شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به الأستاذ خليل الفزيع ))
ثم تحدث الأستاذ خليل الفزيع فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم... كم أنا سعيد بهذا اللقاء وبهذه المناسبة التي تجمعني بهذه النخبة الطيبة من مثقفي بلادي، لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه لأنه أتاح لي فرصة اللقاء بكم... ولا شك أن مثل هذا التواصل بين مثقفي بلادنا. المترامية الأطراف يتيح لنا إلى جانب التعرف المباشر فرصة طرح بعض همومنا وهي كما تعلمون هموم كثيرة.
- الحديث عن الذات ربما لا يكون محبباً إلى النفس، لكن طالما هذه العادة هي واحدة من طقوس هذه الأمسيات الأدبية، فيبدو أنه لا مفر لي من الحديث عن نفسي.
- ولدت في مدينة الأحساء في واحة الأحساء وفي إحدى قراها عام 1363هـ كما هو مدون في حفيظتي. وقد يعود تاريخ ميلادي إلى قبل هذه السنوات.
- تلقيت تعليمي الأولى في قرية القشة، وانتقلت فيما بعد إلى مدينة الهفوف حيث واصلت الدراسة في المعهد العلمي، لكني لم أوفق في إكمال دراستي لأني كما يبدو كنت تلميذاً فاشلاً.
- في بداية حياتي عملت بناء، ثـم وجدتها فرصة والتحقت بالوظيفة الحكومية عندما أعلن عن بعض الوظائف، وهي طبعاً وظائف تتناسب مع المؤهل المتواضع، حاولت أن أعوض عدم إكمالي الدراسة بالتثقيف الذاتي، قرأت كثيراً.
- كانت أول بداياتي مع الوظيفة موظفاً في إدارة التعليم في الدمام بالمرتبة الثامنة القديمة. كان هذا الراتب المتواضع يذهب أغلبه لشراء الكتب فأنفرد بالقراءة، أحاول أن أعوض ما فاتني من الدراسة النظامية.
- تعرفت على الصحافة في وقت مبكر عن طريق النادي الأدبي الذي كان ينظمه المعهد العلمي في الأحساء، وكانت هناك بعض الأسماء المعروفة تصل في هذا العهد، كـان شيخنا الأستاذ عبد الله بن خميس مديراً للمعهد وكـان المنتدى الأدبـي في هذا المعهد قد خرَّج العديد من أدباء المنطقة المعروفين حالياً ومنهم الأستاذ عبد الله شباط، ومنهم الشاعر عبد الرحمن حواس، والشاعر حسن الحبيبي، ومجموعة من الأسماء التي لا تحضرني الآن.
- التحقت بالوظيفة الحكومية في مدينة الدمام، وكانت فرصة لأن أعمل في جريدة الخليج العربي التي كانت تصدر في مدينة الخبر إلى جانب عملي في الوظيفة الحكومية. ولعله من المناسب أن نلقي ضوءاً على الصحافة في المنطقة الشرقية.
- فقد عرفت المنطقة الصحافة العربية ابتداءاً من عام 1373هـ، عندما ظهرت مجلة قافلة الزيت التي يرأس تحريرها الأستاذ شكيب الأموي فترة من الزمن، وباعتباره عاصر هذه الفترة لعله يصحح لي بعض المعلومات خاصةً فيما يتعلق بتاريـخ الصدور.. أظنها صـدرت عام 1373هـ وفي عام 1374هـ صدرت جريدة الظهران، ثم تحولت في نفس العام إلى أخبار الظهران. وفي العام ذاته وهو 1374هـ صدرت مجلة الفجر الجديد، كـان يصدرها أحمد يوسف الشيخ يعقوب، لكنها لم تستمر طويلاً. وفي عام 1375هـ صدرت مجلة الإِشعاع، وهي أول مجلة ثقافية تصدر في المنطقة الشرقية، أصدرها الأستاذ سعد البواب واستمر صدورها حوالي سنتين. في عام 1376هـ صدرت مجلة الخليج العربي أصدرها الأستاذ عبد الله شباط، ثم في العالم التالي انتقلتْ إلى الخبر لتصدر كجريدة، تولى رئاسة تحريرها الأستاذ أحمد محمد نقي الذي كان في ذلك الوقت مديراً للمرور. وعن طريقها ظهرت على الساحة الثقافية في المنطقة بعض الأقلام التي ساهمت ولا تزال تساهم في حياتنا الثقافية كالأستاذ عبد الله شباط، الأستاذ عبد الرحمن العبيد، وبعض الأسماء الأخرى. ويتوالى الإِصدار الصحفي بالنسبة للمنطقة الشرقية، فتصدر عام 1379هـ إن لم تخني الذاكرة جريدة قافلة الزيت وهي الصنو الآخر لمجلة قافلة الزيت. وكانت آخر المطبوعات العربية التي صدرت في المنطقة الشرقية قبل صدور نظام المؤسسات الصحفية.
- ولقد عرفت المنطقة الشرقية الإِصدار الصحفي باللغة الإِنجليزية قبل أي منطقة أخرى، في عام 1365هـ صدرت مجلة عالم أرامكو، مجلة فصلية تصدر كل شهرين أو كل ثلاثة شهور وتهتم بشؤون الشرق، وتعرف الغربيين على حضارة الشرق وثقافتهم إلى جانب هذه المجلة التي تصدر بالإِنجليزية أيضاً صدرت مجلة الشمس والوهج عام 1369هـ، أي قبل صدور أية مطبوعة باللغة العربية. وكانت هذه النشرة أو هذه الجريدة التي تصدرها أرامكو تصدر في منطقتين، كانت الشمس تصدر في الظهران، والوهج تصدر في رأس تنورة، وجمعتهما أرامكو لتظهر جريدة الشمس والوهج.
- فيما بعد جاء نظام المؤسسات الصحفية لتنظيم سير العمل الصحفي بشكل أكثر تنظيماً، يضمن استمرار الصحافة، أو يضمن استمرار صدور الجريدة، بصرف النظر عما يتعرض له رئيس تحريرها أو صاحب امتيازاتها من ظروف، قد تمنعه من مواصلة الإِصدار. جريدة اليوم صدر العدد الأول منها في الشهر العاشر من عام 1384هـ بعد صدور نظام المؤسسات بعام تقريباً وكان أول مدير عام لها هو الشيخ عبد العزيز التركي، وأول رئيس تحرير لها هو الأستاذ حسين خزندار.
- ومع أني بدأت العمل في مجلة الخليج العربـي، لكن بدايتي الحقة كانت مع صدور أول عدد من جريدة اليوم. كنت وقتها كما ذكرت موظفاً في إدارة التعليم، وكان الشيخ عبد العزيز التركـي مديراً للتعليم، وكان لا أقول يسخرنا بل يكلفنا بالعمل والدوام في الجريدة والإِدارة. وبدأت إدارة الجريدة بأربعة أشخاص هم المتحدث إليكم، والشيخ عبد العزيز تركي، والأستاذ فهمي بصراوي كنائب للمدير العام، والأستاذ حسين خزندار. كنا ثلاثة نحرر الجريدة ونشرف على طباعتها وللعلم كنت أصغرهم سناً فقد كنت مكلفاً بهذه المهمة الصعبة.
- استمرت اليوم وصاحبتها مصححاً، ثم محرراً، ثم سكرتيراً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، ثم نائباً لرئيس التحرير، وأخيراً رئيساً للتحرير.
- في هذه الفترة عام 1389هـ دعاني أحد الأصدقاء للعمل بقطر لإِنشاء مجلة في قطر، وكانت اليوم لا يزال وضعها متواضعاً، وكنت أشعر أن غيابـي عنها لا يؤثر على مسيرتها من قريب أو بعيد. فرحلت إلى قطر وأنشأت هناك مع أحد الإِخوان القطريين مؤسسة العهد التي أصدرت مجلة العهد الأسبوعية، وأصدرت مجلة الجوهرة النسائية، ثم أصدرت كتاب العهد، وهو كتاب شهري يهتم بنشر إنتاج الشباب القطريين في العلوم والثقافة والفنون.
 
- في عام 1401هـ عدت إلى الحبيبة الأولى اليوم لأجدها قد سارت خطوات واسعة في طريق التطور، فكان لا بد أن أشارك في هذا التطور بجهدي المقل، وجهد إخواني الذين أعتز بزمالتهم والذين أُرجع لهم الفضل في أي تطور حدث لليوم.
 
- هذه كما ترون مسيرة أو خطوط عريضة لمسيرة حياة المحتفى به. أرجو أن يكون فيها ما يفيد، وأرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم.
 
- هناك جانب من هذه الحياة ربما في زحمة العمل الصحفي قد توارى قليلاً وهو قيامي بكتابة القصة، فقد أصدرت ثلاث مجموعات قصصية هي: الساعة والنخلة، النساء والحب، وأخيراً أسود الخميس. هناك كتاب قديم صدر عام 1385هـ جمعت فيه بعض الدراسات النقدية أو المحاولات النقدية التي بدأت أكتبها قبل ذلك التاريخ في مجلة اليمامة قبل صدور نظام المؤسسات الصحفية، وشاركت قبل ذلك في محاولات نشرت في الرائد والقصيم وقريش، كلها حجبت كما تعلمون. وإذا كنت أعتز بشيء فإني أعتز أكثر بما ساهمت به في مجال القصة، خاصةً وأن هذا المجال في البدايات لم يكن مطروقاً بالشكل الذي نراه الآن. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :700  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.