شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأرض لا تأثم
والأرض بكل ما هو فوقها أو هو في جوفها وبكل التسميات التي تطلق على تضاريسها ودهاليزها لا يلحقها إثم الإنسان إذا ما طغى أو ألحد، وأشرك وكفر وارتد، فالإثم من صنع الإنسان وليس على الأرض أي أرض ذنب، فمن الخطأ أن نذم مدينة أو إقليماً بعصيان أهلها الذين فسقوا عن أمر ربهم، فأرض فلسطين طغى فيها الجبارون فأهلكوا، وعصى فيها قوم لوط فأهلكوا، وبقيت فلسطين الأرض المباركة لم يلحقها إثم الذين هلكوا، وأرض عاد وثمود والفراعين هلك أهلها وبقيت أرضهم تأوي المسجد والمحراب والمأذنة وإنساناً عربياً ومسلماً، وأرض المشركين من العرب أسلم بعضهم وهلك صناديدهم وبقيت الأرض في حرز القداسة والحفاظ على إحراز مكارم الأخلاق، فالإنسان كما تقول العامة (ذنبه على جنبه) أما التراب فمسجد وطهور، فدعونا من التنابذ والسخرية بما ظهر من شرك وما تظاهر من نفاق أو ردة فكل ذلك ذهبوا وبقيت أرضنا مأزر الإيمان معاقل الإسلام، قبائلها صخار الإسلام، فبعض الذين عصوا من ارتد ومن جلد في الخمر حين عادوا إلى الهدى زال عنهم الإثم بالتوبة، فالإسلام يَجِبُّ ما قبله، فإذا هم الذين قادوا النصر وإذا أرضهم حرماً وسياجاً مأوى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة فحين وحدوا توحدوا، فأرضهم لم تأثم هكذا علمنا أشياخنا. ولا أريد أن أزيد ولكني أذكر بواحد اسمه طليحة بن أسد نجدي كان رأساً على الحلف الأعظم يسود غطفان بقضه وقضيضه وأسداً بحدها وحديدها ارتد ادعى النبوة ولكنه عاد فإذا هو في القادسية لا يقطع سعد أمراً دونه كما هو أمر عمر بن الخطاب وبعد القادسية يبعثه ابن عمه النعمان بن مقرن المزني المضري النجدي المسلم قبل كل شيء سابراً في عزمه النعمان لفتح نهاوند (فتح الفتوح) وطال غياب طليحة، فتقولوا عليه يسيئون الظن به لقد عاد إلى الردة حتى إذا جاء بالخبر سمع الخبر فقال الكلمة أصك بها أذن كل عربي (أو تظنون بي الظنون أتحسبون أني أترك قومي العرب جزراً لهؤلاء الأعاجم) قالها وملء صدره الإيمان. فرضي الله عن طليحة ورضي الله عن أبي محجن ولكلِّ قصة ولك فصل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1065 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.