شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جزيرة العرب..المدد ومن إليها الامتداد
وقالوا في المثل: توضيح الواضح أمر فاضح، وتلقف سعد زغلول هذا المثل وهو من صناع الكلام فقال: (( كلما كان الشيء واضحاً كان البحث فيه موجباً لغموضه )) وما دام ذلك كذلك فمالي أكتب عن العرب المدد وعن العرب الامتداد.
فهل هناك شك أم هناك رفض.. لا فالتاريخ معروف، والشعوب العربية لا ينقصها الاعتراف، وإنما هو طغيان الإقليمية.. كل إقليمي هو العربي ولا غيره، ولا يعني ذلك نكران النسب.. وإنما يعني عدم الاحترام للأسباب الجامعة، وليست هي المعرفة، وإنما ينحصر السبب الجامع الذي يجمع المدد والامتداد لمقامة الواقع الذي صبوه على أنفسهم حين عشقوا الصبابة.. كل وما يصبوا إليه.. حتى إن الأرض تنهب والعرض يسلب والمسجد ينكب وفتيان الحجارة يقتلون، وحولهم طغيان الإمبراطوريتين، يتكلمون عن الإسلام بمعسول الكلام بينما هم يحاربون السلام بالموقف المحدود، فلكل إمبراطورية موقف لم يحدده خصيم.. فلا واشنطن حددت موقف موسكو، ولا موسكو حددت موقف واشنطن.. حتى إن الانفراج العالمي وإن بدأ خطواته الأولى ميخائيل جورباتشوف فقد سار رئيس الولايات المتحدة سواء كان حين قال غورباتشوف: نعم حتى عن الانسحاب من الأفغان قال بوش: نعم.. لكن هذا الخبر عن الموقف المحدود نطق به الرئيس بوش وأذاعه صوت أمريكا لم يكن إلا خبراً عن الواقع، ولا يحتمل أن يكون طالباً فرضاً أو اتفاقاً تعاقدوا عليه.
الاتحاد السوفيتي هو الذي حدد موقفه ليأخذ من العرب مأخذ الرضى، بينما الولايات المتحدة لها موقفها المحدد في جنوب إفريقيا وحتى في الأفغان وحتى في فيتنام، لكنه الموقف غير المحدد في علاقتها مع اليهود كأن تل أبيب عاصمة لولاية أمريكية.
لقد تقدم الشاكرون للولايات المتحدة لموقفها مع الأفغان، وعجز أن يتقدم الامتداد العربي أن ينكر على الولايات المتحدة دورها غير المحدود مع اليهود، غير أن ظاهرة بدأت تبرز في الولايات المتحدة.. ألا وهي بعض التغيير في مشاعر الشعب الأمريكي، فقد سمعت ومن صوت أمريكا أن صحيفة ((الواشنطن بوست)) ومعها محطة التلفاز أجروا استفتاء عن اليابان وعن دولة اليهود.. فجاءت نتيجة هذا الاستفتاء هكذا: اليابان شعب صديق للولايات المتحدة أو قالوا إن دولة اليابان صديق أكيد للولايات المتحدة.. أما دولة اليهود فليست الصديق للولايات المتحدة.
إن الخبر عن الدور المحدود ما كان يعني أن العرب المدد والامتداد وإنما كان في الطمأنينة لليهود لئلا يظنون أن زيارة شيفاردنازة وزير خارجية الاتحاد السوفيتي سيكون لها دور فيه الخطورة على دولة إسرائيل.
والدور غير المحدود مرة ثانية في هذا التناقض: وزارة الخارجية تعلن نقدها لطغيان اليهود في فلسطين، وفي الوقت نفسه أعلنت نقضها لقرار مجلس الأمن الذي يدين شامير ومن إليه بما يفعل ضد الشعب الفلسطيني.
ولكن لازال العرب المدد والامتداد بالصبر لديهم بعض التفاؤل، بما يصنعه الرئيس بوش أو بما تخضع به السياسة الأمريكية للشعب الأمريكي الذي ضاق بازدواجية الأدوار وما إلى ذلك مما أعطى للاتحاد السوفيتي دوراً لو كان محدوداً، والليالي من الزمن حبالى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1070 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج