ألا ما لهذا الظبي يعرض نائياً |
وينفر عني منعة وتحاشيا؟! |
سلوه: أيرجو أن يراني معذباً |
يناوئني الهجران منه تقاسيا! |
وألا أصاخ السمع منه لعاذل |
أتى بسقيم القول يبغي التلاهيا! |
سلوه سلوه عن ودادي وصدقه |
أيرفضه من بعد أن كنت وافيا! |
أيسلو؟! وقلبي فيه أضحى مدلهاً |
يسامر نجم القطب مصلاد باكيا |
أيعرض لا يلوي عليه ترحماً |
وكان له نحو الصبابة داعيا |
فمن فرط وجدي واشتعال نياره |
قطعت من الأرض العسير فيافيا |
رجاء التقائي بالظباء، وسربها |
عسى رقة منها تكون شفائيا |
وأسمعها حيناً أحاديث صبوتي |
لأطفئ غلّي أو يخف مصابيا |
ألا أيها العذال كفوا فقد كفى |
وما عذلكم إلا مزيداً تصابيا! |
دعوني دعوني باكياً ومولولاً |
لأندب حظي والليالي البواقيا |
فيا ويل نفسي من جواها وما جنت |
عيوني إذا كانت ترود المغانيا |
إلى ملك الآرام - والحب قاتل - |
((بسطت رجائي بعد بسط شكاتيا))
|
فواللَّه ما عن حبه لي مزحل |
((فإما بوصل بيننا أو فنائيا))
|
وباللَّه يا صحبي إذا ما شهدتم |
أفول سعودي فابلغوه سلاميا |
ورفقاً به لا تزعجوه بمشهدي |
وإياكم أن تخبروه بحاليا!.. |
فإني أسير في يديه وقد غدا |
يقيني حتى لو أباح ذماريا |
ولست - سوى الأفراح أرجو نعمه |
ليبقى قريراً - ابتغيه لنفسيا |
عسى بعد حين يرعوي عن جفائه |
فيحييني بالوصل منه تساخيا! |
فما أعذب الوصل الذي يعقب القلا |
فبعد الدجى تحلو لذاك شؤونيا |