شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مستقبلنا مع (زهرة الأرض)
في مقالة بعنوان زهرة الأرض، كان الأستاذ تركي عبد الله السديري، وهو رئيس تحرير هذه الجريدة، يعالج بحرارة كادت تبلغ درجة الاشتعال، رصيد الأحقاد التي تفرز - ومنذ زمن طويل - هجوم الصحافة في أكثر من بلد، وبأقلام صحفيين وكتّاب - بل وشعراء كبار أيضاً - على ((الإنسان (النفطي) وعصر (النفط)، و((مدلولات جديدة)) مثل (البترو دولار) (والإسلام النفطي)، وحول كل ذلك تعقد المؤتمرات ((المضحكة)) عن النفط، ومنها (مؤتمر النفط والمرأة) و(النفط والطفل)... ومؤتمرات عما فعل بنا (النفط).
وينتهي الأستاذ تركي إلى أن الحقائق على المستوى المادي كانت تعني أن (النفط) هو نعمة الرب التي لا مثيل لها... وقد قلبت حياة الصحارى القاحلة الجافة إلى مزارع ومصانع ومساكن وجامعات... ثم يتساءل: - (هذا النفط برصيده الهائل من الإيجابيات العظيمة وبضخامة الدور الذي مارسه، أليس بحاجة إلى إعلام متخصص؟؟؟) ويضيف: (ما مدى اتصال طلبة أقسام الإعلام في الجامعات بهذا المرفق الاقتصادي الهام... كم عدد المتخصصين في الصحف الذين يعالجون شؤونه بدراية واعية؟) وهو يطالب أخيراً وزارة الإعلام ووزارة البترول أن يعملا على إقامة دورات متخصصة عن (النفط) وتكون مشاركة الصحف فيها إلزامية، وتصبح شؤون النفط جزءاً من اهتمام أقسام الإعلام في الجامعات.
ويطيب لي - وأنا أقرأ كلمة الأستاذ تركي أن أضيف أن المرحلة التي نمر بها منذ أفاء الله علينا من نعمة بما فتح لنا من كنوز الأرض، تعتبر من أخطر المراحل في تاريخنا الممتد الطويل... وإذا كنا لن ننسى - ونحن أبناء هذه الأرض - أن الله قد منّ ببعثة سيد الخلق، برسالة الإسلام، منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، فكانت هذه الرسالة بداية تاريخ هذه الأمة، بكل ما حفل به من فتوحات وانتصارات، في طول الأرض وعرضها فإن علينا أن نتعمّق ما أسميه اليوم السر الثاني الذي أفضت به هذه الأرض بعد أربعة عشر قرناً من الزمان، بقدرة الله وتوفيقه وإرادته، لتحمّلنا مسؤولية التصرف والسلوك والعمل بما يليق بخصوصية الشخصية التي تتمتع بها هذه الأرض، وهي خصوصية تضفي عليها من الهيبة والجلال، ما تشعر به الأمة الإسلامية، أو ما يشعر به الإنسان المسلم منذ يفتح عينيه فيرى وجه أمه، ويسمع منها وهي تهدهده، ترديدها شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله.
وأجد نفسي - ومع طنين هذه الكلمات في مقال الأستاذ تركي - أقول: إن الثروة التي منّ الله بها علينا، وحققنا بها كل الذي تحقق من منجزات لا شك أننا قد سبقنا بها حتى أحلام الحالمين، ومنها: ((البحر الذي نسبح فيه))، و((الماء الذي نروي منه الأرض))، والإسمنت الذي نبني به الإعمار، [والعطر والإكسسوارات التي تزين أعناق النساء وصالونات المنازل، والسيارات والطائرات]... هذه الثروة... ومصدرها هذا النفط، تطالبنا ونحن أبناء هذه الأرض بخصوصيتها، وجلال مكانتها، في إطارها نادر النظير، أن نكون نحن المسؤولين عن العمل لتكون الشخصية النموذجية وليس بالنسبة للعالم العربي فقط، وإنما بالنسبة للعالم الإسلامي. وهي لن تكون في مستوى تاريخها ومستوى الثروة التي أنعم الله بها على أبنائها، إلا إذا أحسنت التصرف بهذا المال، الذي نريد له أن يصنع لنا تاريخاً جديداً يستمد عناصر تكوينه من منطق العصر ومن روح الحضارة، في مفهومها الإسلامي العميق.
والسبيل - إضافة إلى التوعية والوعي، اللذين دعا إليهما الأستاذ تركي - هو ترسيخ التطلع إلى حقيقة التطور والازدهار والنمو، وحقيقة كل ذلك، هي أن نلتزم بإحسان التصرف في هذه الثروة، وهو التزام لا يقتصر على أجهزة الدولة ومؤسساتها، وإنما يتعداها إلى المواطن الفرد... في حياته وسلوكه، وتعامله، وعمله المنتج، الذي يضيف إلى الثروة قيمتها المضافة بالجهد والكدح، واستهداف الأعظم والأجل اللائقين به كمواطن وكابن بار بهذه الأرض، وهذا التراب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج