شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ضوء في السبيل إلى الحضارة
ترى... ما هي القوى الكامنة في كثير من المبادئ والمثل والقيم، التي جاءت بها رسالات السماء؟؟؟ رسالات الرسل والأنبياء؟؟؟ ما هي هذه القوى المكنونة التي يتعذّر دائماً أن تهتز أو تنهزم، في نفوس المؤمنين بها، مهما اشتدت ضغوط الحياة، ورغم ما مرّ عليها من دهور وأزمان، إلى جانب ما عانته من مقاومة ورفض، وقهر وطغيان؟؟؟
ولنأخذ (استقامة السلوك) مثلاً... إنها ممّا دعت إليه ورسّخته في النفوس رسالات السماء، وتوالى الجهد والجهاد للتذكير بها والدعوة إلى التزامها، يقود مسيرتها قوافل الهداة والمصلحين، في كل مكان وزمان... إنها من مبادئ الأخلاق الكريمة التي قلّ أن تجد من يجادل في ضرورة التمسك بها، حتى ولو كان الذي يجادل عاجزاً، أو متعثراً في الالتزام بها. ولا يزال الذين يلتزمونها قانوناً لحياتهم، هم الذين يربحون الجولة في نهاية الشوط.
ثم... هذا (الصدق) الذي نتوخاه، فيمن نتعامل معهم من الناس على أوسع نطاق وقد نخفق في أن نجد من يلتزمونه على صعيد التعامل اليومي في الحياة... ولكن لن تجد من يشك في أنه واحد من أسمى الفضائل التي دعت إليها رسالات السماء... وظل يدعو إليها الهداة والمصلحون، طوال عشرات القرون من حياة الإنسان على هذه الأرض... والأعجب أن الذين يتحلون بفضيلة (الصدق) هذه، يتقدمون المسيرة إلى الأفضل والأكمل والأجمل ويندر أن تجد لهم عشرات، رغم كل ما يعترض سبيلهم من متاعب ومصاعب وعقبات.
والقوة الكامنة في هذه المثل والقيم، وكلّها هدايا رسالات السماء، هي في الواقع الضوء الذي أنار السبيل إلى (حضارة) الإنسان عبر الأجيال والقرون... والأعجب الذي لم يصل الإنسان إلى استكناه السر فيه، هو أنها لا تزال لها القدرة على الصمود، حتى في مواجهة كل ما انزلق فيه المنطق العقلاني من تمرد، ومجانبة مستهترة بهذه الهدايا القيّمة التي عايشها - ولا يزال - وجدان الإنسان، وضميره، وتعشّقه للخلاص من مخالب وبراثن التفسخ والانحلال، حتى وهو غارق في وحل هذا التفسخ والانحلال.
وليس المهم أن تعرف هذه الحقيقة... جميع من حولك من الناس يعرفونها... وإنما المهم الذي يتنادى دعاة الإصلاح والخير بالدعوة إليه والتزامه ما أمكن، هو أن (نؤمن) بها، وأن لا يتسلل إلى نفوسنا الشك في صحتها... وذلك لعمري هو السبيل، ليس إلى النجاح في مسيرة الحياة فحسب، وإنما أيضاً إلى تحقيق الذات... تحقيق كرامة الآدمية، في هذا العصر المشحون إلى قمة الرأس أو الأسنان، بعوامل التمزق والضياع، ومنها هذه الهزائم، تضعنا راغمين، أمام قوافل المشرّدين والجياع.
ثم... أيها القارئ العزيز، لا بد أن تحذر أن تقول إنك وحدك في المسيرة، أو في ساحة الصراع... لأن المؤمنين برسالات السماء، ومن تبعهم من الدعاة إلى ما جاءت به من مشاعل أضاءت السبيل إلى الأفضل والأكمل والأجمل، هم الذين لا يزالون يقودون السبيل إلى مصير الإنسان نحو إنسانيته، رغم كل ما يبدو من استفحال وبطر القوى العظمى، وتلك الدائرة في فلكها من قوى الشر والعدوان.
ولا تقل لي: - (أين هم؟؟؟) وأين أثرهم؟... ولكن قل لي: - ماذا كان يمكن أن يكون مصير هذا العالم، لو لم يكن هؤلاء، على قلتهم وندرتهم، وراء ما يحول دول الأكثر، والأشد بلاءً... أعني: دون الأعصار...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :722  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج