| الزحام... وطريق إلى المجد | 
| ليس بيننا من لم يجرِّب الشعور أحياناً بأنه يدب في مسيرة الحياة وحيداً... ويتخبط في مجاهل الصحراء، ولا من يُرشده إلى الجادة... نحو الهدف والحقيقة هنا عجيبة... مذهلة. | 
| وهي: أن أهم العقبات التي تعرقل مسيرتك... هي الزحام... التزاحم في الدرب، رغم الشعور بأنك تسير وحيداً... وتتخبط في مجاهل الصحراء، ولا من يرشد... ولا من يسمعك... أو تسمعه. | 
| ومع ذلك فهو الزحام... التزاحم في الدرب... ملايين البشر يسيرون نفس الدرب... وكل منهم يعيش نفس الشعور... الشعور بأنه يدب في مسيرة الحياة وحيداً. | 
| فلست وحدك إذن أمام العقبات والصعاب | 
| هناك الملايين... ألوف الملايين، يغذوّن السير مثلك... وفي نفس الدرب... وإلى نفس الهدف. | 
| هذا يجعل مسيرتك محفوفة بالأخطار... كأي خطر يداهمك وأنت في الزحام | 
| وحين يشتد التزاحم والتَّداقُّ بالأكتاف من حولك... قد تشعر بالرهق والضيق، بحيث تتمنى لو يتاح لك أن تستلقي في أي مكان، حتى ولو كان رصيف الشارع... قارعة الطريق. | 
| ولكن... هنا تبدأ لحظة الصفر... لحظة العد التنازلي في مسيرة الكدح والكفاح... مسيرة الخطر... وهي في نفس الوقت بداية انطلاقك إلى ذروة النجاح. | 
| اللحظة التي تشعر فيها بالرهق... بلحظة الصفر في انهيار قواك... هي نفسها اللحظة التي تتقرر فيها قدرتك على أن تصل إلى الهدف. | 
| ليس هناك من يمنعك أن تستلقي حيث تشاء... ولكن سترى أقدام الملايين تمشي... ولن ترى وجوههم... فهي متجهة إلى هناك... إلى الهدف. | 
| وتستطيع أن تقاوم كل التراخي... كل الرهق والخور في عزيمتك، وأن تواصل المشي في الزحام... وعندئذٍ، سوف تجد أن كل خطوة - مهما تعثرت - مهما أعاقها الزحام تقرّبك من آخر الشوط... من الأمل الكبير. | 
| ومن يدري... فقد لا تطور بك الطريق... قد يصاحبك ما لم تكن تحلم به من التوفيق؟! | 
| واقرأ سير العظماء في تاريخ الإنسان لترى أنهم... هكذا شقوا طريقهم إلى القمم والذرى. | 
| ابتسامة اليوم | 
| كان اليهودي الشرقي - حزقيل - واقفاً يتسول... بينما كان أعضاء الكنيست يدخلونه من الباب الكبير... واقترب أحد الواقفين مع المتسول يقول: | 
| ـ انظر هذا شامير نفسه... أسرع... استعطفه أن يعطيك شيئاً. فهو رئيس الوزراء واعترض حزقيل طريق شامير... ولكنه سرعان ما تراجع، ووجهه أصفر كالميت. | 
| وسأله صاحبه: | 
| ـ ماذا؟؟؟ ماذا بك تكاد تموت... ألم يعطك شيئاً | 
| ـ يعطيني؟؟؟ يا لك من غبي. | 
| ـ ماذا تقصد؟ | 
| ـ ما كدت أستوقفه... وقبل أن أمد يدي أو أنطق بكلمة سمعته ينق كالضفدع الكبير وهو يقول: | 
| ـ أسرع... أيدك على شيكل... لبناء هيكل سليمان. | 
|  |