شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((بين لحظ وقامة))
بظل الصبا حيث الملائك خشع
ومهد الهوى حيث المها تتمتع
وحيث الصفا يرتاد في جنباتها
وحيث الردى أمواجه تتدفع
تركت فؤادي بين لحظ وقامة
فذلك يعميه وتلك تقطع
((فللَّه قلبي ما أجل اصطباره
وأثبته، والسيف بالسيف يقرع))
وواحر نفسي يوم قيل لها اصبري
فما للذيذ الوصل نيل ومطمع
تروين ما عنه الليوث تراجعت
مولهة، والقلب منه مروع
ألا كفكفي من غرب أطماعك التي
تجر عليك الويل، والويل يصرع
* * *
وما أنس م الأشياء لا أنس ليلة
غُدَافِيَّة والنوء فيها مسفع
تخطيت فيها أدوراً إثر أدور
ورحب فناها بالعواذل مترع
أسارقهم خطوي كأني مجرم
يطارد لا يهنيه نومٌ ومضجع
فما زلت حتى أن وصلت لدارها
وما هي إلا أن تولت ترفع
تقول ألا ويح المهاجم غرة
أما أبصرته حرس الحي يقطع!
فقلت لها.. رقي لمضنى صبابة
غداً لمرارات الهوى يتجرع
وما - ويمين الحب - زور لي الردى
وطوح بي، إلا الرجاء المشجع
حنانيك! رفقاً ما لقلبي منتأى
عن الحب، ما للحب هول موقع
ورحماك! لي، فالسيل قد بلغ الزبى
ولم يبق في قوس النصير منزع
فعادت ودمع العين خضل نحرها
وأبدت محيا زانه الورد يسطع
وقلت: - ألا لا بارك اللَّه في الذي
له كل يوم في التقاصي تطلع
بربك فاغفر لي تمادي قسوتي
وما أنا قبل اليوم إلا مرقع
لصوت وشاة - لا سقى اللَّه تربهم
- يقولون هذا في الهوى متصنع
وما برحت تبدي اعتذاراً ألذ لي
من الناي نغماً يطربني وينفع
وظلت تعاطيني الحديث كأنه
نثار زهور، أو جمال مرصع
فسرت ضباب الحزن عني وخلتني الـ
ـنبي له بلقيس والكون طوع
* * *
وما راعنا إلا دجى الليل هارب
أمام جيوش النور، والطير تسجع
فقمت على أنقى من الزهر شيمة
وما شيمتي إلا العفاف الممنع
وودعتها، والكل منا مسائل
((أهل لتلقانا معاد ومرجع))
21/6/43هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج