شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أطفال لبنان اليتامى!
وليس في لبنان الذين فقدوا الآباء والأمهات في مهلكة الحرب الأهلية أو في شهوات النزوات الطائفية أصبحوا يتامى حتى الرضع منهم فلا يجدون كافلاً يكفل الطفل المسلم لكنهم قد وجدوا من يشتريهم باسم الرعاية وعمل الخير من غير المسلمين.
وهؤلاء الذين أخذوا الألوف من هؤلاء الأطفال فرحوا بهم لا لأنهم بحاجة إلى الرعاية بل لأن التبشير قد أتيحت له الفرصة فيمارس عملية التنصير فلقد نشرت الصحف والمجلات أخبار الأطفال لتملأ القراطيس أخباراً ممتعة لقرائها كأنه ليس لمجلة مسلمة أو صحيفة عربية شأن يحث على رعاية اليتيم الذي ولد على الفطرة فما طفل لقيطاً أو يتيماً ومن أي نحلة أبوه أو أمه إلا وهو ابن المسجد لأنه ابن الإسلام فالإسلام هو الفطرة ما من مولود إلا على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه وزاد على الآباء والأمهات ما تمارسه جمعيات الرعاية التي زعموا أنها للخير وإنما هي للتبشير والتنصير وقد قرأت خبراً في جريدة في معرض ما نشر عن هؤلاء الأطفال أن الإسلام يحرم التبني! نعم الإسلام كذلك ولكن الإسلام دين الرحمة، ملة الأخلاق فرضت رعاية اليتيم فالرعاية غير التبني خير بيت بَيَّت فيه يتيم يحسن إليه: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين هذا ما قاله نبي الرحمة يقرن بين إصبعيه يضع كافل اليتيم من أهل الجنة، تشير الأصابع قرينة للإصبع التي أشار بها ذو الخلق العظيم صلَّى الله عليه وسلم.
فاليتيم وحتى إن كان لقيطاً وجد في عرض الطريق هو ابن الإسلام لأنه ابن الفطرة. فلو في أي مدينة ولو كانت من مدن أوروبا وأمريكا وجد لقيط في عرض الطريق رمته أمه لأي سبب لما كان على النصراني ولا على اليهودي ولا على الملحد ولا على الوثني واجب أن يكفله وإنما هو الواجب أن تكون الكفالة فرضاً على المسجد واجباً على المسلم يرعاه ليعيش ولا يجوز أن يتبناه.
فالرعاية غير البنوة الرعاية إسلام خلق.. رحمة.. وهذا حديث الغامدية التي رجمت حين اعترفت حين تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم وكانت حاملاً أمر نبي الرحمة ألا يقام عليها الحد إلاّ أن تضع جنينها دعوها حتى تضع جنينها وحين وضعت جنينها أخذتها التوبة تعود لترجم فإذا نبي الرحمة محمد صلَّى الله عليه وسلم يقول: دعوها حتى تكفله إلا أن يكفله أحداً.
وما تم رجمها إلا حين تكفل بطفلها صحابي، ما قال عليه الصلاة والسلام هو بن كيت وكيت فالأمر من الله وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (الأنعام: 164).
إن الألوف من أطفال لبنان وكلهم أبناء الفطرة فيهم ابن المسلم لأن أبويه كذلك وفيهم غير ذلك لكنه الإسلام هو أبوهم جميعاً ولكنهم المسلمون كلفوا بأبوة الإسلام فالكارثة ليس لأنهم أصبحوا الرقيق الأبيض فالمبشرون يسْرِقون ولا يُسْرَقون وإنما هم ينصرون. بينما المسلمون في عصر ملوك الطوائف وما أشبه الليلة بالبارحة. كانوا يشترون الرقيق الأبيض فإذا هؤلاء المماليك يصبحون الملوك ينتصر بهم الإسلام ليس أولهم الرقيق مرتين الملك مرتين المظفر قطز صاحب وإسلاماه صاحب عين جالون هازم التتار وليس آخرهم الملك الظاهر بيبرس ومالي نسيت الجارية زوجة الملك الصالح أيوب شجرة الدر التي أسرت لويس التاسع.
هكذا الإسلام جعل العبدّي سادة بالمن أو الفداء بالحضانة والاحترام فالمشركون استعبدوا سيدنا بلالاً أما الإسلام فقد أعطى بلالاً أنه سيدنا ما قلتها أنا وإنما قالها يسمعها رسول الله عبقري هذه الأمة عمر بن الخطاب فحين أعتق الصديق أبو بكر بلالاً قال ابن الخطاب عمر (الله أكبر أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا).
فالصحف المسلمة تنشر عن الأطفال اللبنانيين يأخذهم التبشير ولا نجد جمعيات خيرية في المسلمين تحول دون ذلك تصون ولد الفطرة ليبقى مسلماً كأنما عصر الطوائف الأول غير عصر الأقاليم الآن.. فهل أزيد أم أن في فم الضفدع ماء؟
لكن الإسلام بخير ينتصر بالحرب عليه.. أما المسلمون فنسأل الله أن يجتمعوا على خير يتحدون ولا يفترقون ليكون الإسلام منتصراً بهم وليكون الطفل ابن الفطرة في رعاية مسلمة إن الله هو السميع المجيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :578  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1073 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.