شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في أجواء العدوان
وأعني هذه الأجواء التي باتت تُبرق بنُذُر الحرب التي لا يستبعد أن تغامر بها إسرائيل لتحقق جملة أهداف، منها الخروج من مأزق السلام الذي لم يعد في مصلحتها أن يتم بينها وبين الفلسطينيين على أي أساس من الأسس التي طرحت، وكانت تساهم فيها أميركا، ثم انسحبت منها، بعد أن أوقفت الحوار بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية بمبرّر عدم التزام المنظمة بنبذ الإرهاب، لأن السلام اليوم، إذا تورّطت إسرائيل في مسايرة المطالبين به والداعين إليه، يفوّت عليها الفرصة الذهبية، التي تتيحها هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، لترسيخ احتلالها للأرض المحتلة والقطاع والجولان، وهو رأس الحربة للانطلاق نحو ظهور إسرائيل الكبرى. ومنها القضاء على الانتفاضة عسكرياً، وهو الحل الذي تتوثّب للوصول إليه، ولا يتعذّر أن تلجأ إليه، رغم ما تعلم أنه يعرضها لاستنكار (مَظْهري) على المستوى الدولي... وهي قادرة على أن تستوعب وتواجه بالاستهتار والتجاهل كل صور الاستنكار... ما دام ذلك هو سبيلها إلى بلوغ الغرض.
ثم من هذه الأهداف - وربما كان أهمها - أن تكتشف (مصداقية) التهديدات التي ملأت الأجواء بالرَّد الرادع إذا ما أقدمت على الاعتداء على أي دولة عربية... ولا يعني ذلك أنها لا تخشى هذه التهديدات، وإنما يعني في الدرجة الأولى، وضع هذه التهديدات أمام اختبار مكشوف... ولذلك فهي لن تغامر بحرب بعيدة الخطوط والمواقع... يكفيها لهذا الغرض أن (تناوش) جارتيها اللصيقتين، وهما الأردن وسوريا... وهي تلجأ إلى هذه المناوشة، بتكتيك فيه من الحذر بقدر ما فيه من التحدي، وبخطوات محسوبة، هدفها البعيد إلى جانب الاختبار الوصول إلى (الوطن البديل) للفلسطينيين الذين ستلجأ إلى فنون من الوسائل لإرغامهم على ترك أرضهم للمهجّرين السوفيت... وحجة العدو في حكاية (الوطن البديل) هذه أو مبرره هو أن المساحة المحدودة جداً في فلسطين، تقابلها في الأردن مساحات واسعة أمامها الامتداد إلى أعماق بعيدة، وخالية من السكان في نفس الوقت، في الأراضي العراقية وكذلك في الأراضي السعودية... وبالمناسبة أذكر حديثاً دار بيني وبين أمريكي في أميركا، قال فيه إنه لا يفهم، لماذا لا يحرص العرب على استقبال الفلسطينيين في الشتات وفي فلسطين نفسها، وهم - ويعني العرب - يشكون من ترامي مساحات الأراضي القفراء، وقلة عدد السكان...
بطبيعة الحال، يستحيل أن نظن أن الدول العربية غافلة عن كل هذه النذر والاحتمالات ولكن المشكلة المعقّدة التي يجب أن تُحل في مواجهة لاعتداء المحتمل، هي الاتّفاق على التصدي لهذا الاعتداء أو العدوان، وفي نفس الوقت صرفُ النظر تماماً عن حكاية الاستنكار أو التنديد، أو اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة... والتوجّه الحازم والحاسم إلى (الذات العربية) وحدَها... وعلى الدولتين العظميين، أن تختار لنفسها ما يتفق مع مصالحها في العالم العربي... ولا شك إطلاقاً في أن هذه المصالح، سوف تفرض عليها الموقف المعقول والمطلوب.
ترى هل نجرّب؟؟؟ أم أننا سنفضل موقف التردد، وانتظار الضربة، لنتحرك في الاتجاه الصحيح؟؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :661  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج