شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وهيب بن زقر... والليدي تشاترلي
أمَّا الأستاذ وهيب بن زقر، فليس بين قراء هذه الكلمة من يجهل أنه واحد من أكابر رجال المال والأعمال... وقد يحسن بي أن أقول إنه يتميّز عن المئات منهم في بلادي، بأنه سليل أسرة، فتحنا عيوننا على الحياةِ منذ ستين عاماً، ونحن نرى (آل بن زقر) تُجاراً ومن أهم مواد تجارتهم: (الكبريت)، و(أبو جنيه)... وقد يكون الكبريت مما لا يجهله أحد... أما (أبو جنيه) فلا أدري كيف انسحب من تجارة (آل بن زقر) وما الذي حل محلّه... ولكن الذي لا أنساه أبداً، أن (أبو جنيه) كان لا بد أن نراه، في أيدي وعلى شفاه كل مدخّن مدمن. ومع أنهم - وأعني (آل بن زقر) دخلوا سوق التدخين بما كان يسمى (أبو مقص) الذي تهافت عليه القادرون على أن يدفعوا هللات أكثر ثمناً للعلبة فإن الأمريكان - إذا صدق ظني - قد استطاعوا أن ينافسوا منتجات بريطانيا من (أبو جنيه) و (أبو مقص) وأن يدخلوا الأسواق بـ(أبو أسطوانة) ثم بـ (أبو جمل)... ولا تسأل عن (الكنت) الذي استعمر ذوقَ الملايين. ذلك عن الأستاذ وهيب بن زقر الذي نشرت عنه مجلة اليمامة (تحقيقاً صحفياً) مثيراً، بما توافر فيه عن صراحة قد يندُر أن يمارسها رئيس مجلس إدارة بنك، كان من حسن حظ عملائه والمودعين فيه، ومعهم المساهمون أن يوجد (رجل مال وأعمال)، في مستوى (وهيب) بن زقر يتولى رياسة مجلس إدارته ليحقق الآمال في خَلاصِه - أو خروجه من عنق الزجاجة الذي كان الخروج منه مشكلةً تدور حول نفسها، منذ فترة طويلة.
أما عن ((الليدي تشاترلي))، فأعجب ما مرّ بي خلال الأسبوع الماضي، أن رواية (دي، اتش لورانس) بهذا العنوان، كانت تنام على صورة (وهيب ابن زقر) الكبيرة التي نشرتها مجلة اليمامة مع التحقيق والحوار... ورواية (D.H Lowrance) وجدت طريقها إلى المكتب الذي أمارس عليه عملي، لأني قررت أن أعيد قراءتها، ربما للمرة الثالثة منذ أهداني إياها صديق في القاهرة، أيام الشباب. ولا أخفي أن عندي أعمالاً أدبية معيّنة أشعر بحاجتي إلى العودةِ إلى قراءتها، ومنها - قصص المرحوم إبراهيم عبد القادر المازني - أو كتبه التي مارس فيها نقد بعض أعلام الأدب العربي القديم، وكذلك قصص سومرست موم القصيرة أو روايته الطويلة (حد الموسى).
وزاد من علاقة الأستاذ (وهيب بن زقر)، بالليدي تشاترلي، مقال الأستاذ تركي عبد الله السديري بعنوان (عشيق الليدي تشاترلي)... إذ قام من عُنيَ بترتيب أو تهذيب وضع الأوراق في مكتبي، بوضع مقال الأستاذ تركي إلى جانب الرواية، وعلى صورة الأستاذ وهيب.
والأستاذ وهيب، حين تتقرر له الشهرة (كرجل مال وأعمال) فإني أعلم أنه مؤهَّل بثقافة إنجليزية، لا أعرف شيئاً عن درجتها أكاديمياً، ولكني أعرف أن تأهيلَه لهذه الثقافة قد سبق تأهيلَه ليكون (رجل مالٍ وأعمال). ولكن أن تكون له علاقة (بالليدي تشاترلي)، فذلك هو السؤال؟؟؟
وقصة الليدي تشاترلي، واحدة من قصص الأدب الذي حظرت إنجلترا نشره وتداوله في بريطانيا فترة تجاوزت نصف قرن وكالعادة، فإن أي عمل أدبي، أو كتاب تقرر السلطةُ حظْر نشره وتداوله يدخل بسرعة البرق ساحة الرواج والتهافت على شرائه مهما كان تافهاً وسخيفاً... وليس ببعيد عن الذاكرة كتاب ذلك المرتد الذي ألّفه (مسحوقٌ بشري) وأصدره بعنوان (آيات شيطانية) فقد فتح الصراخ الذي انطلق من باكستان إلى مختلف بقاع الأرض، أبواب الرواج لهذا الكتاب الذي لا يستحق أن يوضع في غير سلة النفايات... فتح له أبواب الرواج على مستوى العالم من أقصاه إلى أقصاه، ومن عوامل الشد، الذي توفّر في الكتاب، استهتاره القذر والبذيء والسافل بثوابت المسلّمات في العقيدة الإسلامية السمحة. التي ظهر الإقبال والتهافت عليه أن الحاقدين عليها مع الناقمين والمتطلعين إلى المساس بأجمل وأنبل ما فيها، قد وجدوا في هذا القذر والاستهتار والعبث المدخول والمخبول ما أشبع نهمهم إلى الطعن، والشك ونفي الحقائق الثابتة.
وملامح الأستاذ وهيب بن زقر، من الملامح التي تحمل المتحدث إليه، على (إضافة) شحنة من ترجيح أن ما يختزنه من نقاط الحديث، أكثر كثيراً مما تسمع منه... ولهذا فإني أستبعد أن يكون قد عني بقراءة (عشيق الليدي تشاترلي)، ولكني - في نفس الوقت لا أستبعد أن يرحّب بقراءة الرواية في هذه الأيام وهو يقوم بجولاته الواسعة بين الدول التي تراسل بنك القاهرة السعودي، وقد زاد عددها على المئتين... في محاولة للتقليص الممكن، طريقاً إلى تطويق التوسُّع الذي لا يتفق مع مركز البنك وواقعه الذي كان... والذي سوف يكون في المستقبل القريب بإذن الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :936  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.