شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جهيّر المساعيد - ومعايشة هموم المرأة العاملة
قد يجانبني الصواب، حين أزعم أني لم أعد أجد في صحفنا، ما يستوقف أو يثير الاهتمام من المواد والمواضيع التي تعيشها شرائح واسعة وعديدة من المجتمع... وقد يكون السبب هو أني لم أعد أجد الوقت للعكوف على قراءة هذا العدد الضخم من الصحف والمجلات العربية. ثم الإنجليزية، وقبل هذا الركام، الكتب والمراجع التي لا أستغني عن العودة إليها بين الحين والحين، ليتاح لي - على الأقل - أن أبعث في الذاكرة الكثير مما يلتهمه النسيان أو هو الزمان.
ومع ذلك فإن ما ينشر بأقلام بناتنا، ومنهم الدكتورة ثريا العريّض، ورجاء عالم وجهيّر المساعيد - وعذرة لمن لم أذكرهن فالقائمة - ما شاء لله - طويلة - ما ينشر لهؤلاء يستوقفني، وأجد نفسي حريصاً على القراءة والاستيعاب.
وآخر ما قرأت في (حروف وأفكار هذه الجريدة) مقال للابنة جهيّر المساعيد، الذي عالجت فيه مشكلة المرأة العاملة من عدة زوايا، ومنها تلك الزاوية الحرجة التي يبدو أنها منتزعة من واقع عايشته، وهو يتلخص في قولها: (ليست هناك أم سعودية اختارت خارج البيت على أمومتها،وتركت أطفالها، وطلبت الطلاق من أجل أن تعمل فقط للعمل وحده... وتعطف على الحالة فتقول: (الوظائف التي تقوم بها المرأة في مجتمعنا المسلم لا يمكن أن تشكل تهديداً لبيت آمن يتوافر فيه الأمن والاستقرار تحت حماية القيم الإسلامية.
ولقد أحسست بنبرة الصدق المخلصة، حين قالت: (هناك أطفال، لولا عمل الأم لعانوا من (الحاجة) و(مدِّ اليد للآخرين)... إما بسبب وفاة الأب، أو لانشغاله بعد (الطلاق) وترك مسؤولية تربية الأبناء على الأم وحدها... والتي لولا الله ثم عملها لأصبحت هي وأطفالها أسرى العوز والحاجة للآخرين... وهناك زوجات (عاملات) يسهمن في مساعدة أزواجهن ويتحملن معهم المسؤولية المشتركة... ولولا ذلك لمدَّ الزوجُ يدَه للدَّين والسلف... وكثير من النساء العاملات ينفقن على (أسَرِهن)، إما لأن العائل هو الأب محدود الدخل - أو لديه أسرة أخرى - وتضيف الكاتبة قائلة (وهذا معتاد في واقعنا السعودي)... ثم بعض الأسر فقد عائلها الذي هو الأب... وبعد وفاته لم يكن هناك غير البنت الكبرى المسؤولة عن البقية الصغار ولولا عملها لما استطاعت أن تحقق لهم الأمان.
وأجد من واجبي أن أبادر إلى تأكيد أن النماذج أو الصور أو الحالات التي ذكرتها الكاتبة الفاضلة، موجودة، بل وشائعة، بل وتتكاثر يوماً بعد يوم. وهذا إذا كان في العاصمة أو الحواضر الكبرى، فماذا هي الحال يا ترى في المدن الصغيرة والقرى، والمناطق النائية؟؟؟
أعلم أن بين القراء، من يتحذلق ولا يستحسن أن تعرض نماذج للفاقة أو الحاجة بمناسبة ضرورة أن تعمل المرأة، ولكن من الذي يستطيع أن يرسلها قاعدة عامة تقول إن مجتمعنا بجميع شرائحه متكامل الحاجة، وليس فيه هذه النماذج من الذين تزحف في حياتهم أو إلى بناء أسرهم، ظروف وهموم الحاجة والافتقار.
أغنى بلدان العالم، ومنها أميركا مثلاً، غاصّة بالفقراء، ومثلها إنجلترا وفرنسا الذين نعلم أن عندهم من لا يجدون المأوى إلا في أنفاق قطارات الأنفاق أو على الأرصفة.
فليس عيباً وجود شيء أو حالات كهذه في أي مجتمع... ويبقى أن على من يعلم بالواقع المشهود والمحسوس، أن يعمل على التخفيف منه... أما إزالته كلياً ففوق طاقة البشر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :932  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج