يقولون إن نصف يوم سينتهي |
وذلك يوم في الزمان قريب |
فقلت بني البحريـن هبـوا مــن الكرى |
لأني رأيت النوم ليس يطيب |
أمامكمُ عشرٌ سمانٌ فشمروا |
فمن بعدها رأس الوليد يشيب |
وإلاَّ أكلتُم حصرماً وشربتم |
سراباً لأنَّ الماء سوف يغيب |
ومن لم يوفر من رخاء لعسرة |
فليس له إلا الشقاء نصيب |
يقولون إن الأسد صارت تزورنا |
وكنا قبيل النفط يهجُرنا الفأر |
وكنا قبيل النفط نصطاد لؤلؤاً |
فصرنا بعيد النفط يصطادنا التبر |
فما أبدع الدنيا إذا تم وصلها |
وهلت لياليها وقد كَمُل البدر |
فقلت لهم لا تَفْرحوا بسحابَةٍ |
تَمُر بواديكم وإن نزل القطر |
غداً ترجع الصحـراء تشكـو مـن الظما |
وينقطع العشاق والحب والشِعر |
يقولون عز النفط هذى سنينه |
لقد أيقظ الإِنسـان مـن رقـدة الكهـف |
تلفت في طول الخليج وعرضه |
منائر جلت عن الوصف |
وشتان بين الأمس واليوم إنما |
ثمار حقول النفط تجنى بلا قطف |
هنيئاً لإِنسان الخليجِ نعيمه |
فيا طالما قاسـى مـن الكـأس والـخوف |
فقلت لهم خمسون عاماً لنفطكم |
وما زلتم يا قوم في آخر الصف |