المدجّجين بالسلاح... وبالرصاص، وبالغازات القاتلة، بهذه الحجارة، التي تقدمها الأرض، وقد انتفضت وقالت لإنسانها العربي المسلم، لا... لا... للاحتلال بعد اليوم. لا سبيل إلاّ الانتفاضة تستمر ويستمر معها الاستشهاد والتضحية والفداء.
المسلمون اليوم في عرفات، وفي تجمّعهم ووقفتهم الضارعة إلى الله، صورة نابضة بالحياة والحيوية لوحدة الصف واجتماع الكلمة، والمسيرة الواحدة، جهاداً في سبيل الله، ونصرةً لدين الله، وغوثاً لإخوانهم في الله... ثم في سبيل هذا الوطن العربي الذي استباحه العدوان، واغتصبه الطغيان... في سبيل تخليص أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من مخالب البغي والعدوان.
المسلمون اليوم في عرفات، يرددون: (لبيك اللهم لبيك... لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك)، وتلك هي (صيغة) النهْج الإسلامي كما أراده الله لأمة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه... الصيغة التي يجدر بالمسلمين في جميع بقاع الأرض أن ينطلقوا من مضمونها، إلى ساحاتِ الجهاد... إلى الأرض المغتصبة... أرض ثالث الحرمين الشريفين، بل إلى كل أرض إسلاميةٍ وطأتها أقدام الغصب والعدوان... تلك هي الصيغة التي يجدر بالمسلمين أن يَعوها، وأن يرفعوها شعاراً رفعته جحافل الجهاد، في تاريخهم العريق، فكان لهم النصر... والفتح، ونشر كلمة التوحيد، تخرج الناس من الظالمات إلى النور، وتدحر طغيان طواغيت الشرك والضلال، في معاقلها، ليرى الإنسان أول وأعظم مبادئ العدل والحق والحرية والمساواة، فلا يعبد في الأرض إلاّ الله ولا طاعة أو خضوع، أو ركوع أو سجود إلا لله، ولا حكم إلاّ لشريعة الله في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه.
المسلمون اليوم في عرفات، إذْ يطلبون من الله عزّ وجلّ المغفرةَ والعفو والرضوان مطالبون بأن لا ينسوا أنهم الأحرار بأمرِ الله في شهادة أن (لا إله إلا الله). والأحرار، هم أنصار عقيدة التوحيد... أنصار العقيدة التي تأبى الذل، وترفض الهوان، فلن ترضى لإخوان لهم في ساحات المسجد الأقصى، يُقتلون، ويُعتقلون، ويُعذبون، ولا ذنب لهم إلاّ جهادهم في سبيل الله في سبيل استرداد الأرض، والدفاع عن القبلة الأولى... عن المسجد الأقصى، الذي لا يزال أسيراً في أغلال الاغتصاب، والقهر والغيان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :847  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج