شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إسرائيل.. الزولو بعد الفلاشا
ولست أعتسف قومي العرب أبخل عليهم بثناء أو أتسافه عليهم بهجاء. فالشاتم لقومه شاتم لنفسه.. لحاضره ومستقبله فإذا ما كتبت عن اليهود كواقع له جذور في القدم حافظوا عليها تفرعت له فروع في الجديد ما زالوا يحتفظون بها، فقومي العرب شعوب، أما اليهود وأن تبعثروا في أي بقعة من الأرض فإنهم شعب واحد وزعامة واحدة وهدف محدد وتخطيط ملزم وتنفيذ ملزم.. وليس هذا ثناء عليهم وإنما هو تقرير واقع يمكن للمقارنة أن تعطي القوة لمن استأهلها والضعف لمن تأهل لها..
فإسرائيل حين بدأت الهجرة المعاكسة منها إلى أقاليم أخرى وحين قلت الهجرة الوافدة ومن الاتحاد السوفيتي بالذات فكرت في عملية التعويض فاشترت اليهود الفلاشا ولا أعني أن الفلاشا باعوا أنفسهم، وإنما باعهم إلى إسرائيل سماسرة قبضوا الملايين وهكذا إسرائيل تنفق الدولار في مكانه، فاليهودي بخيل لا يبعثر ماله واليهودي بخيل لا يبخل بمال لتحقيق الهدف ولغرض الطغيان. هجروا الفلاشا إليهم يهود يحتضنون اليهود يستكثرون بهم مدداً لبناء المستعمرات وطعاماً لسلاح المقاومة فالمال الذي أنفقوه من أجل الفلاشا لم يذهب سدى وإنما أدى مهمته آلاف من اليهود يكثر بهم سواد الإسرائيليين في فلسطين.. والتفتت إسرائيل تريد أن تخفف الضغط عن حكومة البيض المتعنصرين في جنوب إفريقيا لأن إسرائيل حليف للبيض المتغطرسين على الأفارقة فالهدف هو مساعدة بريتوريا والتخطيط هو أضعاف المقاومة من الأفارقة ضد حكومة جنوب إفريقيا وبقي التنفيذ.. فكروا فإذا هم يلتقطون زعيم قبائل((الزولو)) يستقبلونه..يعدونه بأنهم سيضغطون على البيض لإنصاف السود.
إن قبائل الزولو كثرة محاربون يخشى خطرهم على البيض فإن لم يتحركوا اليوم لنصرة مواطنيهم فلربما سيجدون من يحركهم من الأفارقة الذين صدقوا عهدهم مع إخوانهم فاعتزمت إسرائيل بحركة التفاف أن تطرق المقاومة الإفريقية تستجلب زعيم الزولو لئلا يتحرك ضد جنوب إفريقيا..
براعة من هؤلاء اليهود يسجلها الواقع رغم أنفه وإني لأعجب من بعض المعلقين الأمريكان فقد كتب أحدهم يقول كيف تمت الصداقة إلى درجة الحلف بين حكومة جنوب إفريقيا العنصرية وبين الإسرائيليين الذين ذاقوا من عنصرية النازية التحريق والعذاب.. إن هذا الكاتب أحد اثنين إما أنه مخدوع أو مخادع فاليهود عنصريون من اللحظة التي جاءوا إلى أبيهم إسرائيل عليه السلام فقميص يوسف صبغوه بالدم الكذب.. لقد تعنصروا على أخيهم فأذاقوا أباهم مرارة الحزن حتى أبيضت عيناه وأذاقوا أخاهم عذاب الجب.. إلخ.. ما هنالك.
إن العلاقة بين إسرائيل والبيض في جنوب إفريقيا علاقة عنصرية ومن المؤسف حقاً أن بعض الرؤساء الأفارقة بدأ يتعامل مع إسرائيل كدولة صديقة بينما هي الحليف المؤيد بكل أسلحة التأييد يقتل الأبيض فيها الإفريقي.. قاطعتم إسرائيل من أجل العرب فكيف تتصلون بها والأفارقة يقتلون.. تدعو زعيم الزولو تمنعه من التحرك إفريقيا يناصر إفريقيا ولكن لعلّ هذا يثير بعض الأفارقة يتحركون نحو قبائل الزولو يطلبون منهم نصر أهلهم وفي هذا خطر على الزولو يفترقون وأمر لا بد منه لإحباط مكيدة اليهود.
أمثلة
وما دام الشيء بالشيء يذكر وعن براعة اليهود فلنحاول الحوار مع الأمثلة التي ضربت تذكيراً للعرب من إخوانهم العرب، فالمثل بأن دول السوق المشتركة تجتمع وهم على خلاف، يتفاوضون فالخلاف لديهم لا يمنع اجتماعهم.. يتفاوضون على سعر الطماطم والبطاطس - يعني على المصالح - وقد سبق للفيلسوف البريطاني راسل أن قال: إن الخلاف على المصالح يحل بالمفاوضات وضرب مثلاً إذ قال: لن تقع حرب بين موسكو وواشنطن لأن خلافهما على المصالح فموسكو وواشنطن في كل لحظة تتفاوضان وسيكون لهما مؤتمر قمة عن قريب..
والمثل الثاني قالوا إن المنظمة الأفريقية يجتمع رؤساء دولها في قاعة واحدة يجري بينهم حوار وتتسع المفاوضات وليس خافياً أن الخلاف بين الأفارقة أو الاتفاق هو أيضاً على المصالح لمقاومة القحط والجفاف لصلح بين فريقين وما إلى ذلك.. أما العرب فالخلاف ليس على المصالح حتى تتم المفاوضات وإنما هو وليس أيديولوجيًا شيء يستعصي على المفاوضات (أنا ومن بعدي الطوفان).
والمثل الذي أضربه هو في براعة اليهود، لا يعقدون مؤتمراً ولا يتفاوضون، فاليهود في إنجلترا أو في فرنسا أو روسيا أصبحوا منقادين للزعامة اليهودية في نيويورك أو في الولايات المتحدة على العموم فلا حاجة للاجتماع ولا ضرورة للمفاوضات.. هدف محدد وتخطيط محدد وتنفيذ ملزم ووحدة كاملة بين اليهود. شعب واحد وحتى الخلاف بين شامير وبيريز ما هو إلا خلاف مظهري لقتل الوقت ولوضع الضاغطين على إسرائيل أو المفاوضين في حيرة وتردد.. الخلاف بينهما عن تخطيط ولهدف لا عن شيء آخر.
صور
وأكبرتُ دار الإفتاء في مصر كما في السودان أن أُعلن عدم تحديد عيد الأضحى برؤية يستطلعونها، تركوا ذلك التحديد لا يكون إلا تبعاً لوقفة في عرفات عمل مشكور ولا بأس أن أذكر شيئاً وقع.. كنت في مصر وفي مكتب سفارة المملكة العربية السعودية وكان السفير يومها إبراهيم السليمان العقيل يرحمه الله فقال لي: إنهم ينوون أن يكون عيدهم على خلاف يوم العيد عندنا. قلت: تحرك اذهب إليهم. ذكرهم أن عيد الأضحى ينبغي أن يكون واحداً لدى المسلمين في كل الأفكار تبعاً لوقفة عرفات وقام فعلاً.. أو هو فعل ذلك قبل أن قلت فتمت وحدة العيد وهي الآن تعلن هذا التمام..
والشيء بالشيء يذكر في عصر الصحابة وبعد الخلفاء وفي مكة كان في حسابهم ورؤيتهم أن اليوم الذي وصل فيه الصحابي المغيرة بن شعبة من الطائف أميراً من قبل معاوية بن أبي سفيان في دمشق.. كان ذلك اليوم يوم التروية عند أهل مكة وفي الناس عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه وعن كل الصحابة أجمعين.
قال لهم المغيرة أو هو أمرهم: اليوم ليس يوم التروية إنه يوم الوقوف هيا إلى عرفات، فسمعوا وأطاعوا وفي الناس يومها عبد الله بن عمر. السمع والطاعة قطعت الخلاف وليس هناك خير في الخلاف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1081 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج