شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كيف أدافع جَيش القدر؟!))
كان أول علاجي للشعر في السابعة عشر من عمري على غير علم بأوزانه وفنونه. اللَّهم إلا ذوق منحنيه الله أدرك به ارتباك الوزن واضطراب تفاعيله. وأتذوق به فاسد الكلام من صحيحه وحسن المعنى من قبيحه. وكنت بادئ بدء لا أميل إليه حتى أنطقتني به بواعث قاهرة، ونوازع جائرة. فما لبثت أن تعشقته وصبت نفسي إليه. فأسلست لها القياد وتبعتها في المراد وصرت أقتني دواوين الشعراء، أو أتصفح أشعار البلغاء. فأتيت بما ترونه في هذا الديوان الصغير:
وإن هذه الأبيات النافرة التي بالقصيدة أدناه من أوائل ما نظمت، وما أثبتها وكل ما نظم في سنة 41، 42، إلا رغبة - كما قلت سابقاً - في المقارنة بين شعر الطفولة وشعر الكهولة. وهناك تظهر الحقيقة فمعذرة.
ربيب ذكاء شقيق القمر
الا عطفة منك تمحو الكدر
أدر لحظاتك نحوي لكي
أرى بعض سعدي بذاك النظر
إلام أدوم شقياً إلى؟!
وحتّام هذا الجفا والخفر؟!
قضيت خريفي طريحاً على
فراشي أسامر نجم السمر
أفي شرعة الحق أن يستوي
ربيعي بذاك الخريف الأمر؟!
كذا قد قضى اللَّه أن اصطلى
فكيف أدافع جَيش القدر؟!
ألا إن لي فيك كل الحياة
فجد بالوصال لعلي أُسرْ
وإني لديك رهين فمر
تجدني لأمرك طوعاً أبر
حويت من الخُلق المجتبي
جليل صفات تفوق الدرر
ولكنني كلما أبتغي
لديك وصالاً وأرجو الظفر
أرى منك وعداً ولكن متى
أرى ذلك الوعد يبدي الثمر
فما أشبه الوعد بالبرق يبـ
ـدو منك ويخفي عديم الأثر
29/3/40هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :838  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.