شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رَأي
حضرة الأديب الفاضل الأستاذ الكبير عبد القدوس الأنصاري المحترم:
رئيس تحرير مجلة المنهل الغراء..
تحية كريمة،
تطلب مني أن أدلي بما أنتظره للعالم الإسلامي والعربي في عام 1388هـ. ولقد وددت أن أعتذر عن أن أسهم في خوض وتكهنات لا أميل إليها بطبيعتي. وقد ينبو عنها الواقع، وتدحضها الحوادث المفاجئة وما أكثرها وأقساها في هذا العصر الذي تعقدت مشكلاته، وتلوّنت اتجاهات قادته وأساطينه بشتى الفكر والنظريات والمذاهب الصحيحة السليمة، والمنحرفة الشاذة. حتى تركت الإنسان في حيرة من أمره في دنياه وحياته. إلا من عصم الله بنوازع من إيمانه وعقيدته.
ومن يرى حالة المسلمين والعرب في مختلف أقطارهم الآن يجد فريقاً غير يسير منهم قد غمرته موجة من البلبلة. وانجرف مع تيارات الآراء والفلسفة العقدية المادية، مما جعل مجال النظر والاستكناه في مستقبل الشعوب الإسلامية والعربية محاطاً بكثير من عدم الاستقرار وعدم الاطمئنان. وبسياج كثيف من الشكوك والريبة في تحقيق الأمل المشرق البسام، وإقامة حصون الوحدة والقوة والمنعة أمام الأطماع والأحقاد التي تغلي في صدور أعدائهم الذين لا يألون جهداً في تحطيم كل مقدراتهم الدينية والاجتماعية والسياسية ما حانت لهم فرصة ووجدوا إلى ذلك سبيلاً.
وهذه نظرة لا شك قاتمة سوداء، أقرب إلى التشاؤم منها إلى التفاؤل. لا يزيل غشاوتها، ويجلو مرائيها إلا ما تطويه نفوسنا من عقيدة راسخة وإيمان جازم في أن الله لا بد أن يعز دينه وينصر من ينصره.
وإلا ما نأمله ونرجوه في رجال العرب والمسلمين وولاة أمورهم المخلصين، أن ينيبوا إلى الله في جميع أمورهم. وأن يهتدوا بهدي كتابه وسنة نبيه في كل ما يمارسونه من أمور دنياهم لصلاح بلادهم وشعوبهم، وأن لا يركنوا إلى أعداء الله - أياً كانوا في شرق أو غرب - في ضمان حقوقهم، واسترجاع ما سلب من ديارهم وتراثهم ومقدساتهم، وأن يعتمدوا بعد الله على أنفسهم ووحدتهم وتكتلاتهم واعتصامهم بحبل الله. وأن يغسلوا ما ران على قلوبهم وعقولهم من نظريات ظهر زيفها. وآراء ومذاهب كانت مصدر الويل والثبور على عديد من بلاد العرب والمسلمين.
وإن ما نراه من دعوات علت وانتشرت في الآفاق الإسلامية والعربية، تنادي مخلصة إلى وحدة الصف والهدف بين العرب والمسلمين. وإلى اتحاد الكلمة والاستمساك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها، وإلى مجابهة المشاكل والكوارث والصمود أمام البغي والطغيان في ميادين المكافحة والنضال، مجابهة إيجابية فعّالة، تهون فيها النفوس والأموال، وتظهر فيها شجاعة وفدائية الأبطال. فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. وإن الله ناصر من نصره. والله عزيز ذو انتقام. إن ما نراه من هذه الدعوات تبشرنا ببشائر النصر والتأييد من الله وحينئذ يفرح العرب والمسلمون بالمجد المؤثل والسؤدد المؤزر، والتقدم والنجاح في كل مجالات الحياة. ومن الله نستمد العون في كل أحوالنا. وعليه وحده الاتكال في جميع شؤوننا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.