شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاعتراف بالسلبيات، وشرح القصور
في مقال للأستاذ فهد العريفي، نشرته هذه الجريدة بعنوان (الإذاعة تكسب). كان الثناء و الإعجاب من نصيب الإذاعة... وكان نصيب التلفزيون، مساءلته عن كثير مما يستطيع هذا الجهاز أن يقدمه للمشاهدين، ولكنّه يلتزم تجنّب، ما لا تتجنّبه الإذاعة مع أن الجهازين مرتبطان بوزارة الإعلام. مما يعني أن إفساح المجال في الإذاعة، وتضييقه أو حصره في التلفزيون، ليس خاضعاً لتوجيه معين من الوزارة... وهذا بدوره يحمّل التلفزيون مسؤولية الانكماش الذي يبلغ أحياناً حد الضمور.
وينتهي الأستاذ العريفي، بعد استعراض وجهة نظره في الجهازين، مع الثناء على الإذاعة، والصمت أو سرد الملاحظات بالنسبة للتلفزيون، إلى كلمة استوقفتني بمضمونها الذي أشعر أنه حيوي، والطلب عليه شديد الإلحاح، ولكنه مهجور، جرت الأقلام، على التباعد عنه، لأسباب - إذا كانت محسوبة أو ينظر إليها بتحسّب وحذر - فإنها في الحقيقة لا وجود لها إلاّ في أذهان الذين يحرصون على أن تظل مقالاتهم، محلاّة بما أسميه (الاسترضاء والإرضاء) والدليل هو التباين بين ما يذاع ويثني عليه الكاتب في الإذاعة، وبين ما يشاهده الجمهور في التلفزيون.
وكلمة الأستاذ العريفي تقول: (إن أمة تعترف بسلبياتها، وتشرح قصورها، هي أمة جديرة بأن تحيا متعافية، تدرك الداء، وتصل إلى الدواء بدون أن تضع على الجروح غلالة رقيقة تسترها عن عيون الناس، وهي تنغر في اللحم والعظم أجارنا الله).
ولقد ذكرتني هذه الكلمة للأستاذ العريفي، بصديق من بلد مجاور يُعنى بقراءة صحفنا وقد لا يتاح له أن يرى ما يعرض على شاشتنا الصغيرة... قال:
ـ اسمح لي أن أقول يا أستاذ أنتم في المملكة شعب فريد لا مثيل له في عالم اليوم
ـ ماذا تعني؟؟؟
ـ ببساطة يا أستاذ جميع صحفكم، خالية تماماً من أية كلمة عن نقص، أو خطأ أو حتى (جريمة) إلاّ تلك التي تنتهي بما تقضي به المحكمة ويتم تنفيذه من العقاب... باختصار: كل شيء عندكم ((تمام التمام)) فهل هذا هو الواقع فعلاً؟؟؟
ـ أما أن كل شيء عندنا (تمام التمام) فهو ما نحمد الله عليه... إذ ما أكثر ما يقع في مختلف بلدان العالم، ولا يحدث أن يقع عندنا إلاّ في النادر... ولكننا لا نختلف عن غيرنا من شعوب العالم، في أن النقص، أو الخطأ، أو التقصير، أو حالات الإهمال، وحتى البيروقراطية موجودة... وتستحق أن تتناولها الصحف... ولكن إذا كانت الصحف لا تنشر، أو إذا كان الكتّاب لا يتناولون إلا الجانب المضيء من الحياة عندنا، فالسبب الكامن - والمعروف في نفس الوقت - هو أننا (تعوَّدنا) أن نترك ذلك للمتضرر، من النقص أو الخطأ أو التقصير، الذي يستطيع أن يتقدم به إلى المسؤولين، وأن يطالب، أو يتظلم، وقد جرت العادة أن لا تهمل أية شكوى أو ظلامة.
ـ ولكن الجمهور... والمسؤولين معهم لا يعلمون شيئاً عما يصل إلى حد الظاهرة المتفشية، أو المنتشرة على نطاق واسع، وواجب الكاتب، أو الصحافة، أن تقول شيئاً... أن تنبّه... أن تعالج المشاكل، وأن تلتمس لها الحلول.
قلت: وأنا الملم الجلسة وأحاصر الحديث مع الصديق من البلد المجاور:
ـ كل شيء عندنا يا أستاذ هو (تمام التمام)... والحمد لله على كل حال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :648  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.