شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اختيار هذا العنوان
اختيار هذا العنوان، للعمود الذي يصافح القارئ يوماً بعد يوم، استغرق وقتاً طويلاً، كما فتح باباً للحوار بيني، وبين ابنتي (دلال عزيز ضياء) من جهة... ثم بيني وبين نفسي من جهة أخرى.
وكان ما فاجأتني به دلال، أنها ترفض فكرة أن أتفرغ لكتابة عمود في أي صحيفة. ومن رأيها أنه قد آن الأوان - بل هو قد آن منذ زمن طويل - لأن أتفرغ لأعمال فيها (إبداع)، كالقصة القصيرة مثلاً، أو استكمال ما بقي من قصة (حياتي مع الجوع والحب والحرب). ولأنّ (كل فتاة بأبيها معجبة)، فإنها مؤمنة - في ضوء ما قرأت لي من القصص القصيرة، ومن فصول (حياتي) تلك، بل ومن قصة (عناقيد الحقد) التي توقّفت عن كتابتها ونشرها في مجلة (اقرأ) أيام كان يرأس تحريرها الدكتور الأستاذ عبد الله منّاع، لأسباب وافقتُ المنّاع على أنها تسبب له انزلاقاً مع من تلامحتْ شخصيتُه في القصة وهو انزلاق من نوعٍ يزيد من المشاكل التي كانت تواجه المنّاع، أو كان هو يواجهها، وهذا رغم أني كنت أكتب فصول القصة، وليس في ذهني هذه الشخصية أو غيرها وإنما هي قصة يحتمل أن تكون فيها مشابه لشخصياتٍ كثيرة، كانت تعايشنا، أو كنا نحن نعايشها منذ أكثر من أربعين أو خمسين عاماً.
واللافت للنظر - أو هكذا توهّمت - أن قراء (عناقيد الحقد) كانوا أكثر استمتاعاً أو استيعاباً لأحداثها، وقد تأكد هذا الوهم، عندما اتصل بي أكثر من صديق من مكة وجدة، يستعجلني أن أكتب بقية الفصول... وأثار انتباهي أن الذين يتصلون ويستعجلون الكتابة، كانوا يبدأون حواراتهم، ويختمونها بضحكات عاصفة صاخبة... وكان هذا دعماً قوياً للاقتناع بالتوقف عن الكتابة كما التمس ذلك الصديق الدكتور عبد الله منّاع.
يرى القارئ أني قد استطردت، وابتعدت عن موضوع اختيار هذا العنوان رغم أن ابنتي ذكرتْني بأني كتبت تحت عناوين أرشق وأمتع، ومنها (نثار)... و(من القلب)... و(من يوم ليوم) ثم (نشر وطي) الخ...، وأضافت: (إننا لا ننسى أن أكابر كتاب (الأعمدة) في صحف مصر على الأخص، التزموا عنواناً لم يغيّروه طوال سنين، وفي الطليعة منهم بل (رائدهم) الأستاذ أحمد الصاوي محمد رحمه الله، فقد ظل يكتب عموده القصير في الأهرام بالذات، بعنوان (ما قل ودل)، طوال ما يقرب من ستين عاما...) فما الذي يجعلك تستطيبُ اختيارَ عنوانٍ جديدٍ وطويل هو: (مع الحياة ومنها)...
ومع أني كثيراً ما يعجبني أن تحاورني ابنتي، وأن يطول هذا الحوار أحياناً لساعات، إلاّ أني فضّلت أن أحاول إغلاق الباب بإجابات حرصت على أن تكون حاسمة، منها مثلاً: أن القصص القصيرة تملأ جميع صحفنا ومجلاتنا، وكُتَّابُها يُعدون بالعشرات، بين فتيان وفتيات فأين أذهب أنا مع هذا الزحام... وأضفتُ: (حتى الدكتور منصور الحازمي الذي يتصدى أحياناً لنقد ما يتاح له أن يقرأ من القصص يبدو لي أنه لم يعد يجد الوقت أو لن يجده لقراءة كل هذا العطاء المتلاحق). فإذا انتقلنا إلى الروايتين (حياتي مع الجوع والحب والحرب) و(عناقيد الحقد)، فإني أتساءل أين هي المجلة - بعد (إقرأ) التي تنشر الفصول الباقية من العملين؟؟؟ ثم قلت (لا تنسيْ يا بنيتي أني لا أنشر بدون طلب. وبعد ابتعاد الدكتور مناع عن (إقرأ) لم يطلب مني رئيس تحرير مجلة أن أنشر في مجلته بقية الفصول).
ثم:... (ما الذي لا يعجبك في العنوان الجديد؟؟؟ إني أشعر أنه رحب رحابة الحياة نفسها... وحافل حفولها بما لا حصر له من الشؤون والشجون... ((وكلمة)) -: (ومنها) تعني أننا نأخذ من هذه الشؤون والشجون، بل ومن الكثير من عطائها المتجدد يوماً بعد يوم، أو لحظة بعد لحظة... وفي ذلك ثراء وإثراء).
ومع ذلك فإنني حريص على أن أرضي (إعجابَكِ بي)... إذ أنوي أن أنشر - ولا أدري أين؟؟) بقية فصول (حياتي...) (وعناقيد الحقد)... في المجلة التي يقع عليها الاختيار من جهة، وتشعرني بالرغبة من جهة أخرى. بل قد أفاجئك إذا قلت إني سأنشر بعض المخزون من أعمالي، ومنه (صفحات من أدب الاعتراف) و(قصة علي بابا الأصفهاني) وغيرهما وهو كثير ينام في الأدراج.
أما أول ما سأوافي به هذه الجريدة بعد غد إنشاء الله، فوقفة مع معالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر (وزير المعارف)، في كتابه الذي تفضّل بإهدائه إليّ منذ أكثر من شهرين... وهو: (أي بنيّ - مقارنة بين ماضينا وحاضرنا)... ولا أبدأ به مجاملة أو تزلفاً لمقامه الجليل، وإنما لأن في الكتاب الكثير مما لعله كان يظل متناثراً، مرشحاً للضياع، لو لم يجد الدكتور وقتاً للإحاطة به واستيعابه وتقديمه وجبات شهيةً للجيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :809  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج