شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آلام وآمال
نحو أمتي ووطني
نفسي مروعة وقلبي يخفق
والفكر في جو الظنون محلق
في ليلة حاك الجمود ظلامها
والهم أوسعني اضطراباً يقلق
ما ذاق فيها الطَّرف من طعم الكرَى
سِنَةً،وكنت كما يكون الشَّيِّق
وأقض مضطجعي وأنهكني الأسَى
والهم يودي بالأبي ويؤرق
ولَكم أسوت القلب وهو مُوَلَّهٌ
وكففتُ دمعي وهو هامٍ مغدق (1)
حزناً على أحوال أمتي التي
ما زال يرديها الشقاق المعرق (2)
مالي أراها والحوادث حُوَّمٌ
يقظى تبيد السادرين وتسحق
تنصاع للأمراء لا تبدي قِلاً
وتدين إذ يسطو عليها الأحمق (3)
ما قط قاد إلى الرقي زمَامَها
من بعد حكم (الراشدين) مُوَفَّقُ
ألقى بنو مروان نحو شآمهم
نظراتِ إصلاح فضاءتْ جلَّق (4)
وعنى بني العباس أمرُ عراقِهم
فزها بجهدهم العراق المشْرقُ
والترك ما نظروا لغير بلادهم
نصفيهم منا الوداد ونمذق (5)
ومضى الحسين بقضه وقضيضه
وبنو الحجاز هم هم لم يرتقو
درجوا على الجهل المشين عصورهم
ونأوا عن الإصلاح، وهو الأليق
فقضوا كما يقضي الكسول حياتهم
نفس ملوّعة، وعيش ضيق
* * *
أسفي على وطني العزيز وماله
راع يقوم بأمره مترفق
لعبت برقعته السياسة جهدها
وغدا كشلْوٍ ذائبٍ يتمزق
كم من مصائدَ عُتَّدَتْ لثبُوره
وسهام أضغانٍ إليه تُرشَّقُ
ما ناء عنه من المصائب فيلق
إلاّ وعن كثب تبدى فيلق!
في كل يوم يستجد له عَلَى
كرسيِّه ملك يصول وينعق
هذا يُمنِّيهِ السعادة ساخراً
منه، وذلك بالهدى يتشدَّق
والكل لم نرهم لغير شقائه
عملوا - وما أغناه ذاك المنطق
ما سادَ هذا العرشَ إلاّ طامعٌ
جَشِعٌ، وآخرُ غادرٌ متملق
ولهي على وطني العزيز وأهلُه
عبثت بهم أيدي الهوَى فتفرقوا
ألِفوا الخضوعَ لكل باغٍ غاشمٍ
وسعَوْا لهدم فخارهم فتوفقوا
(علماؤهم) بين التجاهرِ بالهُدى
والخوفِ من بطش المُمَلَّكِ أخفقوا
(ورجالهم) لا يدأبون لغير ما
يرضي الظلومَ. فجاهد ومُحلَّق
أما (الرعاع) (فسينما) متجسم
يتحركون كما ابتغى المتفوِّق
* * *
آه أيا وطني المجيد متى أرى
شمس الحضارة في الرُّبَى تتألق
ومتى أراك متوجاً بجلالة،
أيدي العلوم تحوكها لا تمزق
ومتى أرى أبناك قد جنحوا إلى
كسب العلا وعلى الفضائل أطبقوا
وأراهم نبذوا الصغائر وابتغوا
سبل الفخار وبالنظام تعلقوا
وأراهمو اطّرحوا الضغائن وانبروا
يتآزرون ليُستباح المأزق
وأرى الجمود تحطمت أصنامه
ومضى الظلام ولاح صبح مشرق
وأرى العمائم هُدِّمَتْ أبراجها
إن العمائم للتقدم مِزهَق
وأرى السعادةِ طنَّبتْ بربوعنا
وأرى الهناء مَسيلهُ يتدفق
وأرى العدالة حلَّقت بسمائنا
والحرُّ موفور الكرامة ينطق
يبدي لنا الحق الصراحَ مُوضِّحاً
ويرد كيد المعتدي لا يفرق
ويبين عن خدَع السياسة حينما
في سَلبنا السُّواسُ لا تترفق
وأرى الأماني البيضَ وهي حقائقٌ
وأراك بالإجلال دوماً ترمَق
* * *
وطني بنفسي أفتديه فحبذا
موتي لسعدك والممات محقق
ما مات من خَلَدت صحائفُ مَجده
ولسعيه الوطنُ العزيزُ مصدق
 
طباعة

تعليق

 القراءات :735  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج