شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحوار العربي الأوروبي
وعن هذا الحوار بين العرب جميعهم والسوق المشتركة الغرب الأوروبي كله، لا بد لي من تعليق يظهر به تعلقي بهذا التطور عربيًّا وأوروبيًّا، فالغرب كله بالذين مثلوه قد أجمعوا أمرهم على نهج واحد، فإذا هم على الطريق، وما كان ذلك إلا والمستقبل يدعو إليه، يدعو إلى الجماعة يدعو إلى استغلال الواقع في أوروبا اليوم فلئن ظهر أن شعوب أوروبا قد تكون وحدة عن قريب أو بعيد، فإن الوفاق بين الكرملين والبيت الأبيض لن يكون في صالحهما عودة أوروبا إلى ما كانت عليه من قبل لهذا السوق المشتركة حين كانت قبل هذا الحوار ترسل التأييد تلو التأييد للعرب، كان المعلق يظن أنها دعاية لها من أجل مصالحها الاقتصادية ولكن الواقع اليوم يدعونا إلى اليقين بأنها المصالح الاقتصادية، نعم ولكن أشد منها وأقوى الموقف الاستراتيجي، فالأرض العربية شرقها وغربها وكذلك إنسانها هو السند للسوق المشتركة أو لحلف الأطلسي ينتصب بها قوم أوروبا الغربية حين يستجد، وليس ذلك بالبعيد أن تكون في حاجة إلى السند الأيمن عن العرب وأرضهم؛ كما هي في حاجة إلى السند وراء غرب الأطلسي، فالحوار العربي اليوم وقد اجتمع كل العرب فيه بدأ يزيح شعوبية التأقلم، كما بدأ يبيح للتضامن العربي ألا يكون مادة في ميثاق الجامعة، بل سيصبح المدد لقوام الأمة العربية تخضع لقيامها حين تعمل لمستقبلها، فمن البشرى أن تمثل شعوب الجامعة بالذين مثلوا دول الجامعة في هذا الحوار، فلم يتخلف أي ممثل لزعيم عربي عن هذا الحوار، فهذا الأمر له ما بعده وضوح التبادل الاقتصادي واتضاح العناق الثقافي، والتأييد الأوروبي غريباً أصبح قويًّا وشرقيًّا من مصالحه ألا يكون بعيداً عن هذا التأييد سواء قاده النهج الذي تملكه يد جورباتشوف أو الذي أصبح في ملك أوروبا الشرقية وليس كل ذلك ما أحسبه كسباً، بل المكسب الكبير هو أن فرنسا ومن إليها من دول السوق المشتركة أعلنت موقفها صريحاً مختلفاً مع اليهود ومن إليهم، إن دول السوق المشتركة قد تناقص بها حين أيدت العرب الصديق لليهود لا لرفض الصداقة وإنما لرفض ما يمارسه اليهود في فلسطين وضد العرب، وكسب آخر يوقظ العربي إلى أن يشد حيله فلا يخشى اليهود ولئن كان في طبيعته عدم الخشية من اليهودي فإن انطباعه الآن سيجعله يقترب من عدم الخشية من أي معين لليهود.. إن اجتماع العرب في وحدة هذا التضامن خيب ظن اليهود فلن تجد فيهم من قبل ومن بعد أبارغال ولا يوسف خنفس ولا بنت الضبزرن.
ومما أجدني شاكراً له ألا وهو درس التجربة حين تفرقت الأقاليم بما رفضه أكثرهم وبما احتضنه آخرون.. إن تجربة الخلاف الذي وقع بمدة سنوات محمودة عاقبته فقد بصر العرب بأن الخلاف فيه التلف وأن الائتلاف جالب النصر وأي نصر أقوى وأحسن من هذا الحوار بين العرب جميعهم وبين الشطر الأقوى في أوروبا الذي كنا نتهمه بعون اليهود والخير من خلال الشر منبثق، فمجالس التعاون والوفاق بين دمشق والقاهرة يوحد الكلمة العربية والمسيرة العربية، ولقد أغضب اليهود وفي فلسطين بالذات هذا الموقف عربيًّا وأوروبيًّا، فإذا هي الكذبة السوداء تذيعها عن لبنان وسوريا أنهما أرسلتا جيشاً من أبنائهما العرب إلى رومانيا، كأنما اليهودي بهذه الكذبة السوداء يدفع بها جورباتشوف إلى الغضب من عربي، فعل ذلك لأن إمبراطور الكرملين مع الشعب الروماني ويغضبه من يكون عليه لا معه، ومادام الشيء بالشيء يذكر، فالاتحاد السوفيتي انتقد الموقف الأمريكي في بنما من أجل حماية الأمريكان فإذا هو في اليوم الثاني يعلن أنه لن يتخلى عن أي روسي يناله الشر في رومانيا فالموقف الروسي في رومانيا لحماية الروس.
إن العرب اليوم على الطريق طريق الوفاق والتضامن وصداقة الذين يصادقونهم من دول أوروبا يكسبون الانتعاش الاقتصادي والموقف القوي أمام اليهود، وفي يوم قريب إذا ما صدقت النوايا وتوطدت الصداقة بين غرب أوروبا والعرب فإن الموقف غرب الأطلسي لا بد وأن يتزن فصداقته أو صداقة مع الأرض العربية وإنسانها تحمله على ذلك وإن غداً لناظره قريب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :608  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1067 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج