توطئة |
بعد حمد الباري، والصلاة والسلام على النبي العربي، وعلى آله وصحبه وتابعيه: |
فبين يدي أرباب الأدب، وذوي اليراع |
أضع الجزء الثاني من
(1)
((
شوق وشوق
)): |
وهو ما ارتأيت تدوينه من نظم سني الصبا واليفاع |
ولن يجدوا فيه: |
سوى أبيات دبجها الصبا بأحلامه |
وصفحات وشاها قلم الصغير المبتدئ |
|
جعلها ذكرى حاله الآن في مستقبله، وسلوى فؤاده وقت انتفاضة من مشاغله وهي وإن نتجت عن عقل كليل، ورأي فطير، وقريحة خامدة، ونفس خاملة: |
غير أن الأديب لا بد أن يجد فيها بياناً حاكياً لضمير فتى شرع يخوض مُعترك الحياة، ونهض يباري النيِّرين، ويساجل الفرقدين بجهاده في المجتمع البشري. |
قد لذعت بنار الهموم حواشيه، وعركته المصائب في أغراضه ومراميه. يرتاح إلى سماعها، ويطمئن بالنظر فيها |
هذه هي باكورة أعمالي |
أقدمها. وهي الشقيقة لي في كل عيوبها. |
وما كنت لأبرزها لولا علمي: |
بأن الشعر لغة الشعور والوجدان، ولولا: |
رغبتي في إظهار ما انطوت عليه نفسي: |
من الخواطر، والأفكار، والنوازع، والآلام! |
ولا أكتمكم. أني لم أتلقَّ الأدب عن أستاذ مخصوص |
فألام إن لم أجد |
وما أقدمني على حمل القلم، واقتحام حومة الشعر |
إلا شدة تطلُّّع النفس إلى التشبه بأهل الفضل، ورجال الكمال. |
على أني مرتاح لما أرشد إليه من الإصلاح |
وأما رأيي في الشعر: |
فخيره ما كان مجلياً للحقائق. |
وإن كان هناك خيال: |
فإلى تصويرها، وتعظيمها في نفس السامع |
وختاماً. فالحكم لأُولي الحكم |
وأهدي هذا العمل إلى كل من يسجل الحقيقة ويناصرها.. |
والى كل من يسعى في سبيل الإصلاح جهد المستطاع |
وإلى من يبغض الجمود، ويكره النفاق، ويقلو المراء. |
والله ولي التوفيق |
|
|
|