شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاستجابة لمشاعر الحنين
ممّا يتعذّر، إن لم يكن مستحيلاً، أن تتيح لنا وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة، أو المرئية، أن نرى ما يقع في الألوف من المنازل، في طول المملكة وعرضها وهي تستقبل الذين صدر أمر خادم الحرمين الشريفين، عاهلنا الحبيب، الملك فهد بن عبد العزيز بإطلاق سراحهم من السجون، خلال هذه الأيام أو الليالي العشر من شهر رمضان...
أن نرى الأمهات يحتضن أبناءهن، ودموع الفرحة، في عيونهن، أو أن نرى الزوجات ومعهن الأطفال، أولاداً وبنات، يتزاحمون على الأب، الذي يدخل عليهم، بعد ليال وأيام، انقضت، وفي القلوب مشاعر الحنين، وفي العيون دموع الرجاء، فإذا بالفهد الحبيب، وفي قلبه أسمى مشاعر الأبوة، وأنبل ارتعاشات الضمير، وأصدق وأرق نبضات الوجدان، تستجيب لمشاعر الحنين، ولحرقة دموع الرجاء، فيطلق سراح الأب، ليدخل على أهله وأطفاله... يحتضنهم، وكل منهم يضع رأسه على الصدر الذي عاد بعد غياب، وعلى الألسنة والشفاه، ضراعتها إلى الله سبحانه أن يديم لهم، حياة فهد بن عبد العزيز وأن يمنّ عليهم، ومعهم الملايين من المواطنين، بأن لا يحرمهم من نظرة هذه الأبوة التي يندر نظيرُها، في العالم على رحبه، لأنها الأبوة المثالُ والقدوة، وليس فقط بما يتوالى ويتلاحق من عطائها في يوم أو شهر، أو سنة، وإنما على مدار الأيام والسنين في عهده الحافل بما يؤكد - وباستمرار - تلاحم مشاعره وأحاسيسه، ونبض ضميره ووجدانه، مع مشاعر وأحاسيس كل فرد، على هذه الأرض، بكل ما أسبغه الله عليها من القداسة والطهر وما رسّخه سبحانه في نفوس أبنائها من الكرامة وعزّة النفس، والإيمان العميق بعقيدة التوحيد، يرفع العاهل العظيم رايتها في الآفاق، مذكراً، بأن كل ما أغدق الله علينا من النعم، إنما هو عطاء هذه العقيدة، قبل كل شيء.
وحين يتعذّر أو يستحيل على أجهزة الإعلام عندنا أن، تتيح لنا وللعالم رؤية الكثير، الذي تحقق، على يد العاهل الحبيب، فإن الذي لا يتعذر، ويسهل أن يسطع إشعاعاً يصل إلى كل ذي بصر وبصيرة، هو (الحُب) الذي كان ولا يزال الأساس القائم بينه وبين كل فرد، في كل أسرة من المواطنين. وهو حب نادر المثال أيضاً، إذ ما أعجب ما تسمعه، من مواطن أو مواطنة، في المملكة، حين يقول ببساطة وعفوية، وهو يواجه مشكلة - أي مشكلة - فهد بن عبد العزيز، موجود والحمد لله، أبرق إليه، وسترى أن عنده - بعد الله الحل والفرج... وتلك حقيقة، إذ ما أسرع أن يتلقى المواطن الرد على برقيته أو خطابه، وفيه الاستجابة السخية الكريمة، ما لم يكن المختص بالحل هو (الشرع) أو (القضاء).
وأقرأ منذ أيام، أن رئيس الإدارة الروحية لمسلمي الاتحاد السوفيتي، (المفتي طلعت تاج الدين)، قد صرّح لمراسل الأهرام، أنه قد تلقى هدية قيِّمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وهي مليون نسخة من المصحف الشريف، وسوف يتلقى دفعات أخرى بالطائرات خلال الربيع والصيف من هذا العام، وسوف يتم توزيعها على المسلمين في الاتحاد السوفيتي، وكلهم متعطشون، إلى اقتناء نسخة من الكتاب الكريم.
وليس الخبر جديداً عليّ، إذ سبق أن نشرته الصحف عندنا، ولكن الجديد فيه هو أن يصرّح رئيس الإدارة الروحية لمسلمي الاتحاد السوفيتي، بخبر الهدية القيِّمة، مما لا يعني أقل من أن ملايين المسلمين في هذا الجزء من العالم، قد سمعوا بالهدية القيِّمة، وبما سوف يتلاحق تلقيه منها في الأيام المقبلة.
ويحسن بي، وأنا أقرأ هذا الخبر أو التصريح، أن أقف أمام مشروع طباعة المصحف في المدينة المنورة، وقفة تعظيم فيها إلى جانب الإعجاب، والتقدير، نظرة استكشاف للمستقبل البعيد للعلاقة والوشيجة التي سوف يرسّخها المصحف الكريم - وهو يتواجد في أيدي المسلمين - بينهم، وبين أرض الحرمين الشريفين اللذين يقوم الملك فهد بن عبد العزيز بأضخم وأعظم توسعتين لهما في تاريخهما عبر القرون.
ومشروع طباعة المصحف، عظيم بكل معيار، ونادر النظير والمثال بكل معيار أيضاً، إذ يتجاوز ما تتم طباعته، الملايين من النسخ في كل عام، إلى جانب طباعة معانيه بعدة لغات، وهذا إلى جانب النسخ الصوتية لمشاهير القراء، في ملايين من أشرطة الكاسيت.
ترى هل يدرك من يسمع عن المشروع، وهو بهذه الضخامة والشمول، نظرة خادم الحرمين الشريفين إلى وسائل خدمة العقيدة السمحة، ومنها هذا المصحف الكريم الذي يقدّم هدية لكل من يطلبه من المسلمين في جميع بقاع الأرض؟؟؟ إنها نظرة الملك المسلم المؤمن إلى مسؤوليات يلتزم هو بها لخدمة العقيدة، ودعم الوشائج بين المسلمين... نظرة ضمير ولهفة وجدان، ونبض قلب عامر بالإيمان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :647  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.