يا موطني حييت من |
وطن تحييك الدهور |
فلأنت بعد اللَّه لي |
أسمى المقاصد والأمور |
بعث المسرة والهنا |
ماضيك في أقصى الضمير |
وأهاج نيران الأسى |
في النفس حاضرك الكسير |
إن ما نظرت إلى السوا |
لف يوم كنت بلا نظير |
أيام كان بنوك في |
عيش يجللهم نضير |
يزهون بالشمم الأشم |
وعدلهم بين العشير |
وخليقة شهد الخلا |
ئق طيبها كشذى الزهور |
تعنو لصولتك الجبا |
بر كالبغاث
(1)
لدى النسور |
تزجي الهباة لمن أرا |
د عطاءك الوافي الوفير |
وتذيق أجناد البغا |
ة عذابك القاسي العسير |
ولك المجادة
(2)
مفرداً |
بين الممالك والصدور |
أزهو كما الطاووس يز |
هو، ثم أفخر عن غرور |
ما الفخر بالماضي سوى |
فخر المشايخ بالقبور |
الفخر كل الفخر في |
مجد جديد لا يمور |
يبنيه شعب باسل |
بالسيف والعلم الغزير |
* * * |
وطني وقد حاقت بنا |
زمر الخطوب ولا نصير |
مالي أرى أبناك قد |
جنحوا إلى سكنى الخدور |
وتصامموا حتى كأنـ |
ـهم صلاد من صخور |
عن صوت محتدم الجلا |
د تجاه بابك والنذير |
أفثلمت تلك العزا |
ئم أو قضى قاضي الثبور |
أم أخلدت تلك النفو |
س إلى الجبانة والفتور |
ويح الجبان إذا استطا |
ر لهيب قاصمة الظهور |
يدع الديار بلاقعاً |
والحر في قيد الأسير |
والموت خير للفتى |
تحت المناصل والقتير |
من ذلة تدع الأبي |
مطية العسف المرير |
* * * |
قومي وما شعب حوى اسـ |
تقلاله العالي الكبير |
وبنى أريكة ملكه |
وسما على البدر المنير |
إلا بتضحية المصا |
لح والرئاسة والسرير |
والسعي جمعاً في اجتلا |
ب الخير للوطن الخطير |
لم يعنه الإصلا |
ح بنيه في خلق وخير |
وجهاده في بث أنـ |
وار المعارف في القصور |
ونواله حرية.. |
في ضمنها النفع الكثير |
ما قط خر أمام عا |
صفة المظالم للأمير |
وعلى مجاري الحق سا |
ل مكرماً دمه الطهور |
قومي كذلك فلتكو |
نوا تدركوا العز الجدير |