شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمرئ القيس السؤال والإجابة
ولم يخطر على بالي أن أكتب عن أمرئ القيس، ((بدأ الشعر بملك وانتهى بملك))، فديوان العرب قد جعل أمرؤ القيس هو الشعر الذي بدأ لم يهلهله كخاله المهلهل، وإنما تهلل به من عزة السلطان وسلطان الجمال، سواء كان جمال الإنسان أو جمالاً لنجده لم يخطر على بالي إلا أن أعرفه كما عرفه ديوان العرب، ولكن أمرؤ القيس لا ينحصر في أنه الشاعر، ولا ينحسر بين الدخول أن أسأل عنه أطلب الإجابة من دارسي الأدب والتاريخ الذين قد تمنعهم حواجز أن يكتبوا عن حاضرهم فتجيز لهم الجوائز أن يتحلوا حين لم يتخلوا بالكتابة عن ماضيهم في أي ناحية وعن كل ضاحية.
ففي حفل الإثنينة حين احتفلنا في بيت الأستاذ عبد المقصود بأستاذنا علي الصابوني كان بجانبه صادق اللهجة النبيل الأستاذ عبد العزيز الرفاعي كان في سياحة وفي تركيا يصل الرحم بزيارته للسفير الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه، فسمعت الرفاعي يجيب الشاعر المجيب السفير حسن القرشي كأنما هو قد سأله عن زيارته ((لأنقرة)) العاصمة المستحدثة للدولة التركية فقال الرفاعي: لم أجد ذكرى لأمرىء القيس ولا مشهداً ففي ديوان العرب أن امرىء القيس وصل إلى أنقرة، فواصلها بذكرها في شعره عن تلك الطعنة التي لا أدري أهي طعنة حديد أم الطعنة التي لم يجد فيها المديد طعنة الجسد أم طعنة النفس، وكانت هذه الإجابة ((لا أدري)) ((لا أجد)) حركت مشاعري لأطرح السؤال أطلب الجواب هكذا كما يلي:
1 - أمرئ القيس أبوه حجر بن عدي آكل المرارة((الحنظل))، كندي قحطاني أنتزع إلى العدنانية مضر بل أسد فأصبح ملكاً كأنما مضر كلها وبشموخ غطفان أرادت أن يكون فيها ملك ينافس ملك الحيرة فالمناذرة قحطانيون.
2 - وابن الملك هذا نظم الشعر تخاطفه الرواة فهل كان ذلك يوم كان في عزة الملك شاباً يفترس يتغنى بالأطلال ويطل علينا بأولى المعلقات ((قفا نبك)) فهل كان بكاؤه غزلاً فلم يبك من هزيمة تنال تاريخها وإنما بكاؤه من حنين الحب وأنين الحبيب.
تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيري يا أمرىء القيس فانزل
فقلت لها سيري وأرخي زمامهم
فلا تبعديني عن جناك المحلل
أحسب أنه قال ذلك وهو في عز الملك وترف الشباب ومصداق ذلك قوله ((أهملني صغيراً وحملني دمه كبيراً)) انتظر الإجابة.
3 - وقتل أبوه فكيف تسنى لأمرىء القيس أن يعيش بعد قتل أبيه، فهل بقي في أسد لأن أباه لم تقتله القبيلة وإنما اغتاله خصيم، أم أن امرأ القيس لم يتسع له المقام في أسد فخرج منها وفي الأرض متسع، والقبائل من مضر يتسع صدرها له وإن لم تكن له تعينه على ثأره أم هو قد لجأ إلى تغلب أخواله فلم يجد عوناً منهم فقد أكلتهم حرب البسوس ولا طاقة لهم بأن ينتصروا على مضر فأسد إذا ما شنت تغلب الحرب عليها لن تكون وحدها ولعلّ أسداً حسبت لذلك حسابها فإذا هي مع غطفان يتكوّن بهما الحلف الأعظم.
4 - إن هذا الوضع الذي طرحت والذي حرمه من النصير أخذته همة الثائر أن يستنجد بمن يعين فتوجه إلى الشام إلى ملك الروم يأتمن ففي تيماء سيدها العربي الذي تهود ألا وهو السموأل بن عادياء السلولي الذي حفظ الأمانة فضرب ديوان العرب به المثل ((وفاء السموأل)) فالعرب عربوا اسمه ((السموأل)) مع أن اسمه اليهودي((صومائيل)).
5 - وسار إلى الشام ولعلّه ما كان يريد القيصر وإنما كان يستنجد بأولاد جفنه ملوك الشام، فالشام لا بد وأن تكون دار ملك حتى لو استقطبها القيصر فكان فيها ملك أولاد جفنة شم الأنوف من الطراز الأول بل وحتى حينما بسط العثماني سلطانه عليهم أبوا إلا أن يكون فيهم السلطان ولو كان ألبانيا تعرب حتى إن هناك قول يزيح الألبانية عن بيت مؤيد العظم فيزعم أن الألبان((الأرناؤوط)) أصلهم عربي قالوا ((عار علينا أن نعود فأعجموها)) لتكون ((الأرناؤوط)) ولعلّ أولاد جفنة لم يستجيبوا له أعني لأمرىء القيس أو إنهم نصحوه أن يصل إلى القيصر.
6 - وسار إلى أرض الروم حتى وصل أنقرة فهل حجز عن القسطنطينية أم أنه عاد من القسطنطينية بخفي حنين؟ سؤال عسير عليّ أن أجد إجابته ولعلّه من السهل على الأكاديمي أستاذ الأدب أن يجد الإجابة ولا أريدها من حمد الجاسر ولا من عبد الله بن خميس وإنما أريدها من أساتذة الآداب والتاريخ.
7 - إن أمريء القيس يعيش في ديوان العرب شاعراً وعليه لمحة أنه ثائر فهل أجد من يستجيب؟
وهكذا لا بد أن يكون لكل ضليعة تاريخ لا يقتصر على الشعر وإنما ينتشر على سلوك الشاعر وطموحه وجموحه وفشله وانتصاره.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :614  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1071 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج