شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجهول في محاضرة الغذامي... ظل مجهولا
ومحاضرة الدكتور عبد الله الغذامي، التي ألقاها في نادي جدة الأدبي الثقافي هي تلك التي استطاع الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين - رئيس النادي - أن يستقطب لها حضوراً واسعاً أو عريضاً بترك موضوعها - في بطاقة الدعوة - مجرد عدد من النقاط أو الأصفار تنتهي بإشارة استفهام.
ثم استطاع - والحضور العريض ينتظر الدكتور المحاضر الذي ظل قابعاً في مكانه على أحد المقاعد بين المنتظرين، أن يشبع الدكتور إطراء وثناء، وأن يشبعنا معه إحساساً بأنه يسرف على الجميع بما ذكرنا به من جهد الدكتور الغذامي فيما تميّز به نادي جدة من تفاعل مع مسؤولياته كناد عايشه - ولا يزال - فريق كبير من المثقفين، في مراحل اتسمت - في تقديري - بالقدرة على إقلاق حالة الركود أو (البيات) الذي استطابه حملة الأقلام، ومنهم حملة مؤهلات الدكتوراه... والإقلاق هنا هو الحركة التي انتشرت على مساحة واسعة جداً من ساحة الفكر. فإذا كان هذا ما قصد إليه الأستاذ أبو مدين، فإني أجده قد تجاوز شخصية أخرى، كان لها نصيبٌ لا ينبغي أن يُنسى أو يُنكر، في عملية (الإقلاق) هذه، وهو الأستاذ سعيد السريحي، الذي استحق درجة الدكتوراه، وسمعت أنه منحها فعلاً، ولكنّها لا تسبق اسمه كما هو المألوف لدى الذين يحملونها. وذلك لغز يمكن أن نحاول حله بعدد من النقاط تليها إشارات استفهام... لا إشارة واحدة.
ولنعد إلى محاضرة الدكتور الغذامي التي حرصت على أن أكون واحداً من الذين حضروا الاستماع إليها... وفي ذهني أصداء محاضرته في الملتقى الثقافي الذي دعا إليه في أبها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل... ومن هذه الأصداء أننا خرجنا منها دون إجابة عن السؤال موضوع المحاضرة وهو (أدبنا العربي إلى أين)؟؟؟؟ ثم ما عالجه من نقد لقصيدة من شعر الدكتور غازي القصيبي، قرأته ثم طويت الصفحة، وعلى لساني شهادة بأن الغذامي سوف يظل واحداً من أقدر من يزيد القارئ ألغازاً و(ضياعاً) في تيه لا أول له ولا آخر من إقناع واقتناع بأنه يحل هذه الألغاز.
ولا بد أن أبادر إلى الإعجاب البالغ، ليس بالألغاز أو بالنقاط وإشارة الاستفهام وإنما ببراعة المحاضر على أن يعطي المستمعين صورةً رائعة بكل مقياس للسابح أو المبحر في دنيا ((مفاهيمه الخاصة)) عن النص غائباً ولكنه غياب الحضور... والناقص، ولكنه نقص الكمال و(الميّت) ولكنه موت الحياة، إلى آخر ما أفضى به قاله في هذه المحاضرة، وما أتاح لفريق كبير من المثقفين أن يداخلوا ألغازه ومفاهيمه، وأن يسمعوا منه ردّه على كل مداخلة وبأسلوبه العلمي (المتمكن) من مادته وموضوعه، بحيث بدا لي فيلسوف نقد أكثر منه ناقداً نصوصياً أو أسلوبياً أو بنيوياً، أو ما شئت من هذه الثمار الجديدة، التي طلع بها علينا، المفتونون بمناهج النقد ومدارسه، التي طاب لهم أن يأخذوا منها، وأن يعطونا ما لا أشك في أننا سوف نتذوّقه في يوم ما، كما تذوقنا وهضمنا الكثير من عطاء الفكر الحديث.
وعنوان كلمتي، أن المجهول في محاضرة الغذامي، ظل مجهولاً... ولكن هذا ليس مما يحسب على المحاضر، بقدر ما يحسب عليّ شخصياً، وربما على فريق من الحضور... ولذلك فقد رأيت في تعليقي على المحاضرة، أن محاضرة في هذا المستوى الفلسفي النقدي، يجدر بنا أن نعمل على أن تلقى هي وأمثالها، ومعها مداخلات المثقفين، في أوروبا، أو على الأقل في مصر، لأنها تعطي أولئك الذين لا يزالون يعتقدون أننا في الصحراء، وفي بيوت الشَّعر حقيقة ما عندنا من فكر... ومن قدرة على أن نحرّك الساحة الفكرية، حتى بهذه المجاهيل الرائعة بكل معيار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :781  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج