هواي بأهل أيبيريا قديم |
فهم حبي ولو طال المطال |
لنا فتحوا صدورهم مُقاماً |
نِعِمَّا منهم تلك الخصال |
وقد وقفوا وما زالوا بصدق |
تجاه الحق رغم من استمالوا |
هتفنا شاكرين لهم وقلنا |
إليك تُشد أيبيريا الرحال |
وسرنا مسرعين ونحن شوق |
وشوق العاشقين له انفعال |
وقالوا إن في ماربيه بحراً |
وجواً لا يضارعه جمال |
شددنا صوبها براً وجواً |
فكانت مثل ما وصفوا وقالوا |
أماريبيا أقول ولست أدري |
أجناتٌ أرى أم ذا خيال؟ |
ففيك المسجد العالي بناه |
أمير للتقى دوماً مثال |
يسبح في مصلاه أناس |
بحمد الله جل هو الجلال |
وآيات من القرآن تتلى |
وعفو الله كان هو السؤال |
وصوت للآذان به تعالى |
تردد رجعه تلك التلال |
حباك الله مربيا جمالاً |
تتيه به الروابي والجبال |
مفاتن أينما يممت وجهي |
وسحر إنه السحر الحلال |
بنوت الدين والدنيا فطوبى |
ففيك تجمعت أسر وآل |
وصحب كاد يطويه ابتعاد |
فلا خِلٌ يرى منهم وخال |
أماربيه قد سماك صب |
به مر الأحبة حين مالوا |
مشى خلف الركاب إلى استبونا
(1)
|
إلى حيث استبوه ثم زالوا |
تذكر حين عاد فراح يبكي |
زماناً فيه كانوا ثم زالوا |
على شطآنك انتثر الصبايا |
جمال زلزلت منه الرجال |
وحورٌ خلتهن خرجن تواً |
وهذا البحر كان هو الظلال |
معارض من صدورٍ عاريات |
وإغراء ينادينا تعالوا |
لقد جئت الغداة وفي صبر |
وإني عائد صبري محالُ |
أرى هذا الجمال ولا سبيل |
إليه لا الوصول ولا الوصال |
طفقت أجوب شطآنا لعلي |
أرى فيها يتاح لي المجال |
فلا ليلى لقيت ولا سليمى |
ولا ظعن لحقت ولا رحال |
فبت أسامر الأشجار وحدي |
ولا صبر لدي ولا احتمال |
وكاد اليأس يغلبني وإذ بي |
أراها قلت من قالت مريَّا |
مريَّا يا حبية ما دهاك |
إليَّ إليَّ يا روحي إليَّا |
أتسأل يا ترى عمَّا جرى لي |
وأنت به العليم أجل وبيَّا |
فديتك لا تقل وضح الفداء |
لقد جربته زمناً مليا |
ولكن لم أطق صبراً فحزني |
أهدهده وأبكيه العشيا |
فكنتُ أسائل الركبان عمن |
بلاني وابتلى قلباً فتيا |
فلا هند ولا ليى ولبنى |
بَلَغْن من الهوى شيئاً وشيا |
وكنت عرفت أين أنا يقيني |
نعيش هوىً رضعناه سويا |
برغم أساك قولي يا مريا |
لقد ذقت العذاب به سِنِيّا |
برغم أساك جئت إليك علي |
أكفِّر هل ترى ترضى عليّا؟ |
أأرضى.. كيف لا أرضى وقلبي |
لعمري ما سلا أبداً مريا |
أماريّا أعدت إليّ قلبي |
فلا هجر يعود ولا ارتحال |