دعنا من الإنس خل الأنس يرتحل |
ما لي وللأنس قد حاقت بنا القيل |
الأنس يجمل إن طابت مواطننا |
من كل غم، وطاب القلب والنزل |
آه خليلي لو أن الدهر أنصفني |
ما كنت أخذل والأبطال تقتتل |
لا تعذلني فإني مغرم بعل |
أفديه نفسي، فقد يكفيني العذل |
كنا وكانت جميع الناس ترمقنا |
بالعز والعجب، فاسأل هل لنا مثل! |
منا الملوك ومنا الناصرون إذا |
ما ناب قوماً دواه ما لها قبل |
واليوم عدنا ولا علم ولا نشب |
نخطو به لا ولا جاه ولا طلل |
بادت ممالكنا والعسف أنهكنا |
بين المظالم والإرهاق نشتغل |
بالذل قادتنا والروع قد وسموا |
بل لم يهبوا ونار الظلم تشتعل! |
هذي الخلال أضاعت مأملي وبرت |
قلبي ونفسي، ودمعي صيب هطل |
صبراً يقولون إن الضيق منفرج |
تتلو الشدائد أفراح هي الأمل |
نعم المقال، ولكن عز مصطبر |
أنى نرى العز قد ضاقت بنا الحيل! |
يا قوم هبوا سراعاً نحو ملحمة |
نكسى بها ثوب أكبار كفى الجدل! |
لا تضجروا وأقيموا صدر منجرد |
قيد الأوابد، لا يبليكم المذل |
المذل أفتك داء المرء ليس له |
برء، كذلك داء الجهل يعتقل |
بين الأماني وبين الفوز مهمهة |
حفت بكره وأرزاء لها أجل |
تلك المصاعب إن قامت لها نجب |
تنزاح تالله لا يغشاكم الوجل |
سيروا بعزمكم خوضوا بحرفكم |
بالاتحاد ينال الطلب والأمل |