شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التفاؤل والتجربة الرائدة..
وتعودت أن أكتب عن ميزانية السنة وفي أي سنة.. فلا بد لي وقد انشرح صدري بالتفاؤل أن أكتب كما تعودت. غير أن ما أكتبه اليوم أشرح به هذه الصور:
تعودت الجميل.
ماذا عرفت عن الميزانيات.
وكل حاجر يفيض ويمتلي.
فالكلمة الأولى قالها شاكراً نعمة الله عليه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن. فقد سمعتها منه وقد خرج من أزمة منتصراً وليست هي الخبر يخبرنا بها. وإنما هي دعاء الشكر يشكر الله الذي أنعم عليه يخرج منتصراً حين ينتزع النصر من مخالب الهزيمة وما كان لديه مال تنتظم به ميزانية، وإنما كانت لديه الآمال التي تحققت مذ كان صادق العهد عظيم الموهبة موفقاً. فالتوفيق هو النعمة الكبرى.
وفي عهد الملك المؤسس الموحد لهذه الأرض حرماً وسياجاً وإنساناً عرفت مسيرة الميزانية من سنة إلى ما بعدها، فلو لم أعرف هذه الأيام أيام كل موازنة.. لما دعتني ميزانية هذا العام أن أكتب عن ذلك فأول ميزانية عرفتها في عهد البطل يرحمه الله لم تكن أكثر من اثني عشر مليوناً من الريالات العربية السعودية، لكن المسيرة يحفها التوفيق ألبستنا الصبر والشكر، فإذا المملكة العربية السعودية وقد توطد الأمن فيها فهزمت الفتن، فإذا نحن على طريق التقدم.
وما أمتع هذا التقدم حين يشتد عزمه بالقليل، ثم توالت الزيادة في الميزانية عاماً بعد عام ستة وثلاثون مليوناً. واثنان وستون مليوناً وأربعمائة وخمسون مليوناً. وأكثر من ثمانمائة مليون.. حتى إذا أدركه الأجل وقد توفاه الله وصلت الميزانية إلى أكثر من البليون والنصف، فإذا عبد العزيز هو هو.. قليله كثير وكثيره قليل لم تمنعه القلة أن تفتح مدرسة وأن يتكوّن معهد وأن تهدم الأسوار.
وصحيح لم يعبد طريق وإنما كانت السيارات التي لم يرفض وصولها قربت البعيد وكانت سلاح القمع لكل فتنة.
ولكي يعرف هذا الجيل من هو عبد العزيز الذي امتلأ فؤاده لصيانة الشعب ليس بالأمن الذي تم وإنما هو السؤال الذي انشغل به.. ألا وهو: كيف يستطيع أن يعيش وقد أعلنت الحرب العالمية الثانية؟ ولم يكن السؤال كلمة يكتبها أو يذيعها وإنما كان دموعاً وصلاة ودعاء يسأل الله أن لا يهلك هذا الشعب بالجوع. وكان الجواب على هذا السؤال وبهذا الخضوع لله أن امتدت يد العون لا مَنَّا ولا رحمة من الذين أعانوا وإنما هو الصون لهذا الحياد أمسك بتلابيبه عبد العزيز بن عبد الرحمن فطريق الهند أمن على الخليج، ومن البحر الأحمر حياد احترمه الحلفاء وما احترمه المحور كل المتحاربين شكروا هذا الحياد.. من احترم ومن لم يخترم (بالخاء) فعشنا كل سنوات الحرب لا نشتري القمح الكندي.. لأنا نفضل عليه الحنطة الهميس نبات أرضنا في السراة فإذا هو الإغاثة من الله، لم يرتفع سعر لأي مادة نعيش بها. أفليس للملك عبد العزيز الحق الذي هو به أن يكون شاكراً بهذه الكلمة (لقد عودني الله الجميل).
وامتد التوفيق وامتدت الزيادة فإذا الكلمة هذه (وكل حاجز يفيض ويمتلي) تصبح صادقة ومصادقة فإذا الحاجز من التراب يتفجر يغيث حين نبع النفط حين زادت ثروة النفط، وإذا الحاجز من الصخر يلين تعتليه الطرق المعبدة، فإذا هذا الكيان الكبير وكأنه رقعة واحدة سواد الإسفلت بياض المسيرة.
ويأتي حاجز الجهل يتبعثر لينتشر العلم جامعات ومدارس فإذا نحن على الفوق كأنما هذا الفوق هو الذي يدعونا جميعاً وبلسان ابن عبد العزيز في هذه السنة وهو الملك فهد أن يكون أول الشاكرين لنكون بذلك من الشاكرين.
وصورة هي الخاتمة عن معنى الشكر في هذا الدعاء ندعو به كلنا جميعاً رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ. لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ (إبراهيم: 7).
ولئن كان الشكر دعاءك فإنه عمل. فالحمد لله دعاؤك. أما الشكر لله فدعاء ودعوة. لأنه عمل فهذا قوله تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً (سبأ: 13) وما هو عمل الشكر.. هو في هذا الإسلام في هذا الإيمان في اتباع الأوامر واجتناب النواهي في كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة. ومن الشكر أيضاً أن نجعل من هذا التفاؤل طريقاً تعلمنا منه كيف تفوقنا بالعمل وكيف نعرف من التجارب ما يجعلنا نسير إلى صواب. فالتجربة معرفة ننتفع بها نبتعد عن المشاكل والبطر. ونقترب من كل ما يفيد.
فهذه الميزانية لا أعرف كيف انشرح لها صدري متفائلاً بأن نكون على طريق سوي إيراداً وصرفاً وتطبيقاً بما يعود بالنفع على إنسان هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية.
والتحية بخالص الولاء وصادق الوفاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد فقد كان في كلمته واعظاً ومتعظاً وشاكراً ومذكراً ولعلّي لا أنسى حاجزين كانا على قمة التنمية.. البحر الملح الأجاج أصبح العذب الفرات يصل إلى ذرى السروات، والحاجز الثاني: الظلام ينحسر فإذا الكهرباء يصل كما كتبت إلى وادي العيص.فما من حاجز إلا انبعث منه الفيض والخير.
والله ولي التوفيق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :620  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1054 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.