شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أين يذهب... الذهب؟؟؟
وعنوان الكلمة يبدو سؤالاً فيه الكثير من الغباء وربما أيضاً، الكثير من السخف إذْ مَنْ الذي لا يعلم أنه (في الحفظ والصون)... ابتداءً من نحور وصدور الصبايا وحتى الكهلاوات من النساء، إلى أعماق الخزنات والصناديق الحديدية ذات الأرقام المبرمجة. وفي بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية في قاعة من قاعات (الفيديرال بنك)، قيل إنها في طابق تحت سطح البحر... وإن الكميّات المخزونة في هذه القاعات من الذهب الذي تملكه أميركا ليست سراً من الأسرار، إذ هي أرقام، تخضع لعمليات القيد اليومي أو (الساعي إذا صحت النسبة) وإنما السر... أو ((سر الأسرار)) هو طريقة الوصول إلى تلك القاعات الضخمة التي لا تفتح إلاّ بمحضر هيئة من المختصين، ولدى كل واحد منهم رقم لا يعرفه الآخر... وبهذه الأرقام التي تعالج بها الأقفال تفتح أبواب القاعة، لتخزين الوارد الجديد من الذهب... الذي تنطبق عليه مقولة: (الداخل فيه مفقود)... أي لا سبيل إلى الخروج ليكون (مولوداً).
أما خزائن الذهب في الاتحاد السوفيتي، فليس من يعلم عنها شيئاً، لا تصريحاً ولا تلميحاً ولكن المعلوم الذي تتداوله أخبار سوق الذهب في العالم، هو أن الاتحاد السوفيتي ربما يتقدم على جنوب أفريقيا، التي لا تزال تعتبر أكبر منجم يصدر الذهب في العالم.
ولنترك هذه المستودعات التي نعلم أنها موجودة لدى كثير من الدول، والتي فقد بعضها قدرته على تغطية العملة الورقية، لأن الذي يطبع من هذه العملة، أصبح لا يخضع إلا لحاجة الدولة إلى المزيد من هذا الورق لتغطية حاجتها إلى الإنفاق.
ولنذكر كارثة الذهب، التي خربت بيوت الكثيرين من الذين خدعهم ارتفاع سعر الأونصة منه فأخذوا يشترون بلا حساب، حتى لقد اشترى بعضهم الأونصة الواحدة بأكثر من ثمانمئة ريال... وما هي إلا أيام حتى بدأت حركة الهبوط ليصل بعد سنوات قليلة سعر الكيلوجرام بكامله إلى أقل من أربعين ألف ريال. ولقد قيل إن المسألة يومها كانت مسألة لعبة لعبها سماسرة البورصة في لندن ونيويورك وطوكيو... وكانوا هم الذين ربحوا، بينما خسر المئات عندنا، والألوف أو مئات الألوف في العالم.
وللخبراء آراء مقنّنة... عن قدرة الذهب على التحكم في أسواق العملات، وفي اقتصاديات الدول... ومع أننا نعلم أنه يجيء من الأرض، ومن البحر... ومن ضفاف الأنهار ومن الجبال وأن إنتاج الذهب في العالم في عام 1980م قد بلغ أكثر من أربعة مليارات من الدولارات.
فإننا لا نعلم، أين يذهب كل هذا الذهب؟؟؟ مئات الألوف من أطنان الذهب ظلّت تخرج من الأرض طوال قرون... فأين ذهبت؟؟؟ هل هي موجودة فعلاً أم ابتلعها ديناصور مجهول؟
وأين هذا الديناصور الذهبي الرهيب، الذي استطاع أن يبتلع كل هذا الذهب.
ومن المعلومات التي يعرفها الصيارفة - ولست منهم - أن الجنيه الذهب يزن حوالى سبعة غرامات... ومن أطرف ما قام به الشيخ سالم أحمد بن محفوظ، مدير البنك الأهلي التجاري وتحدّثت عنه صحف أميركا بعنوان (Human Calculating Machine) أنه عندما قام بزيارته الأولى إلى أميركا، طلب زيارة الفيديرال بنك... كما طلب أن يرى القاعة التي تختزن كل ذهب أميركا... فأجيب إلى طلبه... ودخل القاعة... وعندما خرج منها، سأل الموظف عن عدد أطنان الذهب الموجودة في القاعة... ولم يجد الموظف ما يمنع أن يخبره... فإذا بالشيخ سالم يسأله، كم يساوي هذا المقدار من أطنان الذهب من وزن الجنيه الذهب... استسخف الموظف السؤال ثم قال إنها عملية طويلة تحتاج إلى آلة حاسبة. فإذا بالشيخ سالم يقول له ماذا تكون مكافأة البنك لي... إذا قمت أنا خلال ربع ساعة بإعطائك كم جنيهاً ذهباً تساوي هذه الأطنان؟؟؟ دهش الموظف... واتصل بالإدارة... ضحكوا... وقالوا له عندنا حفل عشاء في أفخم فندق.
ابتعد الشيخ سالم إلى أحد أركان الغرفة... وعكف على أصابع يديه... وبعد أقل من ربع ساعة نادى سكرتيره... وقال له أكتب هذا الرقم... وأملى رقماً طويلاً. وتأكد من صحة رصده... وقدمه السكرتير إلى الموظف المختص... الذي قام بإبلاغه إلى الإدارة.
وظهرت الصحف في اليوم التالي بعنوان (مدير البنك الأهلي السعودي (Calculating Machine) سألت الشيخ سالم أيام كنت أعمل معه... كيف؟؟؟ ولم يزد على أن ضحك وقال: كيف أصبحت مدير البنك الأهلي التجاري... أول بنك سعودي في المملكة.
وبعد،
فالذي أدخلنا أسواق الذهب اليوم... هو كاتب التحليل الاقتصادي في جريدة المدينة المنورة، الذي قال كلاماً كأنّه ينذر، بعاصفة ذهبية يمكن أن تجتاح أسواق المال والأعمال، ومع أني - والحمد لله - لست من الذين يمكن أن تؤثر عليهم هذه النذر، فإن مما وجدت أن القارئ يمكن أن يرحّب به، حتى لو كان مثلي... هذا السؤال عن الذهب... أين يذهب؟؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :921  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج