شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
متَى حج الإيراني بَرَّا؟
ولا أخلت ولا أذلت وإنما بذلت دونما من فقد كان ذلك الواجب عليها تراثاً لا يبلي، أساسه المسجد وسواسه أئمة المسجد وساسته الذين حافظوا على أن يكون هذا العطاء دماً أحمر به تراب الأرض حتى((كشغر)) في شمال الصين وحتى بواتيه (بلاط الشهداء) على جبال البرانت حدود فرنسا.. وأبيضّ وجه تاريخ هذا البلد حرماً وسياجاً لا يسأل عن جحود وإنما سؤاله أن يكون هو العطاء المديد بلا حدود من عطاء هذا البلد الآمن الذي تكون بكينونة هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، وما سميته الكيان الكبير إلا لأنه جمع الشمل فلا إقطاع ولا مقاطعة ولا قطيعة.. ولا فصام ولا خصام قبل هذا الأمن الذي حطم الإتاوة والخفارة والإخاوة بسيف عبد العزيز بن عبد الرحمن حملته زنود القبائل التي توحدت حين وحدت..
قبل هذا الأمن كان الحاج الإيراني.. وقبل آل سعود كان الإيراني لا يستطيع أن تمر قوافله عبر البر لأنه يخاف حكم الترك فالخصومة القديمة بين الروم والفرس لم تمت بين الترك والفرس مع أنهم المسلمون ومنعت ذلك حروب القبائل فكل القبيلة ((يام)) حالت دون الحج الإيراني، فاطمي يحجز إمامياً حين اختلف النسب والانتساب بعوامل المذهبية فلقد كان حج إيران يركبه الشوق إلى مكة فلا يبخس الناس أشياءهم، فإن عزّ عليه البر فقد أصبح يركب السفن الشراعية يركبها من الخليج يعبر مضيق هرمز تلعب به أمواج بحر العرب كجزء من المحيط الهندي خصوصاً إذا كان الحج صيفاً ويمر من باب المندب فإذا السفن ترسو في ينبع البحر، وإذا الخفارة تفرض والإتاوة تؤخذ، فقد كانت للمراوحة وللظواهر بالذات يقبضها شيخ الظواهر يومئذ (عباس) صاحب بئر عباس محطة في الطريق بين المدينة وينبع فلا يمر الحاج الإيراني ببئر عباس حتى يدفع الإتاوة والخفارة، قليل كانوا يحجون على السفن ولكن الأمن في هذه المملكة وفي أول لحظة حين بدأ يتم نقص، انضمت الإحساء وانجلى الترك، حج الإيراني عن طريق البر بأمن وسلام.. أتحدى من يقول إن قبيلة من عرب نجد تعرضت له. غير أن حملة محمد علي غيرت دفع الإتاوة إلى غير المراوحة فالذين كانوا يأخذونها لم يأخذوها عن تعنت.. وإنما هو فرمان الخديوي كأنما فرمان الخديوي جزء من فرمان السلطان صلة وثيقة لأوامر ملوك الطوائف يتكوّن حجيج البر في النجف، والنجف نجدية أكثر منها عراقية كما قالها لنا الجواهري شاعر العراق.. لكن هذا الحجيج من النجف وبفرمان الخديوي يمر بخفارة ميمونية حربية أحمدية خفارة ابن ناحل خلف وأخو خلف وآخر من كانت له صديقنا غلاب ابن ناحل من أحامدة نجد ويصلون إلى المدينة المنورة ويدفعون إتاوة وخفارة لمن بيده الفرمان الخديوي واليوم كل هذا نسيته إيران.. كل هذا يدفع المسلم إلى أن يقتل المسلم في حرب جماعية أو في حرب معشرية لا يسعني إلا أن أنشد قول الشاعر:
إني لأعجب من طبيعة معشر
تسعى لهم وهم عليك شقاق
إني لأبرأ من زعامة جاهل
تدجيله تفني به الأخلاق
وأخيراً فإن الأرض المسلمة في أي مكان ستشعر بالسعادة يوم يكون الوفاق بين كل الذين يصلون إلى القبلة، وكل الذين يصلون إلى القبلة يحجون، فاللَّهم اجمع الشمل واجعلنا الناصرين لدينك نستاهل النصر منك سبحانك مالك الملك الرحمن الرحيم.
وما تعود هذا البلد حرماً وسياجاً إلا أن يكون مأزر الإيمان.. معقل الإسلام.. وقبائله صخور الإسلام فإسلامه هذا يدعوه إلى العطاء فالقرآن انتشر والذكر انتصر والإسلام كذلك واللغة مثل ذلك.. فعطاء هذه المعاني كان الرديف لها عطاء المباني فما بخلت هذه الأرض يوماً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :697  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1062 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج