شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تصريحات جورباتشوف
التصريحات التي تناقلتها وكالات الأنباء، وعرض مشاهدها التلفزيون للرئيس السوفيتي جورباتشوف، القائلة برفض استيطان المهاجرين الروس للأرض المحتلة، وأن الاتحاد السوفيتي لا يزال على موقفه الرافض لتصرفات إسرائيل... هذه التصريحات تبدو، وكأنها طمأنت الدول العربية إلى أن هذه الهجرة، ستتخذ مساراً غير هذا الذي خططت له إسرائيل، ولا يجهله الاتحاد السوفيتي.
وفي مواجهة هذا الارتياح والاطمئنان و(ارتخاء التوتر) لدى الدول العربية - كما نراه في وسائل الإعلام، تعود بنا الذاكرة إلى الحقائق التي لا ندري كيف يسدل عليها الستار في عالمنا العربي الكبير.
من هذه الحقائق أن نسبة اليهود الروس في دولة العدو قبل نزوع الهجرة الأخير تبلغ أكثر من ثلاثين في المئة، وأنهم جميعاً هاجروا إلى إسرائيل في أعقاب احتلالها للجزء الذي احتلته في عام 1948.
وما قد لا يعلمه الإنسان العربي الذي لا تزال بعض دوله وأنظمته تطنطن لصداقته مع الاتحاد السوفيتي أن جمهرة الفنيين والتكنولوجيين والعلماء الذين تبني عليهم إسرائيل ما تسميه تقدمها (التكنولوجي)، هم من هؤلاء اليهود الذين دفع بهم الاتحاد السوفيتي في أعقاب العدوان عام 1948، وما زال يدفع بهم إلى يومنا هذا رغم كل ما يدعيه أو تدعيه بعض الدول العربية من صداقة بين الطرفين.
وحجة العرب أن الاتحاد السوفيتي يقف إلى جانبهم في قضيتهم القائمة مع إسرائيل وأن هذه الدولة الكبرى في العالم قد زودتهم بالأسلحة التي يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم تجاه العدوان.
وهي حجة يقابلها سؤال يجب أن يطرحه كل عربي يعي خفايا قضيته المصيرية الكبرى،وهو، لماذا ظل الاتحاد السوفيتي يرفض حصول العرب على أسلحة هجومية تعيد إسرائيل إلى صوابها وتشعرها بمركز القوة الذي يستطيع العربي أن يتكلم منه وعبره؟؟، بدلاً من هذا المركز الهزيل الذي تتوالى فيه اقتراحات التسوية والتي يؤلمني جداً أن أسميها اقتراحات (الاستسلام).
والإجابة معروفة ساطعة كالشمس، وهي - رغم كل محاولات التغطية والتستر - أن الاتحاد السوفيتي حريص على استمرار الوجود الإسرائيلي، - وجود دولة إسرائيل - نفس حرص الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدورون في فلكها من دول الغرب... كل الفرق بين الاثنتين هو: أن الولايات المتحدة، بمقتضى دستورها ونظام الحكم فيها - لا تتردد في أن تذهب في حرية التعبير إلى الحد الذي يثير العرب، ويرضي ملايين اليهود في أميركا، ثم هذه الملايين التي أتاحوا لها أن تكون (دولة إسرائيل). بينما يختلف الاتحاد السوفيتي بأن له القدرة على تزييف الحقائق، ويمارس اللعبة - دون خسائر - عبر الكثر من الضحك على العقول بشعارات لا تزال ترفع، ولا تزال في الشرائح العربية المثقفة من يؤمن بها ويصر على الالتزام بمضامينها.
مع ظهور جورباتشوف، ومبادئه، التي مغنطَتْ عقل العالم، لا بد أن ندرك نحن - في العالم العربي - أن فكي الكمّاشة، الأمريكية، والروسية، مطبقان على مصيرنا، ولا سبيل للخلاص إلاّ بأن نعرف لأنفسنا ذاتيتها المستقلة، التي تعمل على أن تكون الأمّة التي ترى وتدرك حقيقتها كما أرادها الله لها في كتابه وسنة نبيّه... وذلك ما لا نزال غافلين عنه رغم كل ما نتصايح به من وعظ، وما نردده من محفوظ التراث، وموروث التقاليد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :710  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج