شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النخلة... أي بني (1)
مما درجت عليه وتعوّدته مع كل كتاب أقتنيه، أو يهدى إليّ، أن أسرع إلى الاتصال بالمجلد المتخصص البارع، لتجليد الكتاب، فإذا كان الكتاب من المستوى الذي يعتبر نادراً في موضوعه ومادته، فإنني لا أتردد في اقتناء نسختين منه، لأني ابتليت في فترة من أيام الشباب، بمن يستعير كتاباً، فلا أراه بعد ذلك إلى الأبد. فأضطر إلى شراء نسخة أخرى إذا وجدتها... وما أكثر الكتب التي لم تجد الناشر الذي يعنى بإعادة طبعها، فحرمتُ منها وعشت، ولا زال أعيش الفكرة فيها وعنها، والفرق كبير، بين أن أعايش فكرةً تكاد تبهت أو تتلاشى في الذهن، وبين أن أحتضن الكتاب، وأستغرق في قراءته.
ومن الكتب التي أهديت إليّ، الجزء الأول ثم الثاني، من كتاب: (أي بنيّ) لمعالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، وشاءت الصدفة أن يكون المجلّد عندي يوم تلقيت النسخة المهداة من معاليه، فناولته إياها، مع مجموعة من كتب عربية وإنجليزية، منها كتاب بقلم السيدة بي نظير بهوتو، رئيسة وزراء باكستان وعنوانه (ابنة الشرق) تروي فيه جانباً من قصة حياتها، ومأساة إعدام أبيها، على يد الرئيس (ضياء الحق) الذي انفجرت الطائرة التي تقلّه فقضى نحبه في ذلك الحادث الرهيب. ومنها أيضاً كتاب بعنوان (مدينة واحة عربية) وهو عن مدينة عنيزة، بقلم (ثريا التركي، ودونالد كول) وموضوعه الشيّق، (التغير في مدينة عنيزة) وقد أهدى إلي من الأستاذ محمد الخريدلي، من القيادات الشابة في هذه المدينة، التي قضيت فيها ثلاثة أيام ضيفاً على أعيان أهلها مع من دعوا إليها من جامعة الملك سعود في الرياض.
ولقد جاءني المجلّد بالكتب مجلّدة تجليداً أنيقاً كما هي صناعته وعنايته، فكان الجزء الثاني من كتاب (أي بني لمعالي الدكتور الخويطر، هو الذي وجدت نفسي أختاره قبل غيره، وآخذ في تقليب صفحاته فإذا بي أجد في الصفحة قبل المقدمة عبارة إهداء رقيقة، لا أجد خيراً من أن أقول إنها أخجلت تواضعي، وإني أحسست بالأسف الشديد، على أني دفعت بالنسخة إلى التجليد قبل أن أقرأ هذا الإهداء الرقيق، إذْ كان أقل ما يجب هو أن أتقدم إلى معاليه بعبارة شكر لا تفي بحقه، ولكنها توفّر عليّ ما أشعر به الآن من الحرج والضيق.
والنخلة هي الموضوع الأول في الجزء الثاني من (أي بني)... ولقد توهّمت في البداية أني سأقرأ عنها عشراً أو عشرين صفحة، فإذا بي أستغرق مع ما يقرب من مئة صفحة عن النخلة التي يسمّيها الدكتور أو يمنحها لقب (العمّة) ثم يمضي يفصّل الأسباب التي استحقت من أجله النخلة هذا الوصف أو اللقب الجميل.
ولقد استوقفني الكثير فيما كتبه الدكتور عن (العمّة)... ولكن الأجدر بأن يستوقف كل قارئ مُتأنٍّ، هو هذا الأسلوب الذي يفضي به الدكتور الخويطر عن فكره وآرائه والأسلوب هنا لا يعني الزخرفة وإبداع المعاني فحسب، وإنما هو هذه اللغة، التي أتساءل كيف يمكن أن لا يحتفل بها قراء هذه الأيام، وهم أشد حاجة إلى الجواهر في هذه اللغة التي أبدع الدكتور أيما إبداع، في التمسّك بها، تمسّك بديهةٍ وطبع،وليس تمسك تقعّر وتظاهر.
وينبهنا الدكتور منذ البداية أن كتابه أو الجزء الثاني من الكتاب، سيكون على نمط (حديث المجالس)... ((يأتي عفواً، ويجري سمحاً رهواً، لا يصعد حزْناً، ولا ينزل منحدراً يسير مع الطريق المستقيم، ما لم يُغره بالانحناء ما يجهله يتنكبه إلى شعبة منه))... ويذكر القرّاء أن الجزء الأول هكذا كان أيضاً.
فإن ((العمة))، من جهة، وروح (حديث المجلس) من جهة أخرى، تغريني بأن أتحدث إلى قرّاء هذه الكلمة، أحاديث فيها ما يمتع... وما يستحق أن تعكف عليه أذهان القرّاء، وهم يستقبلون أيام إجازةٍ طويلة، يشارك الآباءُ فيها أبناءهم، إن لم يكن في رحلات إلى الخارج ففي رحلة مع حديث المجالس وأخبار العمة الحنون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :658  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج