فديتك من دار بيثرب رحبة |
تقل أناساً من مشيب وأمرد |
إليك يميل القلب وقت هنائه |
فإنك مأوى كل حر معبد |
وفيك ثواء العالمين مطيبه |
وليس وأيم اللَّه غيرك مقصدي |
ويا لك من دار وقفت حيالها |
ضحى فأنارت مدمعي وتوددي |
وأسلمت روحي والفؤاد لأهلها |
وفيه الخوالي عاتبوني وحُسدي |
فباللَّه يا خالي الفؤاد تروين |
ولا تلق منها كنت أول موجد |
فدع عنك هذا اللوم وابغ سواه من |
معاذير حتى تسمعن بمشهدي |
فإنك قدماً قد تكلفت زجرتي، |
فلم تلق مني غير أصعب مقود |
ففي ذمة الأحقاب ما قد رأيته |
محاسن تصبي نهية المتعبد |
مغانٍ لها في القلب حب وتوقة |
وفي النفس لوعات تذيب تجلّدي |
وأشتاقها دوماً لما قد رأيتها |
تحن على النائي بطرف مسهد |
فقد نهكتني عاديات مظالم |
أصارت فؤادي كالهشيم الموقد |
وما لي صديق الوعد صادق منصفي |
وما لي من ندب بهدية أهتدي |
سقى اللَّه تلك الدار دار معزة |
بديمة هطال مسيل ومزبد |