بظل الصبا حيث الملائك خشع |
ومهد الهوى حيث المها تتمتع |
وحيث الصفا يرتاد في جنباتها |
وحيث الردى أمواجه تتدفع |
تركت فؤادي بين لحظ وقامة |
فذلك يعميه وتلك تقطع |
((فللَّه قلبي ما أجل اصطباره |
وأثبته، والسيف بالسيف يقرع))
|
وواحر نفسي يوم قيل لها اصبري |
فما للذيذ الوصل نيل ومطمع |
تروين ما عنه الليوث تراجعت |
مولهة، والقلب منه مروع |
ألا كفكفي من غرب أطماعك التي |
تجر عليك الويل، والويل يصرع |
* * * |
وما أنس م الأشياء لا أنس ليلة |
غُدَافِيَّة والنوء فيها مسفع |
تخطيت فيها أدوراً إثر أدور |
ورحب فناها بالعواذل مترع |
أسارقهم خطوي كأني مجرم |
يطارد لا يهنيه نومٌ ومضجع |
فما زلت حتى أن وصلت لدارها |
وما هي إلا أن تولت ترفع |
تقول ألا ويح المهاجم غرة |
أما أبصرته حرس الحي يقطع! |
فقلت لها.. رقي لمضنى صبابة |
غداً لمرارات الهوى يتجرع |
وما - ويمين الحب - زور لي الردى |
وطوح بي، إلا الرجاء المشجع |
حنانيك! رفقاً ما لقلبي منتأى |
عن الحب، ما للحب هول موقع |
ورحماك! لي، فالسيل قد بلغ الزبى |
ولم يبق في قوس النصير منزع |
فعادت ودمع العين خضل نحرها |
وأبدت محيا زانه الورد يسطع |
وقلت: - ألا لا بارك اللَّه في الذي |
له كل يوم في التقاصي تطلع |
بربك فاغفر لي تمادي قسوتي |
وما أنا قبل اليوم إلا مرقع |
لصوت وشاة - لا سقى اللَّه تربهم |
- يقولون هذا في الهوى متصنع |
وما برحت تبدي اعتذاراً ألذ لي |
من الناي نغماً يطربني وينفع |
وظلت تعاطيني الحديث كأنه |
نثار زهور، أو جمال مرصع |
فسرت ضباب الحزن عني وخلتني الـ |
ـنبي له بلقيس والكون طوع |
* * * |
وما راعنا إلا دجى الليل هارب |
أمام جيوش النور، والطير تسجع |
فقمت على أنقى من الزهر شيمة |
وما شيمتي إلا العفاف الممنع |
وودعتها، والكل منا مسائل |
((أهل لتلقانا معاد ومرجع))
|