شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
[دعنا من الأنس]
دعيت للتفسح والتنزه خارج البلاد في أواخر الصيف كما هي العادة الجارية. وكنت آنذاك مكمود الخاطر متألم الضمير من أحوال الوطن ورجاله، فقلت على البديهة:
دعنا من الإنس خل الأنس يرتحل
ما لي وللأنس قد حاقت بنا القيل
الأنس يجمل إن طابت مواطننا
من كل غم، وطاب القلب والنزل
آه خليلي لو أن الدهر أنصفني
ما كنت أخذل والأبطال تقتتل
لا تعذلني فإني مغرم بعل
أفديه نفسي، فقد يكفيني العذل
كنا وكانت جميع الناس ترمقنا
بالعز والعجب، فاسأل هل لنا مثل!
منا الملوك ومنا الناصرون إذا
ما ناب قوماً دواه ما لها قبل
واليوم عدنا ولا علم ولا نشب
نخطو به لا ولا جاه ولا طلل
بادت ممالكنا والعسف أنهكنا
بين المظالم والإرهاق نشتغل
بالذل قادتنا والروع قد وسموا
بل لم يهبوا ونار الظلم تشتعل!
هذي الخلال أضاعت مأملي وبرت
قلبي ونفسي، ودمعي صيب هطل
صبراً يقولون إن الضيق منفرج
تتلو الشدائد أفراح هي الأمل
نعم المقال، ولكن عز مصطبر
أنى نرى العز قد ضاقت بنا الحيل!
يا قوم هبوا سراعاً نحو ملحمة
نكسى بها ثوب أكبار كفى الجدل!
لا تضجروا وأقيموا صدر منجرد
قيد الأوابد، لا يبليكم المذل
المذل أفتك داء المرء ليس له
برء، كذلك داء الجهل يعتقل
بين الأماني وبين الفوز مهمهة
حفت بكره وأرزاء لها أجل
تلك المصاعب إن قامت لها نجب
تنزاح تالله لا يغشاكم الوجل
سيروا بعزمكم خوضوا بحرفكم
بالاتحاد ينال الطلب والأمل
29/2/42هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :556  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج