فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
تحديد الحجيج وعودة الذاكرة وبرز إلإسلام، يجتمع وزراؤه في عمان، يمثلون مؤتمر المسلمين، يمتثلون بأمر الإسلام، فإذا قرارات تصدر طابعها الألم تناشد الأمل.. نصها - الذي أكتب عنه - هو التحديد لعدد الحجيج على كل شعب مسلم من أمة مسلمة، يؤدي الحج عدد محدود بنسبة ما تعرفه الدولة عن عدد سكانها، أو ما تعرفه صاحبة الشأن عن عدد دولة تكثر نسبة الحجيج منها، إلى آخر ما هنالك، بل إلى السبب إلى ذلك. صدر القرار، فالمسلمون أمة واحدة، فلا يرضى إسلامها أن تكون شعوباً، ولكن من اتخذ لنفسه أن يكون هو الوحيد لأسباب شتى يعوزها النسب ويخجل منها السبب ويضيع بها الحسب، فأبت - بوحي الكهنوت الإيراني - أرض سيبويه وابن المقفع، بل التي ولد فيها أحمد ابن حنبل، أبت الأرض مقهورة بالقاهرين، فرفضت قرار الإجماع، وللذكرى، كنت أدير الحج في جدة، وكان على الحجاج رسوم معروفة حينذاك فرضت لأداء الخدمات، فلم تكن أتاوة كما سبق ولم تكن خفارة كما اتسق، يوم كان يدفعها الحجيج، كانت أول الأمر في عهد هذا الكيان الكبير بل عهد عبد العزيز بن عبد الرحمن الملك البطل تؤخذ من الحجيج، وكنا نأخذها بطاقات لأنها دفعت هناك، وفي لحظة بارقة أصدر الإمام السلطان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن أمره يلغي الرسوم، لا يؤخذ من الحاج شيء، فالحاج حر هو الذي ينفق على نفسه، وكنا يومها في عجز من قلة السيارات - كما ذكرت من قبل - فأطرقت أقول لأكثر من واحد: انتظروا الكثرة الهائلة في العام القادم، فماذا سنصنع؟ سؤال البشر، لكن الأمر قد تغير، فإذا السيارات تكثر وإذا الطرق تعمر، بل حتى الذين وصلوا إلى أطراف السياج حملتهم الطائرات ليؤدوا الحج. لقد صنع عبد العزيز وأبناؤه، كل ما يريح الحجيج.. الأمن.. سعة السكنى.. اتساع المسجدين.. سداد بعض الدين إذا احتاج الحاج.. صدقات الماء.. رعاية ليس بعدها رعاية ولا كانت قبلها.. إن التحديد كان ضرورة، تخيّره المؤتمر بديلاً عن منع العابثين الذين يكثرون ويتكاثرون فالمملكة إذن ستمسك هذا القرار رادعاً للعابثين وديعاً هادئاً للصالحين. وجاء القرار نصراً للإسلام، قبل أن تنتصر به المملكة العربية السعودية، وهنا تحسن المقارنة، فهل المملكة العربية السعودية بالحرمين والسياج (لا يتخطف الناس من حوله) هي في هذا الوضع وبالنسبة للحج تمثل الإسلام؟ نعم، إنها تمثل الإسلام الدين الحق لا يهزم بالعدوان عليه وإنما ينتصر على من اعتدى للضلالة التي هي وزاع العدوان. الإسلام لا ينهزم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ويعني ذلك أن المسلمين حين اجتمعوا في عمان، غضبوا من الفجور فحاربوا الفجور..
طباعة تعليق  القراءات :674  التعليقات :0
صفحة 1082 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج